إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تلاوة القرآن هداية والتزام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تلاوة القرآن هداية والتزام

    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    ورد عن النبي : «إذا أحَبَّ أحدُكُم أنْ يُحَدِّثَ رَبَّهُ فَلْيَقرَأْ اَلْقُرْآنِ» .

    وعنه : «ألا مَن اشتاقَ إلَى اللّهِ فَليَستَمِعْ‌ كلامَ اللّهِ».

    وورد عن الإمام جعفر الصادق : «لَقَدْ تَجَلَّى اَللَّهُ لِخَلْقِهِ فِي كَلاَمِهِ وَلَكِنَّهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ».

    ولكي يحقق الإنسان في نفسه أهلية الاستفادة من هدي القرآن، عليه أن ينفتح على كلام الله، ويُقبل عليه بكلّ اهتمام وتركيز، لينفذ نور القرآن إلى عقله وقلبه، وتصل أشعته إلى زوايا أحاسيسه ومشاعره، وحينئذٍ يحصل تأثير القرآن ويظهر مفعول هدايته.

    *تلاوة تصنع التغيير*


    وقد يفرض القرآن نفسه على الإنسان في لحظة يقظة وانتباه، فيترك أثرًا سريعًا مباشرًا يصنع انقلابًا في حياته.

    لقد دخل جُبَيرُ بنُ مُطْعِمٍ - وهو مشرك- على رسول الله لإطلاق سراح الأسرى بعد معركة بدر، ورسول الله يصلي، فسمع النبي وهو يقرأ في المغرب والطور، قال: فلمّا بلغ قوله تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ‎*‏ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ [سورة الطور، الآيات: 35-37]، فقال: كاد قلبي أن يطير)، وفي رواية: (وذلكَ أوَّلَ ما وقَرَ الإيمَانُ في قَلْبِي).

    وروي أنّ الفضيل بن عِيَاض عشق جارية فواعدته ليلًا، فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع قارئًا يقرأ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ فرجع القهقرى وهو يقول: بلى والله قد آن ، فكانت سبب توبته، وإقباله على العبادة حتى لقّب (عابد الحرمين).

    وكان للمولى عبدالله بن الحسين التستري ابن يحبّه كثيرًا، فاتّفق أنّه مرض مرضًا شديدًا فحضر المسجد لأداء صلاة الجمعة، مع تفرقة حواسّه، فلمّا بلغ في سورة المنافقين إلى قوله تعالى: ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُلْهِكُمْ أَمْوٰالُكُمْ وَ لاٰ أَوْلاٰدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ﴾، جعل يكرّر ذلك، فلمّا فرغ سألوه عن ذلك فقال: إنّي لمّا بلغت هذا الموضع، تذكّرت ولدي، فجاهدت مع النفس بتكرار هذه الآية، إلى أن فرضته ميّتًا، وجعلت جنازته نصب عيني، فانصرفت عن الآيه.

    وجاء في تفسير مقتنيات الدرر: أنّ شابًّا حضر صلاة الفجر جماعة، فقرأ الشيخ سورة الحاقّة، فلمّا بلغ إلى قوله: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *‏ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ صاح الشابّ وسقط وغشي عليه، فلمّا أتّم الشيخ صلاته قال: من هذا؟ قالوا: شابٌّ صالح خائف من اللَّه .

    وقدم صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق على رسول الله في وفد بني تميم، فقرأ عليه رسول الله : ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ فقال: حسبي ما أبالي أن أسمع من القرآن غير هذا .

    ولَمَّا نَزَلَتْ الْآيَةُ ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ﴾ قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ :

    «نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ» قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَنَاوَلَهُ يَدَهُ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي، وَلَهُ حَائِطٌ فِيهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ، وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا. قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَنَادَاهَا يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ. قَالَتْ: لَبَّيْكَ، قَالَ: اخْرُجِي فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي عزّ وجلّ، وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: رَبِحَ بَيْعُكَ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ. وَنَقَلَتْ مِنْهُ مَتَاعَهَا وَصِبْيَانَهَا وَإِنَّ رسول الله قال: «كَمْ مِنْ عَذْقٍ رَدَاحٍ فِي الْجَنَّةِ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ» .

    *التلاوة الحقيقية والشكلية*


    وحين نجد ضعف تأثير تلاوة القرآن على أنفسنا وسلوكنا، فعلينا أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا وتعاطينا مع تلاوة القرآن الكريم.

    إنّ الله تعالى يوبّخ الذين يعيشون ازدواجية الشخصية، فيتحدثون عن القيم والمثل والمبادئ والأخلاق، لكنّهم لا يلتزمون بها في سلوكهم وعملهم، مع أنّهم يتلون كتاب الله، ويفترض أن يتفاعلوا ويستجيبوا لإرشاده وهدايتهم، فيكون سلوكهم مستقيمًا، يقول تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾[سورة البقرة، الآية: 44].

    إنّ التلاوة الحقيقية للقرآن الكريم هي التي تدفع للتغيير في فكر الإنسان وسلوكه، أما من يتلو القرآن بلسانه، دون أن يسمح بنفوذ هدايته ونوره إلى قلبه، ودون أن تؤثر في مسار حياته وعمله، فهي قراءة شكلية.

    ورد عن رسول : «اقرَأِ القرآنَ ما نَهاكَ، فإنْ لمْ ‌يَنهَكَ فلَستَ تَقرَؤهُ».

    وعنه : «رُبَّ تَالِ اَلْقُرْآنِ وَاَلْقُرْآنُ يَلْعَنُهُ».


    ما أحوج المؤمنين إلى الانفتاح أكثر على آيات القرآن الكريم، حين نتلوها أو نستمع تلاوتها، ونستقبلها كخطاب وحديث جديد، مباشر إلينا من قبل الله تعالى، فحين نقرأ قوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ [سورة الانفطار، الآيات: 1-8].

    هل نعيش مع هذه الآيات مشهد القيامة، وهل نتفاعل مع عتاب الله تعالى وهو يخاطب كلَّ واحدٍ منّا؟

    وحين نقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ‎*‏ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ‎*‏ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ‎*‏ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ‎*‏ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ‎*‏ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [سورة ق، الآيات: 16-22].

    هل نتصوّر تلك اللحظة (سكرات الموت) التي ستمرّ علينا؟ وهل نستعدّ لها؟

    كَانَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عليٌّ إِذَا خَتَمَ اَلْقُرْآنَ قَالَ: «اَللَّهُمَّ اِشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي وَاِسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي وَنَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي وَأَطْلِقْ بِالْقُرْآنِ لِسَانِي وَأَعِنِّي عَلَيْهِ مَا أَبْقَيْتَنِي فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِكَ» .






  • #2
    اللهم نور بالقرآن بصريواطلق بالقرآن لساني

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X