رزنة صالح
أتسلل خلسةً من بين جدران الألم،
أُراقب الأمل بعينين أثقلتهما هالات الخيبة،
عينان تعبتا من الانتظار، وتورّمتا من البكاء الصامت.
أمضغ العبرات…
واحدةً تلو الأخرى، كمن يلوك وجعه على مهل.
أمسح الكثير من الأسماء التي بهتت،
وأشاهد الأقنعة وهي تتساقط من وجوه ظننتها نقية.
ألتف حول نفسي،
أبحث عن جزءٍ مني لم تلوثه الخيبات…
لكنني لا أجدني.
مرة أخرى، أنهض من تحت رُكامي،
أجمع ما تبقى منّي،
وأزحف لرفع برقع الظلام عن صبحٍ نائم في زاوية قلبي.
أجرجر رأسي المثقل باللاشيء،
وأضع زهرة عمري على مقبرة أحلامي،
كمن يعتذر للوقت لأنه لم يثمر.
أُذيب ثلج التساؤلات المتجمدة في داخلي،
أنظف خشب عمري من غبار الخذلان،
أغسل ثياب سعادتي بما تبقى من دموعي،
وأحمل جلدي الثقيل فوق ظهري… وأمشي.
ثم… أقلب وجهي في السماء.
يا رب…
وحدك من تُحيي العظام وهي رميم،
أحيِ هذا القلب المتعب، فإنه يقف على حافة الاحتضار.
ووحده حبك… يحيي ما مات فيّ، ويقيمني من رمادٍ كنت أظنه ترابًا لا يُسقى