إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحلة البقاء مواعظ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11



    رحلة البقاء الحلقة السابعة ( نطقت الشهادة بفضل الصداقة


    قال سعيد: كنت لا أرغب في النظر الى الشيطان
    لكني أردت أن أرى أثر كلام الملائكة مع ملك الموت عن لساني
    في الأثناء رأيت الشيطان قد اشتعل غضبه بعد أن ترك لساني
    وقال لأعوانه : لا فائدة من الجلوس هنا والحديث معه إن لديه من الأعمال
    ما لا نستطيع بوجودها تغيير عقيدته ومنعه من نطق الشهادتين
    اذهبوا جميعا وسوف انتقم منه في مكان آخر ،سأنتقم منه....
    وللمرة الثالثة أسمع نداء مؤمن وهو يقول: سعيد هل تسمعني ؟ هذه المرة
    دون أن أقول له نعم ، نطق لساني لاإله إلا الله محمد رسول الله ،
    هناك رأيت الأبتسامة على وجه صديقي مؤمن والدهشة على كل من كان
    حولي من الحاضرين فقد بدأوا يسألونه عما يجري ،
    ولماذا تبسم بعدما كان قلقا خائفا وقد ابتل وجهه بالعرق الذي اختلط بالدموع
    (فعلا إنه صديق مخلص لم يتخلى عن سعيد
    حتى في اللحظات الأخيرة من حياته )
    قال سعيد بعد أن نطقت كلمة التوحيد
    أصبحت لي الجرأة على التكلم مع الملائكة
    فقلت لأحدهم: هل أستطيع أن أخبر من حولي بما يجري لي
    كي يعتبروا ويؤمنوا بعالم مابعد الموت ؟
    قال أحد الملائكة: كلا لن تستطيع النطق والكلام مرة أخرى مع أهل الدنيا.
    أقترب مني ملك الموت
    وسلم بقوله: السلام عليك أيها العبد الصالح .
    (وسئل رسول الله (ص) كيف يتوفى ملك الموت المؤمن، فقال: إن ملك
    الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى فيقوم هو
    وأصحابه لايدنون منه حتى يبدأه بالتسليم ويبشره بالجنه ).
    فوجئت بسلامه علي ،
    فقلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .
    قال: إننا مأمورون من الجليل الأعلى بأخذ روحك ونزعها من بدنك الدنيوي .




    آه الويل لي، هل تسمح لي بأيام قليلة أعيشها في الدنيا مرة أخرى
    لأستكثر من أعمالي، وأثقل ميزاني وأودع أحبائي ؟
    هيهات من ذلك فالله لايؤخر نفسا إذا جاء أجلها،
    وقد أعطاك الله من الوقت في الدنيا مايكفي للرقي إلى كمالات الأولياء
    ونيل درجاتهم ، فأين كنت من ذلك ؟
    سمعت ذلك فجزعت جزعا عظيما وأصابتني حسرة كبرى
    ودعوت بالويل على نفسى فبأي أعمال سأقابل بها ربي.
    ( أعمال سعيد الحسنة كانت خلال خمس سنوات اما التي قبلها فما هو مصيره )...........





