بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من البديهي لكل انسان حينما يسمع باسم (السنة ) يتبادر ذهنه الى سنة رسول الله (صلى الله عليه واله)
وحينما نسال أهل السنة عن معناها فيقولون انا نسير على سنة رسول الله وسنتة تكمن باحاديثه وأفعاله
لانهم يقولون ان رسول الله اوصى بسنته ؟
ولكن حينما نأتي الى الخلفاء باعتبار انهم اشد الناس على تطبيق السنة ,والحفاظ عليها باعتبار انها الدستور الذي يعملون به من بعد رسول الله(صلى الله عليه واله ) لكن حينما نأتي الى الروايات الواردة عن طرقهم نستغرب انها تنهى عن التحدث بسنة رسول الله وتنهى عن نقل كلامه !!؟
فمثلا الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ينهي الأنصار عن التحديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله ) بدليل :
مارواه الحافظ الدارمي في(سنن الدرامي، رقم الحديث 287،) :
( أخبرنا سهل بن حماد، حدثنا شعبة، حدثنا بيان، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب، أن عمر رضي الله عنه، شيع الأنصار حين خرجوا من المدينة فقال: «أتدرون لم شيعتكم» قلنا: لحق الأنصار. قال: «إنكم تأتون قوما تهتز ألسنتهم بالقرآن اهتزاز النخل، فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم» قال: فما حدثت بشيء، وقد سمعت كما سمع أصحابي ).
قال المحقق حسين سليم أسد : إسناده صحيح.
روى الحافظ ابن ماجة (سنن ابن ماجة، رقم الحديث 28،) :
(حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال : بعثنا عمر بن الخطاب إلى الكوفة، وشيعنا فمشى معنا إلى موضع يقال له صرار فقال : أتدرون لم مشيت معكم ؟ قال قلنا : لحق صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحق الأنصار قال: لكني مشيت معكم لحديث أردت أن أحدثكم به وأردت أن تحفظوه لممشاي معكم إنكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم هزيز كهزيز المرجل فإذا رأوكم مدوا إليكم أعناقهم وقالوا أصحاب محمد فأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم).
قال الشيخ الألباني : صحيح بإسناد الحاكم، ووافقه الذهبي.
قال الحافظ ابن كثير في(مسند الفاروق، ج2، ص 624،) : إسنادٌ جيد.
روى الحاكم النيسابوري في(المستدرك على الصحيحين، رقم الحديث 347،) :
(حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يحدث، عن بيان، عن عامر الشعبي، عن قرظة بن كعب، قال: خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار فتوضأ ثم قال: «أتدرون لم مشيت معكم؟» قالوا: نعم، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا، قال: «إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم، جردوا القرآن، وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وامضوا وأنا شريككم» فلما قدم قرظة قالوا: حدثنا، قال: نهانا ابن الخطاب).
قال الحاكم النيسابوري : «هذا حديث صحيح الإسناد، له طرق تجمع ويذاكر بها وقرظة بن كعب الأنصاري صحابي سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شرطنا في الصحابة أن لا نطويهم، وأما سائر رواته فقد احتجا به».
قال الحافظ الذهبي: « صحيح وله طرق ».
والاكثر من ذلك السجن .. عقوبة التحديث
قال الحافظ ابن كثير في(مسند الفاروق، ج2، ص 624، الطبعة الأولى 1990) :
( أثر آخر: قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف عن أبيه حدثه قال : والله ما مات عمر رضي الله عنه حتى بعث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم جميعاً من الآفاق حذيفة وابن مسعود وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر فقال : ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآفاق قالوا : أتتهمنا ؟ قال لا ولكن أقيموا عندي ولا تفارقوني ماعشت فنحن أعلم بما نأخذ منكم وما نرد عليكم. فما فارقوه حتى مات، فما خرج ابن مسعود إلى الكوفة ببيعة عثمان إلا من سجن عمر. إسناد جيد ).
أقول :باي وجه يمنع عمر احاديث رسول الله عن الاخرين ويعاقب عليها وهي الدستور الواجب من قبل الله ورسوله لجميع المسلمين , فكيف سيتعلم الناس فرائض دينهم والحلال والحرام والمستحبات والمكروهات وما يجب عليهم الاعتقاد به وما يجب تجنّبه، الا يكون هذا تناقض لأنه من باب ان رسول الله بشير ونذير وامره الله ان يبلغ الاحكام الشرعية, وعمر يمنع ان تصال هذه الاحكام الشرعية لجميع الناس ؟
ثم الا يتناقض قول اهل السنة بانهم على سنة رسول الله وعمر ينهى عن سنة رسول الله ويعاقب عليها ويقول حسبنا كتاب الله .
والنتيجة فلابد من هناك غاية دعت عمر بن الخطاب لكي يعمد على منع كتابه الحديث او نقله او التكلم به ولاشك ان هذه الغاية معروفة وواضحة لدى الباحثين وهي التكتم على الاحاديث التي قالها رسول الله (صلى الله عليه واله) في اهل بيته وتفضيلهم على الاخرين وانهم خلفائه من بعده ؟ فتأمل .
تعليق