بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمدوآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
جاء في الوافي في الوفيات ج 1 ص 302
ولما توفي الشريف الرضى حضر الوزير فخر الملك وجميع الأشراف والقضاة والشهود والأعيان ودفن في داره بالكرخ ومضى أخوه الشريف المرتضى إلى مشهد موسى بن جعفر لأنه لم يستطع أن ينظرإلى تابوته وصلى عليه الوزير مع جماعة امهم أبو عبد الله ابن المهلوس العلوي ثم دخل الناس أفواجا فصلوا عليه وركب الوزير آخر النهار إلى المشهد بمقابر قريش فعزى المرتضى والزمه العود إلى داره ورثاه المرتضى بمراث كثيرة منها قوله :
يا للرجال لفجعة خدمت يدي ... ووددتها ذهبت على برأسي
ما زلت آبي وردها حتى أتت ... فحسوتها في بعض ما أنا حاس
ومطلتها زمناً فلما صممت ... لم يثنها مطلى وطول مكاسي
لا تنكرا من فيض دمعي عبرة ... فالدمع خير مساعد ومواسى
ومن ورع الرضى أنه اشترى جزازا من امرأة بخمسة دراهم فوجد فيه جزءاً بخط ابن مقلة فأرسل إليها وقال وجدت في جزازك هذا وقيمته خمسة دنانير فإن شئت الجزء وأن شئت خمسة دنانير فابت وقالت ابعتك ما في الجزاز فلم يزل بها حتى أخذت الذهب وقال الخالع : مدحت الرضى بقصيدة فبعث إلى بتسعة وأربعين ردهما فقلت لا شك أن الأديب خانني ثم أني اجتزت بسوق العروس فرأيت رجلا يقول لآخر اتشتري هذا الصحن فإنه أخرج من دار الرضى أبيع بتسعة وأربعين درهما وهو يساوي خمسة دنانير فعلمت أنه كان وقته مضيقاً فاباع الصحن وأنفذ ثمنه إلى ومحاسنه كثيرة ولما توفي الشريف الرضى قال الوزير المغربي يرثيه بقصيدة أولها :
رزء اغار به النعى وأنجدا
منها :
اذكرتنا يا ابن النبي محمد ... يوماً طوى عني أباك محمدا
ولقد عرفت الدهر قبلك سالياً ... إلا عليك فما أطاق تجلدا
ما زلت نصل الدهر يأكل غمده ... حتى رأيتك في حشاه مغمدا