    sigpic

    تعليق


    • #12
      المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة

      رحلة البقاء هي رواية رائعه بها مواعظ وتأملات أحببت ان اشارككم بعض حلقاتها

      الحلقه الأولى



      كان هناك ثلاثة أصدقاء مؤمن وسعيد وجمال

      كان جمال يحب الحياة الدنيا وجمالها وبعيدا عن الله اما سعيد كان أيمانه ضعيفا وكان بحاجة إلى من يقوي إيمانه،
      فصديقه مؤمن هو الذي أرشد سعيد للألتزام بدينه، بعد أن أخذه إلى عالم جليل ،
      قائلا له أرجو أن تسمح لي أن أشغل وقتك قليلا فقد ضاق صدري ولا أجد من يفتح قلبه لي ويستمع بتمعن لما أقول
      فبقينا حيارى في الميدان نظر ألي بتأمل عميق وظهرت عليه ملامح التأثر والأهتمام بي فقال بني ماهي مشكلتك
      قال: إن الدنيا صغُرت في عيني وحقرت في نفسي، حتى أصبحت كالصفحة السوداء تمنعني من الوصول إلى الله،
      وكانت كلماتي ممزوجة بالبكاء الذي منعني من الأستمرار في الكلام مما جعل العالم الجليل أن يؤخر اللقاء إلى يوم غد بعد صلاة المغرب
      غادرت المجلس الى بيتي مشيا على الأقدام لأتمكن من التفكير بالمسائل والمطالب التي سوف أعرضها على العالم الجليل يوم غد
      وبعد وصولي الى البيت وخلال طرقي للباب فتحه ولدي مرتضى الذي يبلغ السنة الرابعة من عمره وهو مرتبك
      ويقول أن والدته خرجت لتشتري بعض الحاجيات ولم تعد الى الآن ، اصطحبت مرتضى لنبحث عن أمه ما إن وصلنا الدكان الذي نشتري عادة احتياجاتنا منه
      ظهر الأرتباك على وجه البائع فعلمت أن أمرا ما قد حصل وبعد السؤال عن ام مرتضى أخبرنا عند عبورها الشارع تعرضت إلى حادث دهس وهي الآن في المستشفى ، حين وصول سعيد للمستشفى أُخبر بوفاة زوجته، وبعد انقضاء الأيام الثلاثة لمراسيم الفاتحة،
      أخذ يفكر كثيرا بالآخرة وهو يقول آه الويل لي، إذن أيامي في الدنيا قليلة، آه 000كيف بالصكوك التي لم يصل وقتها ،
      وكيف بحساب العمال الذي كله في دفتري الخاص ولا يكتبه ويقدمه للشركة أحد غيري،
      أم كيف بالأسرار التي في صدري والتي طالما ترددت في كشفها متأملا أن يعود جمال لرشده ويتوب من أعماله،
      إنها أسرار سرقاته من الشركة وقد لايعلم بها أحد غيري أم كيف ب ...ألخ.
      أحسظ“ بصداع شديد في رأسه فقرر أخذ ابنه مرتضى لأحد الحدائق وملاعبته كي ينشغل عن التفكير القاتل ،
      شعر مرتضى بالتعب من اللعب نادظ“ والده واسرع راكضا نحو أبيه وحضنه وضمه والده الى صدره
      قال مرتضى لوالده أريد ماما لماذا لم تأتي معنا ، قال سعيد: تحيرت بالإجابة فقلت له إنها بجوار الله الرحمن الرحيم
      الذي تصلي له كل يوم وأنت تلعب بمسباحها هل تتذكر؟ اثنى رقبته إلى الأرض وبدأت دموعه تسيل دون أن يصرخ أو يصدر منه صوت .
      ذهبنا الى مسجد قريب لأداء فريضة الصلاة وبعد أدائها أحسست أن صلاتي هذه المرة تختلف عما قبلها فتسائلت في نفسي
      لماذا انقضى عمري وأنا لم أحس بطعمها إلا هذه المرة، أتُرى أنها غير مقبولة عند ربي ؟ أم أنها لم تكن كاملة؟
      فيا ويلاه ماذا عن صلاتي السابقة، وهل هي في محل قبول عند الحق تعالى، أم أنها مردودة على رأسي ؟
      وتسائلت مرة أخرى : إذاكانت صلاتي هذه المرة صلاة مودع للدنيا، فلماذ الم تكن كذلك قبل هذا الوقت؟
      وتلوح في الأفق كلمات الإمام زين العالدين في دعاء ابي حمزة الثمالي فأقتبس الأمل منها
      عندما يقول ( فاعطني من عفوك بقدارأملي ولاتؤاخذني بأسوأ عملي، فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين، وحلمك يكبر عن مكافأة المقصرين))،
      أو عندما يقول(( إلهي أن أدخلتني النار ففي ذلك سرور عدوك، وإن أدخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك وأنا والله أعلم أن سرور نبيك أحب إليك من سرور عدوك)).
      جميلة جدا هذه القصة سلمت يداك امي
      sigpic

