بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد صرَّح النبي صلى الله عليه و آله بأفضليتها على نساء العالمين بألفاظ مختلفة:
"فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة".
"سيّدة نساء هذه الاُمّة".
"سيّدة نساء المؤمنين".
"سيّدة نساء العالمين".
ففاطمة الزهراء عليها السلام سيّدة نساء العالمين من الاوّلين و الاخرين، و هي أفضل من أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه و آله، و أين هن منها.
و خير شاهد على أفضليتها عليهن هو القرآن الكريم، حيث أنه لو نظرنا في شأن نزول آياته و تفسيرها لوجدنا أن آيات عديدة نزلت في السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام و بعلها و بنيها، و لهذه الآيات دلالات واضحة على مكانة الزهراء الفريدة و أفضليتها على مطلق النساء، و ها نحن نذكر نماذج منها.
الآية الأولى: آية المباهلة
من الآيات التي تثبت أفضلية الزهراء عليها السلام على زوجات النبي صلى الله عليه و آله آية المباهلة، و هي: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ .
قصة المباهلة
كتب النبي صلَّى الله عليه و آله كتابا إلى "أبي حارثة" أسقف نَجران دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام ، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه فآل الأمر إلى إرسال وفد مؤلف من ستين رجلا من كبار نجران و علمائهم لمقابلة الرسول صلَّى الله عليه و آله و الاحتجاج أو التفاوض معه، و ما أن وصل الوفد إلى المدينة حتى جرى بين النبي و بينهم نقاش و حوار طويل لم يؤد إلى نتيجة، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة بأمر من الله فقبلوا المباهلة و حددوا لها يوما، و هو اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة سنة : 10 هجرية.
و في اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي (صلَّى الله عليه و آله) قد إصطحب أعز الخلق إليه و هم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين، و قد جثا الرسول (صلَّى الله عليه و آله) على ركبتيه استعدادا للمباهلة، انبهر الوفد بمعنويات الرسول و أهل بيته و بما حباهم الله تعالى من جلاله و عظمته، فأبى التباهل.
في من نزلت آية المباهلة ؟
لقد أجمع العلماء في كتب التفسير و الحديث على أن هذه الآية نزلت في خمسة هم:
1. النبي الأكرم محمد رسول الله صلَّى الله عليه و آله.
2. علي بن أبي طالب عليه السَّلام.
3. السيدة فاطمة الزهراء عليها السَّلام.
4. الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السَّلام.
5. الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السَّلام.
ففي صحيح مسلم: و لما نزلت هذه الآية: { ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... } دعا رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال: "اللهم هؤلاء أهلي" .
و في صحيح الترمذي: عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية: {... نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... } دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا، فقال: "اللهم هؤلاء أهلي" .
و في مسند أحمد بن حنبل: مثله .
و في تفسير الكشاف : قال في تفسير قوله تعالى: { ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ... } 2، فأتى رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و قد غدا محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها، و هو يقول :
"إذا أنا دعوت فأَمّنوا".
فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى لأرى و جوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة ... " .
و هناك العشرات من كتب التفسير و الحديث ذكرت أن آية المباهلة نزلت في أهل البيت عليهم السَّلام لا غير ، و لا مجال هنا لذكرها.
نقاط ذات أهمية
تجدر الإشارة هنا إلى نقاط ذات أهمية و هي:
إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة، و إنما هو إختيار إلهي هادف و عميق الدلالة ... و قد أجاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) حينما سُئل عن هذا الإختيار بقوله: "لو علم الله تعالى أن في الأرض عبادا أكرم من علي و فاطمة و الحسن و الحسين لأمرني أن أباهل بهم ، و لكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى" .
فأهل بيت النبي صلى الله عليه و آله الذين اصطحبهم معه للمباهلة هم أكرم خلق الله و أفضلهم بصريح قوله.
إن ظاهرة الإقتران الدائم بين الرسول صلَّى الله عليه و آله و أهل بيته عليهم السَّلام تنطوي على مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية، روحية، سياسية مهمة، إذ المسألة ليست مسألة قرابة، بل هو إشعار رباني بنوع و حقيقة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة، هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت عليهم السَّلام بما حباهم الله تعالى من إمكانات تؤهلهم لذلك.
