بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قوله تعالى:
﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾
[البقرة: 196]
آية عظيمة في باب فقه الحج والنية فيه، وقد ورد فيها كلام دقيق من المفسرين والفقهاء. وفيما يلي بيان علمي مفصل:
أولًا: القراءة واللغة
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قوله تعالى:
﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾
[البقرة: 196]
آية عظيمة في باب فقه الحج والنية فيه، وقد ورد فيها كلام دقيق من المفسرين والفقهاء. وفيما يلي بيان علمي مفصل:
أولًا: القراءة واللغة
- الآية جاءت بصيغة الأمر: وأتموا، وهو فعل أمر يفيد الوجوب في ظاهره.
- “الحج والعمرة” معطوفان، أي الإتمام مطلوب فيهما معًا.
- “لله” تعني الإخلاص في القصد، وأنّ هذه العبادات لا بد أن تُؤتى خالصة له سبحانه، وليس لغيره.
ثانيًا: المعنى الإجمالي للآية
أي: إذا شرعتم في الحج أو العمرة، فأتموهما ولا تُبطلوهما، وأخلصوا القصد فيهما لله وحده.
وهذا يشمل:
- الإتمام في الأعمال (عدم الإفساد أو الترك).
- الإتمام في النية (أن تكون العبادة خالصة لله).
ثالثًا: أقوال الفقهاء والمفسرين
1. التفسير الفقهي
هذه الآية أصل في وجوب إتمام الحج والعمرة بعد الشروع فيهما، وقد استُدل بها على:
أ. وجوب إتمام الحج والعمرة إذا دخل فيهما المكلف:
السيد الخوئي (قده) في التنقيح:
قال: الآية تدل على أن من دخل في الحج أو العمرة، وجب عليه إتمامهما، ولا يجوز له الإبطال (راجع التنقيح، كتاب الحج، ج1، ص115).
ب. حرمة الإبطال بعد الإحرام:
- لا يجوز أن يُفسد إحرامه أو يتحلل منه بلا عذر شرعي.
2. التفسير الأخلاقي والروحي
الإمام الصادق (ع) في تفسير الآية:
“يعني إتمامهما بإخلاص النية، وأن لا يرائي فيهما، ولا يريد بهما غير الله”
تفسير القمي، ج1، ص73
وسائل الشيعة، ج13، باب وجوب الإخلاص في النية في الحج، ح2
رابعًا: تطبيق الآية على الواقع العبادي
➤ لو شرع الإنسان في عمرة مفردة أو تمتع أو في حج، ثم أراد الخروج منها بلا عذر، لا يجوز له، بل يجب عليه الإتمام.
➤ من نوى بعبادته غير الله (كطلب المدح أو الرياء)، فقد خالف قوله:
“لله”
في الآية، فحتى لو أتمّ الأفعال ظاهريًا، لم يتمّ العبادة شرعًا.
---------------------
تعليق