      تعليق


      • #13
        المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة
        الحلقة الثانيه ( معرفة الطريق الى الله





        وبينما أنا في حديقة المنزل وإذا بجرس الهاتف يرن رفعت السماعة
        وإذا بمدير الشركة يسأل إذا كان السقف الخامس للمبنى المسؤول عنه هل هو جاهز للصب غدا؟
        أجبته فيه بعض النواقص يمكن إصلاحها في الغد إنشاء الله وسأشرف عليها بنفسي.

        بعد أن قال سعيد لمدير الشركة إني سوف اشرف على العمل بنفسي،
        طلب منه أن يلتقي معه اليوم بشأن جمال الذي يشتغل معه في الشركة والسرقات التي يقوم بها وغيرها من الأعمال التي لا يرضى الله عنها
        كي يزيح هذا الثقل عن قلبه ويصفي نفسه من كل هذه الشوائب التي يمقتها الله سبحانه وتعالى،
        ذهب سعيد الى مدير الشركة وصارحه بكل شئ و أحس أن هذا الثقل أخذ يخف عنه شيئا فشيئا،
        بادره مدير الشركة ولماذا لم تخبرني من قبل وأولا بأول ، قال كنت أتأمل أن يعود إلى رشده ويعيد الأموال إلى محلها
        كما كان يعد بذلك بين مدة وأخرى ويلمح على إنها قرض وله صلاحية التصرف بها .
        قال المدير لسعيد ان جمال سيأتي غدا قبل الظهر الى المبنى وأن لا تتكلم معه بشئ عن حديثنا هذا ،
        فأني أعلم كيف سأتصرف معه . وبينما أنا في دوامة الفكر هذه وإذا بأمر يخطر على ذهني .....
        أنا شكوت للعالم الجليل الحُجُب التي تمنعني الوصول الى الله، وقد علمت الآن أنه لم يتركني دون جواب عن عدم مبالات عنه
        بل أراد لي معرفة الطريق بنفسي، وقد لمست الآن أن الوصول إلى الله والدنو منه لايكون إلا بالتحرر من تبعات الدنيا و مادياتها والتزود بزاد التقوى للرحيل اليه ,
        آه لماذا كل هذه الحجب قد وضعتها أمامي ، لا أدري لماذا يصنع الإنسان شقاوته بيده ليعيش في الدنيا في ظلمات الحيرة والضلال والحرص والغضب ،
        ولايذوق السعادة حتى لقطرة منها،بل الأكبر من ذلك لماذا يفشل الإنسان في معبر قصير ، ونعيم الأبد ينتظره ،
        ولماذا يقدم الإنسان بنفسه إلى جهنم كان يعلم أنها أمامه , آه لماذا كنت هكذا ولم أذق السعادة إلا هذه اللحظة ،
        وقد خالطها الندم والحسرة على ماسبق .
        يا الله ما هذه القصة االمؤثرة جميل جدا
        sigpic

        تعليق


        • #14
          المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة
          الحلقه الثالثة
          يروي سعيد
          . وفي اليوم التالي ذهبت الى المبنى وصعدت على
          سلالمه حتى وصلت الطابق الرابع وإذا بجمال واقف كأنه ينتظر شخصا ما ولما رآني


