(قراءة في خطبة الجمعة/لسماحة السيد احمد الصافي)
١٨ذو الحجة١٤٣٩/الموافق٣١/٨/٢٠١٨م
يذهب بعض دعاة الثقافة للنظر في ظاهرة الانبهار المتأثرة بثقافة الاخر المتفوق حسب رؤيتهم ،هل ذهب هؤلاء النقاد الى قراءة ثقافة تراثهم الاسلامي او مخزون هذه الثقافة لإيجاد التوازن على الاقل بين الثقافة الاصلية والثقافة المستوردة ،الفرق كبير بين المخزون الثقافي للأمة والمستورد لا يمكن مقارنته دون ضوابط فكرية والالتزام بالقيم والدين، مدرسة اهل البيت عليهم السلام من الكنوز والمعارف الإلهية، والخطاب عند ائمتنا ائمة اهل البيت عليهم السلام هو خطاب واحد وان تنوعت اساليبه ومعارفه
خطب مشهودة ومروية ومحفوظة وتارة وردت تلك المعارف عن طريق التحاور والمحاورات والأسئلة لبيان الاحكام واخذت ايضا مسارات توثيقية كما في الصحيفة السجادية ودعاء مكارم الاخلاق منها تربوي شمولي وصار منهجا علميا ،
الخطاب المعصوم حمل مفاهيم اجتماعية وثقافية واقتصادية ، بمحوره الاسلامي وبالتزاماته الشرعية، المال عند الائمة عليهم السلام رزق الله الى الناس، هيء لهم وسائل متعددة للرزق ومنها المال ،امام جميع الأنظمة الاقتصادية المستوردة يتفرد اقتصاد اهل البيت عليهم السلام بنموذج اخلاقي اجتماعي يشير الى العدالة والتركيز على توزيع الثروات للتنمية المال في حياة الانسان يكون ضروريا بمقدار ما يتمتع به لهذا فرض الله علينا تكاليف ووفر لنا بإزاء هذه التكاليف ما يعيننا على ادائها (وامنعني من السرف) الاسراف يؤدي الى الندامة
القران الكريم والسنة المطهرة وروايات الائمة الاطهار اعطت للمال حدودا وبينت ان هناك ضوابط طوعية وواجبة ومستحبة العبرة بالطريقة التي اكتسب منها المال، المدرسة الاقتصادية الإسلامية من المدارس الاقتصادية الفاعلة بما تمتلك من قوة مناعة تحصن المجتمع ،
القران حدد حدودا حرم بها بعض المكاسب وحرم بعض العلاقات التجارية والنشاطات التجارية وجعل بعض الاتفاقات محرمة مثل المتاجرة بالمسكرات و بالربا الغش وقضايا اخرى،
مدرسة اهل البيت عليهم السلام قدمت للعالم معارف فكر واجتماع و فلسفة اقتصادية سعت لخلق حالة التوازن بين الكسب و الانفاق هذه نظرية( التوفيق) جوهر الفكر الاسلامي الاقتصادي عند اهل البيت سلام الله عليهم علمي عملي فقد ذكر الامام السجاد عليه السلام مجموعة من الامور المهمة كمسألة الهدية مسألة البر مسألة المعاشرة الاجتماعية مسألة الاحسان لمن احسن، القضية مرتبطة بطرفي الكسب و الانفاق وطرف الوقاية من ذهاب المال بغير الوجهة الشرعية لذلك يدعو الامام الله سبحانه ( امنعني من السرف )
