بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدعي الكثير من السلفية بان اذا كان رسول الله قد نصب علي بن ابي طالب خليفة من بعده فاين دور الصحابة الذين حضروا واقعة الغدير ولماذا لم يعترض من حضر من الصحابة في غدير خم وبايع عليا على غصب الخلافة ؟
والجواب
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدعي الكثير من السلفية بان اذا كان رسول الله قد نصب علي بن ابي طالب خليفة من بعده فاين دور الصحابة الذين حضروا واقعة الغدير ولماذا لم يعترض من حضر من الصحابة في غدير خم وبايع عليا على غصب الخلافة ؟
والجواب
إن هكذا سؤال يعرب عن أنّ السائل ليس له أدنى اطّلاع على تاريخ تلك الفترة ; إذ من أين له القول بأنّ الصحابة لم يعترضوا على إقصاء علي ( عليه السلام ) عن الخلافة ، ولأنّ المقام هنا مقام الاختصار ، فإنّنا لا نستطيع أن نورد كلّ الاحتجاجات والاعتراضات على تلك الحادثة الأليمة . و تكفي مطالعة كتاب « الغدير » الذي ذكر 22 مناظرة واحتجاجاً نُقل عن الصحابة والتابعين 1 .
وما أجمل ما كتب عمرو بن العاص في رسالته لمعاوية قائلاً : ويحكَ يا معاوية . . . . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خمّ : « ألا مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه اللُّهمَّ والِ مَنْ والاه وعاد مَن عاداه وانصُر مَنْ نَصَرَه واخذُل مَن خذلَه » 2 .
أضف إلى ذلك أنّ جامع هذه الأسئلة تصوّر أنّ الصحابة يستحيل أن يتخلّفوا عن أمر من أوامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والواقع غير ذلك ، كما نشاهده في ما رواه ابن عبّاس حيث قال : « لمّا اشتدّ بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجعه قال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده . قال عمر : إنّ النبيّ غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللّغط ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « قوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع ، فخرج ابن عبّاس يقول : إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حالَ بين رسول الله وبين كتابه » 3 .
والموارد التي خالف فيها بعض الصحابة أوامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكثر من أن تُحصى في هذا المقام 4 5 .
ــــــــــ المصادر ـــــــــ
1. الغدير : 1 / 327 ـ 422 .
2. مناقب الخوارزمي : 199، الحديث 240 .
3. صحيح البخاري : 1 / 37 ، باب كتابة العلم ، الحديث 114 .
4. راجع في هذا الصدد كتاب « النص والاجتهاد » للسيد عبدالحسين شرف الدين ( قدس سره ) .
5. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته .
تعليق