          ابتسم ابتسامته الكاذبة التي تعودت عليها ثم قال بلهجه ساخرة ماذا ستفعل يا مهندس


          سعيد الصب غدا والسقف غير مهيأ . قال سعيد لدي الوقت الكافي لم يبق إلا الشيء


          القليل ، قال سعيد فأخذ بيدي يجرها وهو يقول :هيا نصعد فليس لدينا وقت كاف


          ...أخيرا صعدا الى الطابق الخامس وكانت خطوات سعيد بطيئة وهادئة تدل على


          الجولات التي قام بها في المبنى ،اما جمال فكانت خطواته مرتبكه ، ووجهه مضطرب


          ولونه يتغير بين الحين والآخر ،وبعد وصولهم الى السقف الخامس واستقرت أقدامهم


          فوقه قال جمال لسعيد تعال وانظر الى الحديد كيف تم ربطه كما اردت وكان على حافه


          السقف وكان مربوطا بشكل جيد ،ما إن التفت سعيد على جمال ليقول له إنه عمل جيد


          حتى أحس بوضع يدي جمال على ظهره ودفعه بقوه من على السقف الى الأسفل . إن


          لحظات السقوط بين الطابق الخامس والارض ماهي اللانهاية حياه سعيد حيث لاحظ قطع


          الحديد الحاده والمبعثرة هنا وهناك ،وماهي الا لحظات قليله وستنكشف الأسرار ويظهر


          الغيب الذي أخفي طوال عمر سعيد وسيصل الى ما تخوف منه تارة وما اشتاق اليه


          تارة أخرى . يقول سعيد : إن في هذا السقوط لم يبق لي احد في الوجود اتوجه إليه


          ولم يبق لي سواه هو الله ، حقا في تلك اللحظات احسست بمعنى التوحيد وتذوقت طعمه


          حينها نطق لساني صارخا يا الله يا الله يا... يقول ولم اكمل الثالثة حتى سمعت صوت


          السقوط قويا على الارض وبدأ الألم شديدا في بدني وسلبت مني القدرة على الصراخ


          وانشلت أعضائي عن الحركة وحجبت عني الرؤية فلم أعد أرى شيئا ولا أبصر احدا


          وغرقت في إغماء شديد وعميق ....

          اللهم أحسن لنا خاتمتنا
          sigpic

          تعليق


          • #15
            المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة




            ~:
            الحلقة الرابعة




            ان هذا الإغماء الشديد والعميق الذي غرقت فيه،
            وظهرت لي ملامح شخص لم أتعرف عليه مسبقا كلما أنظر إليه تبهت عيني لرؤيته،
            وينبهر فكري لعظمة خلقه، يعجز الخيال عن وصفه ومقارنته بخلق من مخلوقات الدنيا يصاحبه عدة مخلوقات اخرى
            ذات اجنحة لطيفة وأبدان خفيفة و العجيب في ذلك أن الناس كانوا مشغولين بي عنه ولم يلتفتوا اليه على الرغم من غرابة منظره وكأنهم لم يروه،
            اما أنا فقد شغلني هو عن غيره ويبدو إنه كان جنبي ثم أخذ يبتعد عني،
            والآن بدأ يقترب مني أكثر فأكثر فاضطربت حتى أحسست برجفة في بدني وكلّ لساني عن النطق والسؤال عمن يكون ،
            ثم تكلم بكلام لم أفهمه مع من كان معه، أختلط كلامه مع دوي من حولي وصراخ عدة نساء،
            التقطت منه بعض الكلمات منها قوله لهم : إنه من المؤمنين لكنه لم يصل الى مرتبة الأولياء فارفقوا به قليلا وأعينوه على نطق الشهادتين .
            كان بدني لايتحرك يمينا ولايسارا وبصعوبة بالغة كنت التفت الى ماحولي فوجئت بصديقي مؤمن ذلك الوجه المشرق
            ويجلس جنبي ليقول: سعيد سعيد هل تسمع كلامي ؟ اجبته بصوت خفيف نعم،
            قال لي قل لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،
            أردت النطق لكن ظهرت لي مخلوقات بوجوه قبيحة سوداء كالقير الأسود أصابني خوف شديد فأمسكوا لساني عن النطق ........
            الملفات المرفقة
            sigpic

