اللهم صل على محمد وآل محمد
قوله عز و جل:{ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}
(البقرة: الآيات:2،1)
قَالَ الْإِمَامُ عليه السلام:
كَذَّبَتْ قُرَيْشٌ وَ الْيَهُودُ بِالْقُرْآنِ وَ قَالُوا: سِحْرٌ مُبِينٌ تَقَوَّلَهُ
- فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ:
«الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ- هُدىً لِلْمُتَّقِينَ»
- أَيْ يَا مُحَمَّدُ هَذَا الْكِتَابُ الَّذِي أَنْزَلْتُهُ عَلَيْكَ- هُوَ [ب] الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعَةُ الَّتِي مِنْهَا: أَلِفٌ، لَامٌ، مِيمٌ وَ هُوَ بِلُغَتِكُمْ وَ حُرُوفُ هِجَائِكُمْ،
- «فَأْتُوا بِمِثْلِهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» وَ اسْتَعِينُوا عَلَى ذَلِكَ بِسَائِرِ شُهَدَائِكُمْ.
- ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ:
«قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ- عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً»
- ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «الم» هُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي افْتَتَحَ ب «الم»،
- هُوَ «ذلِكَ الْكِتابُ» الَّذِي أَخْبَرْتُ بِهِ مُوسَى، وَ [مَنْ] بَعْدَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَخْبَرُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي سَأُنْزِلُهُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، كِتَاباً [عَرَبِيّاً] عَزِيزاً، لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَ لا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ «لا رَيْبَ فِيهِ» لَا شَكَّ فِيهِ لِظُهُورِهِ عِنْدَهُمْ،
- كَمَا أَخْبَرَهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً يَنْزِلُ عَلَيْهِ كِتَابٌ- لَا يَمْحُوهُ الْبَاطِلُ يَقْرَؤُهُ هُوَ وَ أُمَّتُهُ عَلَى سَائِرِ أَحْوَالِهِمْ.
- «هُدىً» بَيَانٌ مِنَ الضَّلَالَةِ «لِلْمُتَّقِينَ» الَّذِينَ يَتَّقُونَ الْمُوبِقَاتِ، وَ يَتَّقُونَ تَسْلِيطَ السَّفَهِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ- حَتَّى إِذَا عَلِمُوا مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ عَمَلُهُ عَمِلُوا بِمَا يُوجِبُ لَهُمْ رِضَاءُ رَبِّهِمْ.
--------------------------------------------------
تفسير الإمام الحسن بن علي العسكري عليهم السلام، ص: 62