استطاع من خلال هذا الدعاء ان يقدم رؤية معرفية بقدرة الله سبحانه وتعالى على المنع والعطاء والتأمل في قضيتي السرف والتبذير، الاسلام عدها من الكبائر، الاسراف الشيء الزائد عن الحدود والتبذير وضع الاموال في غير وجهها ومثل هذه الرؤى عمرت الفكر الانساني ليست كمدرسة ثقافية او اقتصادية بل بالانتماء ،وهوية الدين ليست عبارة عن مفاهيم معروضة ينتقي منها الإنسان ما يلائم شخصيته، الامام يطلب من الله سبحانه وتعالى المنع خشية غياب العقل عن الانسان فيأتي حينها التدخل الالهي بالمنع ،اذا ضعف العقل هناك الداعم لحضور الحكمة الإلهية ليصل الانسان الى مرحلة يشعر حينها ان مثل هذه الامور السلبية تنقص من شخصيته ،من قيمته امام الناس تسلبه مكانته يفقد السيطرة على نفسه تضيع منه فرصه استثمار وقت الفراغ في طاعة الله سبحانه وتعالى،
ينبهنا سماحة السيد احمد الصافي الى قضية معرفية انسانيه تتعلق بحياة الانسان والتصرف السليم بما يمنحه الدين من نعمة جعل الله المال رحمة لنا واعطانا كل شيء فهو لطف من الله سبحانه وتعالى اعطانا العقل والجسم واليد والقلب وهذه موارد رحمة يمكن للإنسان ان يستثمرها يمكن ان تتحول الى موارد نعمة
المال له امكانية التسخير لمرضات الله سبحانه وتعالى وان يستعين بها الانسان على الخير واذا اسيء استعماله يمكن ان يكون اداة من ادوات المعصية ، دعاء الامام السجاد يقرب لنا صورة فكرية ان المنع ارحم من الاسراف ووضع المال في غير موضعه ، تأتي حالة الحصانة حاجز من التلف فالرزق الذي وهبه الله لنا نريد ان نحصنه من التلف، التلف لا يأتي من فراغ وانما يأتي من تراكمات وترسبات المادة والطمع والجشع والانحراف بالذات من اكبر الاخطاء التي يعيشها الانسان حين يشعر بان الانفاق من المال يولد النقص ، حب المال يدفع الى الغواية والشعور بان الانفاق خسارة هذا الشعور هو الذي يوقعه في الفقر الله يوعد اهل الانفاق بالرزق، سماحة السيد احمد الصافي يقرب لنا مفهوم التلف في قول الامام عليه السلام و(حصن رزقي من التلف) ليس التلف هو الحرق وضياع المال التلف الذي ليس هناك استفادة منه ومال مكدس مبتلي بالرشوة والشح والتحايل وشهادة الزور ، الاوزار كلها تقع على ذمة الوارث ولا تقع شيئا على الورثة البحث في مفاهيم الدعاء والعلاقات السلوكية، والمواقف التي تكون المشروع الانساني التركيز على الامور العميقة في ترسبات الحياة، المال فتنة النفس والامام سلام الله عليه طلب من الله ان يمنعه من الاسراف ويحصنه من التلف ثم يطلب محورين اخرين في الدعاء هو ان يوفر الملكية بالبركة والنماء واصابة سبل الهداية في الانفاق، مثل هذا الخطاب يحيلنا لمفهوم الثقافة الحقيقية ومعناها الذي يشتمل على الايمان والالتزام بمعروف الدين ، بعض الومضات التربوية المهمة اراد الخطاب ان يرسخها في اذهاننا ،
مثلا ( المال بلا عمل لا خير فيه)
(لو كان المال فيه خير لجعل الله الاغنياء ورثة الانبياء)
( الانبياء صفوة الله لا احد يناقشهم منحهم الله العلم)
في هذه الجمل دلالات معرفية تعلمنا كيف نتعامل مع النبي صلى الله عليه واله وسلم ،والامور التي يدركها الامام المعصوم هي التي تشكل جذر علمي ثقافي حياتي لابد ان نتعلم منه ،فهل احد يعلم كم صدقة صانت حياته وعائلته من الانحراف، الانفاق سبيل الهداية والحياة الناجحة هي الحياة المحفزة لعمل الخير مشجعة للناس على البر والعطاء
