تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام هلى محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
دلالة استعمال الأبرار والبررة في القرآن الكريم
تمهيد
من الإشارات الدقيقة في ألفاظ القرآن الكريم ما نلاحظه من اختلاف في التعبير عند الحديث عن صفات البشر المكلّفين وصفات الملائكة، ومن هذه الإشارات استعمال لفظ الأبرار للبشر، واستعمال لفظ البررة للملائكة، دون العكس.
سؤال:
ورد في القرآن الكريم استعمال “الأبرار” للناس المكلفين كما في قوله تعالى:
{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} [الإنسان: 5].
واستعمل لفظ “البررة” للملائكة دون أن يستعمله للبشر، كما في قوله تعالى:
{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس: 15-16].
فما دلالة هذا التفريق في التعبير القرآني بين الأبرار والبررة؟
الجواب :
إن لفظ الأبرار من صيغ جمع القلة في اللغة العربية، وقد استُعمل في القرآن الكريم لوصف طائفة من الناس، وهم قلة نسبية بين البشر، وذلك تصديقًا لقوله تعالى:
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].
فالبشر - بما هم مكلفون - غالبًا ما يغلب عليهم التقصير والعصيان، وقليل منهم من يبلغ مقام البر الحقيقي، لذلك جاء التعبير عنهم بلفظ يدل على القلة: الأبرار.
أما الملائكة، فهم جميعًا عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما وصفهم القرآن، ومن ثمّ فلا يوجد فيهم من يخرج عن وصف البر، فجاء التعبير عنهم بلفظ البررة، وهو جمع يدل على الكثرة والشمول، إشارة إلى أن جميعهم من أهل البر الكامل.
الخلاصة
والصلاة والسلام هلى محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
دلالة استعمال الأبرار والبررة في القرآن الكريم
تمهيد
من الإشارات الدقيقة في ألفاظ القرآن الكريم ما نلاحظه من اختلاف في التعبير عند الحديث عن صفات البشر المكلّفين وصفات الملائكة، ومن هذه الإشارات استعمال لفظ الأبرار للبشر، واستعمال لفظ البررة للملائكة، دون العكس.
سؤال:
ورد في القرآن الكريم استعمال “الأبرار” للناس المكلفين كما في قوله تعالى:
{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} [الإنسان: 5].
واستعمل لفظ “البررة” للملائكة دون أن يستعمله للبشر، كما في قوله تعالى:
{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس: 15-16].
فما دلالة هذا التفريق في التعبير القرآني بين الأبرار والبررة؟
الجواب :
إن لفظ الأبرار من صيغ جمع القلة في اللغة العربية، وقد استُعمل في القرآن الكريم لوصف طائفة من الناس، وهم قلة نسبية بين البشر، وذلك تصديقًا لقوله تعالى:
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].
فالبشر - بما هم مكلفون - غالبًا ما يغلب عليهم التقصير والعصيان، وقليل منهم من يبلغ مقام البر الحقيقي، لذلك جاء التعبير عنهم بلفظ يدل على القلة: الأبرار.
أما الملائكة، فهم جميعًا عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما وصفهم القرآن، ومن ثمّ فلا يوجد فيهم من يخرج عن وصف البر، فجاء التعبير عنهم بلفظ البررة، وهو جمع يدل على الكثرة والشمول، إشارة إلى أن جميعهم من أهل البر الكامل.
الخلاصة
- استعمال الأبرار للبشر، دلالة على قلة عدد الأبرار فيهم نسبياً.
- استعمال البررة للملائكة، دلالة على أن صفة البر عامة شاملة لكل فرد من أفرادهم، فهم جميعًا بررة بلا استثناء.
- هذا التمييز اللفظي يكشف عن دقة البيان القرآني وعمق معانيه، بحيث يراعي أدق الفوارق بين الكثرة والقلة، والخصوص والعموم