            تعليق


            • #16
              المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة


              الحلقة الخامسة
              عندما أصابني الخوف الشديد من الوجوه القبيحة وأمسكوا بلساني من النطق بقول لا إله إلا الله ومنعوني من ذلك،
              عندها سمعت مؤمنا مرة أخرى ينادي،
              سعيد هل تسمعني؟ أجبته بصوت ضعيف نعم ،
              ألم تستطيع قول لاإله إلا الله ؟ قلت بلى.
              قال مؤمن : لعل الشياطين قد اجتمعت حولك لتمنعك عن النطق،
              ( قيل في الكافي عن أبي عبدالله قال:" مامن أحد يحضره الموت إلا وكل به أبليس من شياطينه
              من يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى تخرج نفسه فمن كان مؤمنا لم يقدر عليه ") ....،
              ياسعيد الملائكة حولك يرشدونك إليه فاستعن بهم، إنك في حال احتضار ، لقد بدأ سفرك الطويل هل تفهمني ؟
              قال سعيد إن مؤمنا لم يكن يرى ما أرى نعم إنها سكرات الموت وهذا ملك الموت مع أعوانه قد جاء ليقبض روحي،
              نعم وهذه ملائكة الرحمة عن يميني، وهذه الشياطين عن يساري، إلهي يامن انطق عيسى في مهده انطق لساني بذكرك.......
              التفت لي أحد ملائكة الرحمة وقال: إنك كنت كثيرا ماتذكر الله في دنياك، وسنحاول أن نجد لك شيئا يبعد الشيطان عنك.
              التفت إلى أصحابه ليقول لهم: هل تجدون من أعماله شيئا ينفعه في أزمته هذه ؟ ادعوا أعماله وأوقاته لتتجسم أمامه .....


              اللهم نسألك حسن الخاتمة
              اللهم أمين
              اللهم هون علينا عذاب القبر
              sigpic

              تعليق


              • #17
                المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة



                رحلة البقاء حلقة 6






                قال سعيد استكمالا لما حدث له بعد موته




                وبعد ان طلب احد الملائكة من إيجاد أعماله الحسنة تنفعه في أزمته .
                قال سعيد: إن الشىء الذي رأيته لايمكن وصفه ولو صب على أهل الدنيا لغشي عليهم ولم يفيقوا،
                هنا تجسمت أمامي كل الأفعال القبيحة التي فعلتها
                منذ أن بلغت سن التكليف وحتى يومي هذا
                آه كم كانت موحشة وقبيحة وبشعة
                وكذلك الأوقات والساعات التي ضيعتها خالية أو مملوءة بالذنوب،
                ياحسرتي على كل عمل خالطه الرياء،
                ياويلتي على كل مال أخرجته لغير الله،
                وعلى كل كلمة تفوهت بها أو كتبتها لغير الله،
                آه وماهذه الوحوش المخيفة المظلمة في سوادها،
                وهل سترافقني ؟ وإلى متى وما ذلك الأسود المكشر أنيابه
                ، وماهذا السوط الذي بيده.
                يقول سعيد ولشدة الهول والحسرة أغمي علي،
                ولم أفق إلا بسياط الشيطان الذي كان قد أمسك بلساني،
                وأبرز أنيابه ضاحكا ومقهقها بصوت عال وشكل قبيح
                وهو يقول : ياعزيزي لاتتحير وقل ربي الدنيا، ألم ترظ“ ان الشريف من شرفته أمواله،
                ولو كنت مطيعا لها بما أمرتك ماوصلت إلى هذه الحال،
                فذلك صديقك جمال لايزال يترفه ويتنزه ويأكل ويشرب مايشتهي ويتلذذ بما يريد
                هل تعلم كيف وصل الى ذلك ؟
                أنا أقول لك ، أنه أطاع الدنيا فأوصلته إلى هذا المقام إذن فهي الرب
                لاغيرها فلعل حالك يتحسن، ولعل مع أعواني الذين تراهم نستطيع أن نخرجك مما أنت فيه.
                ازدادت حيرتي واسودت ظلمتي وانشل فكري،
                فصرت أنظر لما حولي،
                وإذا بأحد ملائكة الرحمة يقول: انظر إلى هناك إنها أعمالك الحسنة
                الخالصة لله وأفكارك الطيبة وأوقاتك التي ملأتها بطاعة الله
                وتلك مساعداتك لأخوانك، وتلك نفقاتك في سبيل الله......
                حينها توجه أحد الملائكة نحو ملك الموت
                وقال له: لقد وجدنا في أعماله ماينفعه في عدم العدول عن دينه وفي نطق الشهادتين
                قال : وما تلك الأعمال التي يمكنه الإستغاثة بها؟
                لقد كان يؤدي الصلاة في أول وقتها، ويصل رحمه، ويحسن بوالديه
                عن الإمام الصادق ع أنه قال:" من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت، فليكن، فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارا، فإذا كان كذلك هون الله عنه سكرات الموت.......،، وكان كثيرا مايقرأ دعاء العديله وسورة يس والصافات ودعاء (رضيت بالله ربا .....) بعد كل صلاة وأيضا كان يقرأ زيارة آل يس ويكثر من ذكر لاحول ولاقوة إلابالله العلي العطيم .
                هذه جملة من الأذكار النافعة لثبات المؤمن على عقائده الحقة
                وعدم عدوله الى الباطل عند الأحتضار.
                قال ملك الموت : نعم إنني كنت انظر إليه حين وقت الصلاة فأراه يقيمها في أول وقتها، وقد سجلت له ذلك كله اللهم اجعلنا من مقيمي الصلاة




