إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فطنة الإمام الرضا لمكر العباسيين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فطنة الإمام الرضا لمكر العباسيين

    ​بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​​​

    روى الشيخ الصدوق(رضوان الله عليه) بإسناد معتبر عن أبي الصلت الهروي قال:
    إنّ المأمون قال للرضا(عليه السلام) يابن رسول الله، قد عرفتُ علمك وفضلك وزهدك وورعك وعبادتك، وأراك أحقّ بالخلافة مني، فقال الرضا(عليه السلام):
    بالعبودية لله -عزّ وجلّ- أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله -عزّ وجلّ-.
    فقال له المأمون: فإنّي قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة، وأجعلها وأبايعك.
    فقال له الرضا (عليه السلام): إنْ كانت هذه الخلافة لك، والله جعلها لك، فلا يجوز لك أن تخلع لباسًا ألبسك الله، وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك، فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.
    فقال له المأمون: يابن رسول الله، فلا بدّ لك من قبول هذا الأمر.
    فقال: لستُ أفعل ذلك طائعًا أبدًا.
    فما زال يجهد به أيامًا حتى يئس من قبوله، فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تجب مبايعتي لك، فكن وليّ عهدي، له تكون الخلافة بعدي.
    فقال الرضا (عليه السلام): والله لقد حدّثني أبي، عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام)عن الله: إنّي أخرج من الدنيا قبلك مسمومًا مقتولًا بالسم مظلومًا، تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض، وأُدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد.
    فبكى المأمون، ثمّ قال له: يابن رسول الله، ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حيّ؟!.
    فقال الرضا(عليه السلام): أما إنّي لو أشاء أن أقول لقلتُ من يقتلني؟!.
    فقال المأمون: يابن رسول الله، إنّما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك، ودفع هذا الامر عنك، ليقول الناس: إنّك زاهد في الدنيا!.
    فقال الرضا(عليه السلام): والله، ما كذبتُ منذ خلقني ربي-عزّ وجلّ- وما زهدت في الدنيا للدنيا، وأنّي لأعلم ما تريد.
    فقال المأمون وما أريد؟.
    قال الأمان على الصدق؟!.
    قال: لك الأمان.
    [فقال الإمام]: تريد بذلك أن يقول الناس: إنّ علي بن موسى الرضا(عليهما السلام) لم يزهد في الدنيا، بل زهدت الدنيا فيه، ألا ترون كيف قَبِل ولاية العهد طمعًا في الخلافة؟!
    فغضب المأمون: ثمّ قال: إنّك تتلقاني أبدًا بما أكرهه، وأمنتَ سطوتي، فبالله أقسم، لئن قبلتَ ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك، فإن فعلت وإلا ضربت عنقك!!.
    فقال الرضا (عليه السلام): قد نهاني الله تعالى أن أُلقي بيدي التهلكة، فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك، وأنا أقبل، على أنّي لا أولي أحدًا، ولا أعزل أحدًا، ولا أنقض رسمًا ولا سنة، وأكون في الأمر من بعيد مشيرًا. فرضي منه بذلك، وجعله وليّ عهده على كراهةً منه (عليه السلام) بذلك.

    المصدر / عيون أخبار الرضا، ج1، ص152​ .
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X