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد صرَّح النبي صلى الله عليه و آله بأفضليتها على نساء العالمين بألفاظ مختلفة:
"فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة".
"سيّدة نساء هذه الاُمّة".
"سيّدة نساء المؤمنين".
"سيّدة نساء العالمين".
ففاطمة الزهراء عليها السلام سيّدة نساء العالمين من الاوّلين و الاخرين، و هي أفضل من أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه و آله، و أين هن منها.
و خير شاهد على أفضليتها عليهن هو القرآن الكريم، حيث أنه لو نظرنا في شأن نزول آياته و تفسيرها لوجدنا أن آيات عديدة نزلت في السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام و بعلها و بنيها، و لهذه الآيات دلالات واضحة على مكانة الزهراء الفريدة و أفضليتها على مطلق النساء، و ها نحن نذكر نماذج منها.
الآية الأولى: آية المباهلة
من الآيات التي تثبت أفضلية الزهراء عليها السلام على زوجات النبي صلى الله عليه و آله آية المباهلة، و هي: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ .
قصة المباهلة
كتب النبي صلَّى الله عليه و آله كتابا إلى "أبي حارثة" أسقف نَجران دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام ، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه فآل الأمر إلى إرسال وفد مؤلف من ستين رجلا من كبار نجران و علمائهم لمقابلة الرسول صلَّى الله عليه و آله و الاحتجاج أو التفاوض معه، و ما أن وصل الوفد إلى المدينة حتى جرى بين النبي و بينهم نقاش و حوار طويل لم يؤد إلى نتيجة، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة بأمر من الله فقبلوا المباهلة و حددوا لها يوما، و هو اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة سنة : 10 هجرية.
و في اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي (صلَّى الله عليه و آله) قد إصطحب أعز الخلق إليه و هم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين، و قد جثا الرسول (صلَّى الله عليه و آله) على ركبتيه استعدادا للمباهلة، انبهر الوفد بمعنويات الرسول و أهل بيته و بما حباهم الله تعالى من جلاله و عظمته، فأبى التباهل.
في من نزلت آية المباهلة ؟
لقد أجمع العلماء في كتب التفسير و الحديث على أن هذه الآية نزلت في خمسة هم:
1. النبي الأكرم محمد رسول الله صلَّى الله عليه و آله.
2. علي بن أبي طالب عليه السَّلام.
3. السيدة فاطمة الزهراء عليها السَّلام.
4. الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السَّلام.
5. الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السَّلام.
ففي صحيح مسلم: و لما نزلت هذه الآية: { ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... } دعا رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال: "اللهم هؤلاء أهلي" .
و في صحيح الترمذي: عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية: {... نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... } دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا، فقال: "اللهم هؤلاء أهلي" .
و في مسند أحمد بن حنبل: مثله .
و في تفسير الكشاف : قال في تفسير قوله تعالى: { ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ... } 2، فأتى رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و قد غدا محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها، و هو يقول :
"إذا أنا دعوت فأَمّنوا".
فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى لأرى و جوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة ... " .
و هناك العشرات من كتب التفسير و الحديث ذكرت أن آية المباهلة نزلت في أهل البيت عليهم السَّلام لا غير ، و لا مجال هنا لذكرها.
نقاط ذات أهمية
تجدر الإشارة هنا إلى نقاط ذات أهمية و هي:
إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة، و إنما هو إختيار إلهي هادف و عميق الدلالة ... و قد أجاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) حينما سُئل عن هذا الإختيار بقوله: "لو علم الله تعالى أن في الأرض عبادا أكرم من علي و فاطمة و الحسن و الحسين لأمرني أن أباهل بهم ، و لكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى" .
فأهل بيت النبي صلى الله عليه و آله الذين اصطحبهم معه للمباهلة هم أكرم خلق الله و أفضلهم بصريح قوله.
إن ظاهرة الإقتران الدائم بين الرسول صلَّى الله عليه و آله و أهل بيته عليهم السَّلام تنطوي على مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية، روحية، سياسية مهمة، إذ المسألة ليست مسألة قرابة، بل هو إشعار رباني بنوع و حقيقة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة، هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت عليهم السَّلام بما حباهم الله تعالى من إمكانات تؤهلهم لذلك.
تعليق