                يتبع








                يا الله يوم لا ينفع مالا وبنون الأمن جاء الله بقلبا سليم
                sigpic

                تعليق


                • #18
                  المشاركة الأصلية بواسطة المستغيثه بالحجه مشاهدة المشاركة



                  رحلة البقاء الحلقة السابعة ( نطقت الشهادة بفضل الصداقة


                  قال سعيد: كنت لا أرغب في النظر الى الشيطان
                  لكني أردت أن أرى أثر كلام الملائكة مع ملك الموت عن لساني
                  في الأثناء رأيت الشيطان قد اشتعل غضبه بعد أن ترك لساني
                  وقال لأعوانه : لا فائدة من الجلوس هنا والحديث معه إن لديه من الأعمال
                  ما لا نستطيع بوجودها تغيير عقيدته ومنعه من نطق الشهادتين
                  اذهبوا جميعا وسوف انتقم منه في مكان آخر ،سأنتقم منه....
                  وللمرة الثالثة أسمع نداء مؤمن وهو يقول: سعيد هل تسمعني ؟ هذه المرة
                  دون أن أقول له نعم ، نطق لساني لاإله إلا الله محمد رسول الله ،
                  هناك رأيت الأبتسامة على وجه صديقي مؤمن والدهشة على كل من كان
                  حولي من الحاضرين فقد بدأوا يسألونه عما يجري ،
                  ولماذا تبسم بعدما كان قلقا خائفا وقد ابتل وجهه بالعرق الذي اختلط بالدموع
                  (فعلا إنه صديق مخلص لم يتخلى عن سعيد
                  حتى في اللحظات الأخيرة من حياته )
                  قال سعيد بعد أن نطقت كلمة التوحيد
                  أصبحت لي الجرأة على التكلم مع الملائكة
                  فقلت لأحدهم: هل أستطيع أن أخبر من حولي بما يجري لي
                  كي يعتبروا ويؤمنوا بعالم مابعد الموت ؟
                  قال أحد الملائكة: كلا لن تستطيع النطق والكلام مرة أخرى مع أهل الدنيا.
                  أقترب مني ملك الموت
                  وسلم بقوله: السلام عليك أيها العبد الصالح .
                  (وسئل رسول الله (ص) كيف يتوفى ملك الموت المؤمن، فقال: إن ملك
                  الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى فيقوم هو
                  وأصحابه لايدنون منه حتى يبدأه بالتسليم ويبشره بالجنه ).
                  فوجئت بسلامه علي ،
                  فقلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .
                  قال: إننا مأمورون من الجليل الأعلى بأخذ روحك ونزعها من بدنك الدنيوي .