١٨ذو الحجة١٤٣٩/الموافق٣١/٨/٢٠١٨م
يذهب بعض دعاة الثقافة للنظر في ظاهرة الانبهار المتأثرة بثقافة الاخر المتفوق حسب رؤيتهم ،هل ذهب هؤلاء النقاد الى قراءة ثقافة تراثهم الاسلامي او مخزون هذه الثقافة لإيجاد التوازن على الاقل بين الثقافة الاصلية والثقافة المستوردة ،الفرق كبير بين المخزون الثقافي للأمة والمستورد لا يمكن مقارنته دون ضوابط فكرية والالتزام بالقيم والدين، مدرسة اهل البيت عليهم السلام من الكنوز والمعارف الإلهية، والخطاب عند ائمتنا ائمة اهل البيت عليهم السلام هو خطاب واحد وان تنوعت اساليبه ومعارفه
خطب مشهودة ومروية ومحفوظة وتارة وردت تلك المعارف عن طريق التحاور والمحاورات والأسئلة لبيان الاحكام واخذت ايضا مسارات توثيقية كما في الصحيفة السجادية ودعاء مكارم الاخلاق منها تربوي شمولي وصار منهجا علميا ،
الخطاب المعصوم حمل مفاهيم اجتماعية وثقافية واقتصادية ، بمحوره الاسلامي وبالتزاماته الشرعية، المال عند الائمة عليهم السلام رزق الله الى الناس، هيء لهم وسائل متعددة للرزق ومنها المال ،امام جميع الأنظمة الاقتصادية المستوردة يتفرد اقتصاد اهل البيت عليهم السلام بنموذج اخلاقي اجتماعي يشير الى العدالة والتركيز على توزيع الثروات للتنمية المال في حياة الانسان يكون ضروريا بمقدار ما يتمتع به لهذا فرض الله علينا تكاليف ووفر لنا بإزاء هذه التكاليف ما يعيننا على ادائها (وامنعني من السرف) الاسراف يؤدي الى الندامة
القران الكريم والسنة المطهرة وروايات الائمة الاطهار اعطت للمال حدودا وبينت ان هناك ضوابط طوعية وواجبة ومستحبة العبرة بالطريقة التي اكتسب منها المال، المدرسة الاقتصادية الإسلامية من المدارس الاقتصادية الفاعلة بما تمتلك من قوة مناعة تحصن المجتمع ،
القران حدد حدودا حرم بها بعض المكاسب وحرم بعض العلاقات التجارية والنشاطات التجارية وجعل بعض الاتفاقات محرمة مثل المتاجرة بالمسكرات و بالربا الغش وقضايا اخرى،
مدرسة اهل البيت عليهم السلام قدمت للعالم معارف فكر واجتماع و فلسفة اقتصادية سعت لخلق حالة التوازن بين الكسب و الانفاق هذه نظرية( التوفيق) جوهر الفكر الاسلامي الاقتصادي عند اهل البيت سلام الله عليهم علمي عملي فقد ذكر الامام السجاد عليه السلام مجموعة من الامور المهمة كمسألة الهدية مسألة البر مسألة المعاشرة الاجتماعية مسألة الاحسان لمن احسن، القضية مرتبطة بطرفي الكسب و الانفاق وطرف الوقاية من ذهاب المال بغير الوجهة الشرعية لذلك يدعو الامام الله سبحانه ( امنعني من السرف )
