ورد في الحديث : (من عرفَ نفسه ،فقد عرَف ربّه )
ماالمقصود بمعرفة النّفس ،وكيف يكون ذلك؟
المقصود بمعرفة النّفس -تلك المعرفة المؤثرة - هي : معرفةُ ملَكاتِها وطاقاتِها ، ومعرفةُ أنّ هذه الأمور بعظمتها لاتأتِ من تِلقاء نفسها ، وانّما هناك مانحٌ لهذه القُدرات ؛ ففاقدُ الشيء لايُعطيه .
فإذا عرفَ الإنسانُ بأنّ وجودَهُ لابدّ لهُ ممن يقوم به ، ألا وهو الحيُّ القّيوم ؛ إنتقلَ من النّفس المعلولة الى العلّة التّامّة المتمثلة بالملك الحقّ المُبين ، أضف الى أنّ من عرف النّفس -على حقيقتها - ؛ عرفَ أنّها تطلب مولاها من دون تَكلّف ، وإنّما مثَلُها مَثلُ الطفلِ الذي سُرقَ من أمّه ، فنسيها بطول الفراق ، ولو أُرجعَ الى حضن أمّه ؛ لرأى ذلك الحنان المفقود مرة أخرى !
-----------------------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي, مسائل وردود ،ص156 .
تعليق