بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يورد العلامة الاصفي في مذكراته اخبار عن صعوبة أحوال المعيشية لطلاب الحوزة العلمية آنذاك فيقول ...
اذكر مرة أن استاذنا الكبير اية الله العظمى السيد الخوئي (١٨٩٩-١٩٩٢) قال :
مضى علينا احد شهور رمضان بصعوبة بالغة ، لان سحورنا وفطورنا كان عبارة عن خبز وشاي فقط ، ففكرت مع نفسي اني اتحمل هذه المعاناة والمشقة ، ولكن لا يوجد دليل على
أن أجبر عائلتي واطفالي عليها : لهذا قررت أن أعود بعد
عيد الفطر إلى مدينتي (خوي) في أذربيجان الغربية - فذهبت بعد العيد للقاء استاذي أية الله الشيخ محمد جواد البلاغي (١٨٦٤-١٩٣١) ، ولم يكن هذا اللقاء من أجل الاستئذان أو المشورة ، بل لأهنئه بالعيد ولأودعه قبل العودة ، قلت له
(( مولانا ، انا عازم للرجوع إلى خوي فلم يعد البقاء هنا قابلا للتحمل بالنسبة لنا ، فقد كان فطورنا الخبز والشاي وسحورنا أيضا الخبز والشاي فقط ، لنفترض اني اتحمل ذلك ، ولكن لا يوجد سبب أن تتحمل زوجتي واطفالي هذه المشقة))
فأجابني اية الله الشيخ محمد جواد البلاغي (( هنيئا لكم ، نحن لم نكن نملك الشاي طوال شهر رمضان ، كنا نتناول
الخبز لوحده في السحور والفطور)).
ثم أكمل السيد الخوئي : كان كلامه سلوة لقلبي ، وأعطاني القوة والعزم لأعود الى زوجتي واولادي لأقنعهم بالبقاء ، ثم بعد ذلك فرج الله الاحوال ...
يبين الشيخ الاصفي في هذه الخاطرة الحقبة الصعبة على حوزة النجف الأشرف آنذاك ..
-----------------------------------
مذكرات الشيخ الاصفي : ص ٨٨.