إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ[1].

    غرابة هذا الإنسان الي يؤمن بعبادة الحجر والكواكب والهوام وما شابه، يطلب ممن جاء من قبل الله تعالى مطالب لا تناسب ما يعتقد به وفي هذا ورد فِي كِتَابِ اَلْإِحْتِجَاجِ بمقاطع مختارة من رواية عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنِ اَلْعَسْكَرِيِّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَنَّهُ قَالَ: ((قُلْتُ لِأَبِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ هَلْ كَانَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ يُنَاظِرُ اَلْيَهُودَ واَلْمُشْرِكِينَ إِذَا عَاتَبُوهُ ويُحَاجُّهُمْ إِذَا حَاجُّوهُ؟ قَالَ بَلَى مِرَاراً كَثِيرَةً، إِنَّ رَسُولَ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ كَانَ قَاعِداً ذَاتَ يَوْمٍ بِفِنَاءِ اَلْكَعْبَةِ [إِذْ اِجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ رُؤَسَاءِ قُرَيْشٍ] إِذْ اِبْتَدَأَ عَبْدُ اَللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ اَلْمَخْزُومِيُّ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ اِدَّعَيْتَ دَعْوَى عَظِيمَةً وقُلْتَ مَقَالاً هَائِلاً. زَعَمْتَ أَنَّكَ رَسُولُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ وَمَا يَنْبَغِي لِرَبِّ اَلْعَالَمِينَ وَخَالِقِ اَلْخَلْقِ أَجْمَعِينَ أَنْ يَكُونَ مِثْلُكَ رَسُولَهُ بَشَراً مِثْلَنَا، وَلَوْ كُنْتَ نَبِيّاً لَكَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يُصَدِّقُكَ وَنُشَاهِدُهُ بَلْ لَوْ أَرَادَ اَللهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْنَا نَبِيّاً لَكَانَ إِنَّمَا يَبْعَثُ إِلَيْنَا مَلَكاً لاَ بَشَراً مِثْلَنَا، مَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً وَلَسْتَ بِنَبِيٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اَللَّهُمَّ أَنْتَ اَلسَّامِعُ لِكُلِّ صَوْتٍ وَاَلْعَاصِمُ بِكُلِّ شَيْءٍ تَعْلَمُ مَا قَالَهُ عِبَادُكَ. فَأَنْزَلَ اَللهُ عَلَيْهِ يَا مُحَمَّدُ : ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ﴾، إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ
    [2]، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا قَوْلُكَ لِي «وَلَوْ كُنْتَ نَبِيّاً لَكَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يُصَدِّقُكَ وَنُشَاهِدُهُ، بَلْ لَوْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْنَا نَبِيّاً لَكَانَ إِنَّمَا يَبْعَثُ إِلَيْنَا مَلَكاً لاَ بَشَراً مِثْلَنَا» فَالْمَلَكُ لاَ تُشَاهِدُهُ حَواسُّكُمْ لِأَنَّهُ مِنْ جِنْسِ هَذَا اَلْهَوَاءِ لاَ عِيَانَ مِنْهُ وَلَوْ شَاهَدْتُمُوهُ بِأَنْ يُزَادَ فِي قُوَى أَبْصَارِكُمْ لَقُلْتُمْ لَيْسَ هَذَا مَلَكاً بَلْ هَذَا بَشَرٌ لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَظْهَرُ لَكُمْ بِصُورَةِ اَلْبَشَرِ اَلَّذِي أَلِفْتُمُوهُ لِتَعْرِفُوا عَنْهُ مَقَالَتَهُ وَتَعْرِفُوا خِطَابَهُ وَمُرَادَهُ، فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ صِدْقَ اَلْمَلكِ وَإِنَّ مَا يَقُولُهُ حَقٌّ بَلْ إِنَّمَا يَبْعَثُ اَللهُ بَشَراً وَأَظْهَرَ عَلَى يَدِهِ اَلْمُعْجِزَاتِ اَلَّتِي لَيْسَتْ فِي طَبَائِعِ اَلْبَشَرِ اَلَّذِينَ قَدْ عَلِمْتُمْ ضَمَائِرَ قُلُوبِهِمْ فَتَعْلَمُونَ بِعَجْزِكُمْ عَمَّا جَاءَ بِهِ إِنَّهُ مُعْجِزَةٌ، وَإِنَّ ذَلِكَ شَهَادَةٌ مِنَ اَللهِ بِالصِّدْقِ لَهُ، وَلَوْ ظَهَرَ لَكُمْ مَلَكٌ وَظَهَرَ عَلَى يَدِهِ مَا يَعْجِزُ عَنْهُ اَلْبَشَرُ لَمْ تَكُنْ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّكُمْ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ فِي طَبَائِعِ سَائِرِ أَجْنَاسِهِ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ حَتَّى يَصِيرَ ذَلِكَ مُعْجِزاً لَهُ، أَلاَ تَرَوْنَ أَنَّ اَلطُّيُورَ اَلَّتِي تَطِيرُ لَيْسَ ذَلِكَ مِنْهَا بِمُعْجِزٍ لِأَنَّ لَهَا أَجْنَاساً يَقَعُ مِنْهَا مِثْلُ طَيَرَانِهَا، وَلَوْ أَنَّ آدَمِيّاً طَارَ كَطَيَرَانِهَا كَانَ ذَلِكَ مُعْجِزاً، فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ سَهَّلَ عَلَيْكُمُ اَلْأَمْرَ وَجَعَلَهُ بِحَيْثُ يَقُومُ عَلَيْكُمْ حُجَّتُهُ وَأَنْتُمْ تَقْتَرِحُونَ عَلَى اَلصَّعْبِ اَلَّذِي لاَ حُجَّةَ فِيهِ))[3].
    ﴿وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ‌﴾، يشهد بصدق نبوّته، فإنّه أقرب إلى قبول قوله؛ لأنّ كلّ من يرى الملك يقبل قوله، ويؤمن به، فرد الله ذلك بقوله: ﴿وَلَوْ أَنْزَلْنا﴾، من السّماء مَلَكاً بصورته الأصليّة ﴿لَقُضِيَ اَلْأَمْرُ﴾، وانقطع صحّة التّكليف، لكون إيمانهم بالإلجاء كما في القيامة، فحقّ إهلاكهم ﴿ثُمَّ‌﴾،‌ إذن ﴿لا يُنْظَرُونَ﴾،‌ ولا يمهلون، فيفاجئهم عذاب الاستئصال؛ لكون رؤية الملك كرؤية الآخرة لا ينفع الإيمان بعدها،
    وهو إجراء على سنة من قبلهم ممن طلب الآيات فلم يؤمن، فأهلكوا بعذاب الاستئصال كعاد وثمود زجرا عن التحكم على الله في الآيات، وقيل: لأن في إمهالهم تسهيل الكفر؛ لأنه إذا أتاهم بالآيات الباهرة والمطلوبة فلم يؤمنوا ولم يضرهم كانت تسهيلا للكفر، وقيل: لأنه يوجب كون المعلوم والإيمان ضرورة، فلا يصح معه التكليف، وقيل: لأنهم لا يخلو إما أن يريدوا نزول الملك على صورته، فيؤدي إلى بطلان التكليف حيث يصير الإيمان ضرورة أو على صورة بشر، فيبقى اللبس، وذلك لا يجوز على الله تعالى.


    [1] سورة الأنعام، الآية: 8.
    [2] سورة الأنعام، الآية: 9.
    [3] الاحتجاج، ج 1، ص 36-40.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X