إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَجَعَلُوا لِلّٰهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَجَعَلُوا لِلّٰهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلُوالِلّٰهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ[1].

    ﴿وَجَعَلُوا لِلّٰهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ﴾، هؤلاء المشركون وأضرابهم جعلوا جعلا جاهلا قاحلا مفتريا وهو أن عدّة ممن خلق أنهم شركاء الله في ربوبيته ﴿وَ﴾، الحال أنه ﴿خَلَقَهُمْ﴾، ﴿وَخَرَقُوا لَهُ﴾، من ذاته أو من صفاته أو من أفعاله في ربوبيته ﴿بَنِينَ﴾، كما الجن، وعزيز والمسيح عليهما السلام ومن أشبه ﴿وَبَنَاتٍ﴾، ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ‌﴾، في أي حقل من حقوله ﴿سُبْحَانَهُ﴾، عن أن تكون له شركاء أو شريك ﴿وَتَعَالَى﴾، شأنه ﴿عَمّٰا يَصِفُونَ‌﴾.
    و ﴿الْجِنَّ﴾، هنا إما بدل عن ﴿شُرَكَاءَ﴾، وإما أو بأحرى هي المفعول الأول المؤخر و ﴿شُرَكَاءَ﴾، هي الثاني المقدم، وجعلوا له الجن شركاء، لمكان ﴿الْجِنَّ﴾، دون [الشياطين]، تعني الأعم من الشياطين وسواهم، فقد كانوا يعبدون الجن: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ
    [2]. كما وقد عبدوا الشيطان ويعبدون ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ[3]، ومنهم اليزيدية القائلون بألوهية الشيطان وأن يزيد رسوله، مسمين إيّاه ب‍ «ملك طاووس - شاه بريان» والمجوس الثنوية القائلون ب‍ «يزدان وأهرمن»: الله والشيطان.
    ذلك وقد ﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ
    [4]، بأنه صاهر الجن ببناته الملائكة وما أشبه من النسب، كما ﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا[5]، أن المسيح أم سواه جزء متجزئ من ذات الله أو صفاته! ولأن الخرق هي الأرض الواسعة حيث تخرق فيها الريح وتتفرق اتساعا، والخرق من الرجال هو الكثير العطاء فكأنه يتخرق، والخريف الريح الشديدة الهبوب، فقد تعني ﴿وخَرَقُوا لَهُ‌﴾، اتسعوا في دعوى البنين والبنات لله كذبا، اختراقا واختلاقا واختراعا دون ما أي أصل من الأصول.
    ولقد خرق جمع له تعالى إخوة في ألوهيته فقالوا: إن الله وإبليس اخوان فالله سبحانه خالق الناس والدواب والأنعام والخيرات وإبليس خالق السباع والحيات والعقارب والشرور.
    ذلك وإن قصة الولادة الربانية أو بنوتها الشهيرة بين الوثنيين والبرهمية والبوذية قد تسربت الى اليهود والنصارى وترسبت فيهم إذ قالوا عزيز ابن الله والمسيح ابن الله. وكيف يكون له شريك أو ولد أو معاون كالملائكة، وشركاء الجنّ الملائكة والأبالسة لاستتارهم عن الأعين، وقيل: إنّ قريشا كانوا يقولون أو بعضهم كان يقول: إنّ الله صاهر الجنّ‌ فحدث بينهما الملائكة، فيكون على هذا القول المراد به الجنّ المعروف لا الملائكة كما قال سبحانه: أو أن المراد من قوله الملائكة لا الجنّ حيث قالوا: الملائكة بنات الله. ﴿وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ﴾، أي وجعلوا مخلوقه شريكا والمخلوق كيف يكون شريك الخالق‌؟ وخرقوا له أي وموّهوا وافتروا الكذب على الله ونسبوا البنين والبنات إلى الله تعالى فإنّ المشركين قالوا: الملائكة بنات الله، والنصارى قالوا: المسيح ابن الله، واليهود قالوا: عزير ابن الله ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ‌﴾، وحجّة قاطعة ولكن جهلا منهم بالله وبعظمته. ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى﴾، أي تنزيها له وهو متعال ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾، من انتسابهم له تعالى بهذه النسبة، ويجلّ من أن يوصف بما وصفوه به فإنّ الولد متولّد عن جزء من أجزاء الوالد وذلك إنّما يعقل في حقّ من يكون مركّبا ويمكن انفصال جزء منه وذلك في حقّ الواحد الفرد الواجب لذاته محال، يقال: فلان تخرّق الكذب أي اختلقه من عند نفسه والمراد من التعالي ليس علوّ المكان بل علوّ الشأن والمكانة.
    والفرق بين ﴿سُبْحَانَهُ﴾، وبين ﴿وَتَعَالَى﴾، أنّ المراد من ﴿سُبْحَانَهُ﴾، تنزيهه عمّا لا ينبغي، والمراد بقوله: ﴿وَتَعَالَى﴾، كونه في ذاته متعاليا سواء سبّحه مسبّح أو لم يسبّحه فالتسبيح يرجع إلى أقوال المسبّحين، والتّعالي يرجع إلى صفته الذاتيّة الّتي حصلت له لذاته لا لغيره.


    [1] سورة الأنعام، الآية: 100.
    [2] سورة سبأ، الآيتان: 40-41.
    [3] سورة يس، الآية: 60.
    [4] سورة الصافات، الآية: 158.
    [5] سورة الزخرف، الآية: 15.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X