بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على المصطفى محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف كانت الحركة العلمية للأمام الصادق (عليه السلام) و(الظروف السياسية)؟.
يتناقل بعض الكتّاب، بل وبعض من يتحدّث في زمن الامام الصادق (عليه السلام)، بأن عصره عصر فيه من الرخاء ما أوجب ان يعيش الامام (عليه السلام) حالة من الهدوء النسبي نظراً، لتغاضي السلطة الحاكمة في عصره عنه سواء الدولة الاموية أو العباسية، وقد علّل البعض ممن ذهب الى هذا الرأي، هو ان الدولة الاموية بدأت بالانكفاء، والدولة العباسية فتية في القيام، وهذا المقتضى من قيام الدول وسقوطها يستدعي ضعفا واضحاً في حكمها، مما سمح للإمام أن ينطلق بنهضته العلمية.
ولكن هناك من يتجه عكس هذا الكلام ويذهب إلى إن عصر الإمام الصادق (عليه السلام) كان ذا ظرف معسر للغاية، ذلك أنه عاصر اشرس الحكام بالنسبة للدولتين الأموية والعباسية، لكنه أستطاع على رغم الملاحقات والمضايقات أن يؤسس للجامعة العلمية الكبرى التي ضمّت من مختلف الناس والأجناس، وهذا الحد الثاني من التفسير يعطي لهذه الجامعة في وسط هذا الجو المحموم قيمة اعتبارية على ما تملكه من قيم أخرى، لاسيما إن الإمام (عليه السلام) في عنفوان سني امامته عاصر المنصور الدوانيقي، والان نضع أمام القارئ نصاً من كتاب البدء والتاريخ لابن المطهر يصف فيه المنصور هذا بمواصفات غريبة عجيبة تستدعي من الفريق القائل بالهدوء النسبي للأمام أنها كلمة عليها كثير من الاستفهامات، ويذهب إلى تأييد الفريق الثاني.
قال ابن المطهر في هذا الكتاب في وصف المنصور: بُويِع أبو جعفر المنصور وهو عبد الله بن محمد بن العباس سنة سبع وثلاثين ومائة وأمه بربرية يقال لها سلامة ولد بأرض الشراة في أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان، وكان أكبر من أبي العباس بثماني عشرة سنة، وذكروا أنه كان رجلاً أسمر، نحيفاً، طويل القامة، قبيح الوجه، ودميم الصورة، ذميم الخلق، أشح خلق الله، وأشده حباً للدينار والدراهم سفاكاً للدماء ختاراً بالعهود غداراً بالمواثيق كفوراً بالنعم قليل الرحمة وكان جال في الأرض وتعرض للناس وكتب الحديث وحدث في المساجد وتصرف في الأعمال الدنية والحرف الشائنة وقاد القود لأهلها وضربه سليمان ابن حبيب بالسياط في الجملة والتفصيل كان رجلاً دنياً خسيساً كريهاً شريراً.
فهذا الحاكم هو من أطول الحكّام الذين عاصرهم الامام الصادق (عليه السلام) التي امتدت الى فترة ستة عشر عاما،
وهو المغتصب للخلافة وقاتل الإمام (عليه السلام)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم صل على المصطفى محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف كانت الحركة العلمية للأمام الصادق (عليه السلام) و(الظروف السياسية)؟.
يتناقل بعض الكتّاب، بل وبعض من يتحدّث في زمن الامام الصادق (عليه السلام)، بأن عصره عصر فيه من الرخاء ما أوجب ان يعيش الامام (عليه السلام) حالة من الهدوء النسبي نظراً، لتغاضي السلطة الحاكمة في عصره عنه سواء الدولة الاموية أو العباسية، وقد علّل البعض ممن ذهب الى هذا الرأي، هو ان الدولة الاموية بدأت بالانكفاء، والدولة العباسية فتية في القيام، وهذا المقتضى من قيام الدول وسقوطها يستدعي ضعفا واضحاً في حكمها، مما سمح للإمام أن ينطلق بنهضته العلمية.
ولكن هناك من يتجه عكس هذا الكلام ويذهب إلى إن عصر الإمام الصادق (عليه السلام) كان ذا ظرف معسر للغاية، ذلك أنه عاصر اشرس الحكام بالنسبة للدولتين الأموية والعباسية، لكنه أستطاع على رغم الملاحقات والمضايقات أن يؤسس للجامعة العلمية الكبرى التي ضمّت من مختلف الناس والأجناس، وهذا الحد الثاني من التفسير يعطي لهذه الجامعة في وسط هذا الجو المحموم قيمة اعتبارية على ما تملكه من قيم أخرى، لاسيما إن الإمام (عليه السلام) في عنفوان سني امامته عاصر المنصور الدوانيقي، والان نضع أمام القارئ نصاً من كتاب البدء والتاريخ لابن المطهر يصف فيه المنصور هذا بمواصفات غريبة عجيبة تستدعي من الفريق القائل بالهدوء النسبي للأمام أنها كلمة عليها كثير من الاستفهامات، ويذهب إلى تأييد الفريق الثاني.
قال ابن المطهر في هذا الكتاب في وصف المنصور: بُويِع أبو جعفر المنصور وهو عبد الله بن محمد بن العباس سنة سبع وثلاثين ومائة وأمه بربرية يقال لها سلامة ولد بأرض الشراة في أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان، وكان أكبر من أبي العباس بثماني عشرة سنة، وذكروا أنه كان رجلاً أسمر، نحيفاً، طويل القامة، قبيح الوجه، ودميم الصورة، ذميم الخلق، أشح خلق الله، وأشده حباً للدينار والدراهم سفاكاً للدماء ختاراً بالعهود غداراً بالمواثيق كفوراً بالنعم قليل الرحمة وكان جال في الأرض وتعرض للناس وكتب الحديث وحدث في المساجد وتصرف في الأعمال الدنية والحرف الشائنة وقاد القود لأهلها وضربه سليمان ابن حبيب بالسياط في الجملة والتفصيل كان رجلاً دنياً خسيساً كريهاً شريراً.
فهذا الحاكم هو من أطول الحكّام الذين عاصرهم الامام الصادق (عليه السلام) التي امتدت الى فترة ستة عشر عاما،
وهو المغتصب للخلافة وقاتل الإمام (عليه السلام)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.