                  آه الويل لي، هل تسمح لي بأيام قليلة أعيشها في الدنيا مرة أخرى
                  لأستكثر من أعمالي، وأثقل ميزاني وأودع أحبائي ؟
                  هيهات من ذلك فالله لايؤخر نفسا إذا جاء أجلها،
                  وقد أعطاك الله من الوقت في الدنيا مايكفي للرقي إلى كمالات الأولياء
                  ونيل درجاتهم ، فأين كنت من ذلك ؟
                  سمعت ذلك فجزعت جزعا عظيما وأصابتني حسرة كبرى
                  ودعوت بالويل على نفسى فبأي أعمال سأقابل بها ربي.
                  ( أعمال سعيد الحسنة كانت خلال خمس سنوات اما التي قبلها فما هو مصيره )...........





                  ( نطقت الشهادة بفضل الصداقة )
                  جميل هذه الصداقة
                  اكملي سلمت اناملكم
                  sigpic

                  تعليق


                  • #19
                    ........


                    ~: الحلقة الثامنة


                    لقد قام سعيد بأعمال حسنة خمس سنين،
                    أما ماقبلها كانت محاطة بالجهل والغفلة، محفوفة بالشك والرياء .
                    قال سعيد: استحضرت ذلك بنفسي وبكيت بكاءا شديدا، فتدارك ملك الموت حالي
                    وقال: ان كفة ميزان أعمالك الحسنة قد غلبت أعمالك السيئة
                    بعد أن أبدل الله بعضها حسنات ، وتقبل توبتك النصوح قبل خمس سنين
                    فلا تخاف ولاتحزن، أنا أبرُّ بك أشفق عليك من والد رحيم لو حضرك
                    أفتح عينيك جيدا وانظر إلى هؤلاء الأنوار الأربعة هل عرفتهم ؟
                    نعم عرفتهم إنهم رسول الله(ص) والزهراء وعلي والحسن والحسين التسعة المعصومين من ذرية الحسين ( ع ).
                    (( مامن مؤمن يحضره الموت إلا ورأى محمدا وعليا حيث تقر عينه، ولامشرك يموت إلاورآهما حيث يسوئه ))
                    قال ملك الموت : صدقت ياعبد الله، هل تريد أن يكونوا رفقائك في الجنة ؟ ام العودة الى الدنيا،
                    أجابه سعيد فورا، لا أريد الدنيا فخذ روحي وعجل بها
                    فأنا لم أفارقهم بقلبي في الدنيا فكيف الآن وقد تمثلوا أمامي
                    ألتفت ملك الموت إلى الملائكة وأمرهم بجلب ماء الكوثر
                    فأتوني به وبيد كل واحد منهم كأس تناولت أحدها
                    وشربت قليلا لكن أي شراب وأي طعم كان
                    ليس كماء الدنيا شربته على عطش شديد فأحسست بارتواء عظيم
                    وطعم ماتذوقت ماء في الدنيا بلذته
                    فسألت أحد الملائكة قائلا: من أين هذا الماء ؟
                    إنه ماء الكوثر ، نحن نعطيه لبعض عباد الله المؤمنين لنخفف عنهم
                    ألم الأحتضار وفراق الدنيا وأهلها ونبشرهم بنعيم الآخرة وشرابها.
                    وماذا تفعلون بالكفار والعاصين حين تتوفونهم؟
                    قال الملك : ذلك ليس واجبنا فنحن ملائكة الرحمة ، هل تريد العودة للدنيا ؟
                    كلا احملوني إلى حيث يشاء ربي. لم أكمل كلامي حتى أحسست برجفة
                    في بدني وروحي بدأت تخرج أكثر فأكثر حتى وصلت الحلقوم ..........
                    sigpic

                    تعليق


                    • #20
                      المشاركة الأصلية بواسطة تبارك مشاهدة المشاركة
                      جميلة جدا هذه القصة سلمت يداك امي


                      عزيزتي الغالية
                      ارجو ان تجدي فيها المنفعة والعبر

                      نورتي
                      sigpic

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X