إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ۚ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ[1].

    هي استعارة أراد من خلالها الباري عز وجل أن يبين الإعراض الذي حدث عن الرشاد فقال:
    ﴿وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾، أي وظنّ اليهود ألا يكون فيه عقوبة وأنّ الله لا يعذّب والآية دالّة على أن عماهم وصممهم عن الهداية حصل مرّتين قيل: المراد بهاتين المرّتين أنّهم عموا وصمّوا في زمان زكريّا ويحيى وعيسى ثمّ تاب الله على بعضهم حيث أمّن بعضهم ثمّ عموا وصمّوا كثير منهم في زمان محمّد صلى الله عليه وآله بأن أنكروا رسالته.
    وقيل: عموا وصمّوا حين عبدوا العجل ثمّ تابوا عنه فتاب الله عليهم ثم عموا وصمّوا كثير منهم بالتعنّت وهو طلبهم رؤية الله ونزول الملائكة.
    فالمراد من المرّة الاولى حين خالف بنو إسرائيل أحكام التوراة وركبوا المحارم، وقتلوا أشعيا، وحسبوا أنه أرميا ثمّ تاب الله عليهم حين تابوا ورجعوا عما كانوا عليه من الفساد وبعد ما كانوا ببابل دهرا طويلا تحت قهر بخت‌ نصّر أسارى في غاية الذلّ والوهن فوجّه الله ملكا عظيما من ملوك فارس إلى بيت المقدس ليعمّره وينجي بقايا بني إسرائيل من أسر بخت‌ نصّر وردّهم إلى وطنهم وتراجع من تفرّق منهم الأكناف، فعمّروا بيت المقدس في ثلاثين سنة فكثروا وحسنت أحوالهم كأحسن ما كانوا عليه ﴿ثُمَّ‌ عَمُوا وَصَمُّوا﴾، وهو إشارة إلى المرّة الاخرى من مرّتيهم وهو اجترائهم على قتل زكريّا ويحيى وقصدهم قتل عيسى ﴿كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاَللّٰهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ‌﴾، فيجازيهم وفق أعمالهم.
    قيل كما ذكر الشيخ علي اليزدي الحائري: [إنّ بني إسرائيل بعد أن عموا وصمّوا في المرّة الاولى وسلّط الله عليهم بخت ‌نصّر فاستولى على بيت المقدس فقتل منهم أربعين ألفا ممّن يقرأ التوراة أو أكثر وذهب بالبقيّة إلى أرضه بالذلّة إلى أن أحدثوا توبة صحيحة، ثمّ عادوا مرّة ثانية إلى الفساد وقتلوا من الأنبياء بعد رجوعهم إلى أرضهم بيت المقدس، بعث الله عليهم الفرس فغزاهم ملك من ملوك الطوائف وفعل بهم ما فعل. وذكر أيضا حُكي أنّ دانيال عليه السلام وُجد خاتمه في عهد عمر بن الخطّاب وكان على فصّ خاتمه أسدان وبينهما رجل والأسدان يلحسانه وذلك أنّ بخت‌ نصّر لمّا يتّبع الصبيان ليقتلهم فولد دانيال فألقته امّه في غيضة رجاء أن ينجو فقبض الله أسدا يحفظه، ولبوة ترضعه وهما يلحسانه فلمّا كبر دانيال صوّر ذلك في خاتمه كي لا ينسى نعمة الله عليه. والعاقل لا بدّ وألا ينسي منعمه ويشكره دائما، نعم من انقطع إلى الله لقاه الله.]
    [2].
    قيل: دخل صاحب الجيش مذبح قرابينهم فوجد فيه دما يغلي، فسألهم عن ذلك فقالوا: دم قربان لم يقبل منّا فقال: صاحب الجيش ما صدقتموني فقتل منهم ألوفا فلم يهدأ الدم ثم قال: إن لم تصدقوني ما تركت منكم أحدا، فقالوا: إنّه دم يحيى فقال: بمثل هذا ينتقم الله منكم ثمّ قال: يا يحيى قد علم ربّي وربّك ما أصاب قومك من أجلك فاهدأ بإذن الله قبل ألا يبقى أحد منهم فهدأ.
    ومنشأ هذه الشقاوات كفرانهم نعم الله تعالى.
    عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ اَلْقُمِّيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((فِي قَوْلِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَحَسِبُوا أَلاّٰ تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾، قَالَ: حَيْثُ كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾، حَيْثُ قُبِضَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ﴿ثُمَّ تابَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ﴾، حَيْثُ قَامَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا﴾، إِلَى اَلسَّاعَةِ))
    [3].

    [1] سورة المائدة، الآية: 71.
    [2] إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب، ج 2، ص 257.
    [3] الكافي، ج 8، ص 199.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X