استطاع من خلال هذا الدعاء ان يقدم رؤية معرفية بقدرة الله سبحانه وتعالى على المنع والعطاء والتأمل في قضيتي السرف والتبذير، الاسلام عدها من الكبائر، الاسراف الشيء الزائد عن الحدود والتبذير وضع الاموال في غير وجهها ومثل هذه الرؤى عمرت الفكر الانساني ليست كمدرسة ثقافية او اقتصادية بل بالانتماء ،وهوية الدين ليست عبارة عن مفاهيم معروضة ينتقي منها الإنسان ما يلائم شخصيته، الامام يطلب من الله سبحانه وتعالى المنع خشية غياب العقل عن الانسان فيأتي حينها التدخل الالهي بالمنع ،اذا ضعف العقل هناك الداعم لحضور الحكمة الإلهية ليصل الانسان الى مرحلة يشعر حينها ان مثل هذه الامور السلبية تنقص من شخصيته ،من قيمته امام الناس تسلبه مكانته يفقد السيطرة على نفسه تضيع منه فرصه استثمار وقت الفراغ في طاعة الله سبحانه وتعالى،
ينبهنا سماحة السيد احمد الصافي الى قضية معرفية انسانيه تتعلق بحياة الانسان والتصرف السليم بما يمنحه الدين من نعمة جعل الله المال رحمة لنا واعطانا كل شيء فهو لطف من الله سبحانه وتعالى اعطانا العقل والجسم واليد والقلب وهذه موارد رحمة يمكن للإنسان ان يستثمرها يمكن ان تتحول الى موارد نعمة
المال له امكانية التسخير لمرضات الله سبحانه وتعالى وان يستعين بها الانسان على الخير واذا اسيء استعماله يمكن ان يكون اداة من ادوات المعصية ، دعاء الامام السجاد يقرب لنا صورة فكرية ان المنع ارحم من الاسراف ووضع المال في غير موضعه ، تأتي حالة الحصانة حاجز من التلف فالرزق الذي وهبه الله لنا نريد ان نحصنه من التلف، التلف لا يأتي من فراغ وانما يأتي من تراكمات وترسبات المادة والطمع والجشع والانحراف بالذات من اكبر الاخطاء التي يعيشها الانسان حين يشعر بان الانفاق من المال يولد النقص ، حب المال يدفع الى الغواية والشعور بان الانفاق خسارة هذا الشعور هو الذي يوقعه في الفقر الله يوعد اهل الانفاق بالرزق، سماحة السيد احمد الصافي يقرب لنا مفهوم التلف في قول الامام عليه السلام و(حصن رزقي من التلف) ليس التلف هو الحرق وضياع المال التلف الذي ليس هناك استفادة منه ومال مكدس مبتلي بالرشوة والشح والتحايل وشهادة الزور ، الاوزار كلها تقع على ذمة الوارث ولا تقع شيئا على الورثة البحث في مفاهيم الدعاء والعلاقات السلوكية، والمواقف التي تكون المشروع الانساني التركيز على الامور العميقة في ترسبات الحياة، المال فتنة النفس والامام سلام الله عليه طلب من الله ان يمنعه من الاسراف ويحصنه من التلف ثم يطلب محورين اخرين في الدعاء هو ان يوفر الملكية بالبركة والنماء واصابة سبل الهداية في الانفاق، مثل هذا الخطاب يحيلنا لمفهوم الثقافة الحقيقية ومعناها الذي يشتمل على الايمان والالتزام بمعروف الدين ، بعض الومضات التربوية المهمة اراد الخطاب ان يرسخها في اذهاننا ،
مثلا ( المال بلا عمل لا خير فيه)
(لو كان المال فيه خير لجعل الله الاغنياء ورثة الانبياء)
( الانبياء صفوة الله لا احد يناقشهم منحهم الله العلم)
في هذه الجمل دلالات معرفية تعلمنا كيف نتعامل مع النبي صلى الله عليه واله وسلم ،والامور التي يدركها الامام المعصوم هي التي تشكل جذر علمي ثقافي حياتي لابد ان نتعلم منه ،فهل احد يعلم كم صدقة صانت حياته وعائلته من الانحراف، الانفاق سبيل الهداية والحياة الناجحة هي الحياة المحفزة لعمل الخير مشجعة للناس على البر والعطاء