تزوجت إمرأةٌ رجلاً شهماً كريماً مُسِنّاً، يغدق عليها طعاماً وشراباً ولبناً سائغاً للشاربين مع حُسن معاملة وإجلال وإكرام
- لكنها لم تقابل ذلك باعترافِها بالنعمة وشكرِها لها وانتفاعِها منها، وحرصِها عليها وقابلت ذلك بإعراض وتضييع، وبجحود وإنكار فكانت العاقبة أن طلّقها...
ثم تزوجها الذي كانت تُحِبُّه والتي لم تجدْ عندَه يداً مبسوطة بالكرم، ولا وَجْهاً مشرقاً بالسرور، ولا معاملة محفوفة بالإعزاز والإكرام
- فتندمت وتحسّرت على ما فات عليها وما ضاع منها فجاءت يوماً تطلب الرزق وتتسول, فلما وصلت باب زوجِها الأول طلبت منه لبناً فقال:
الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَن. أو على رواية: في الصيف ضيعتِ اللبن
- فإنه طلقها في الصيف, وقد أضاعت الفرصة في الصيف.
ومضى مثلاً لكل من أضاع الفرصة وفرَّط في الغنيمة
العـــــــبرة
- أن هذا الامر يتكرر كثيرا مع بعض الجهلة من النساء, فتطلب الطلاق لتعود إلى بيت أهلِها أو لبيتِ زوجٍ آخر لتفقدَ العز الذي كانت تعيشُه وتندم ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ.
تعليق