رؤيا لبابة
فاطمة السعيدي
على أعتاب الرؤيا أراني أعصر روحي شوقاً لرؤية الملاك الذي ستطّيب به الحياة وتظّللها السعادة.
في عالم الرؤيا صعدت روحي إلى السماء وأنا أغط في نومٍ عميق، رأيت عضواً من أعضاء سيد المرسلين يسقط في بيتي، فاستيقظت على إثرها مذعورة، وبقيت من مشهدها قلقة متخوفة...
ذهبت إلى رسول الله وقد بانت على وجهي علامات الحزن، طلبت منه تأويل رؤيتي...
ترقرقت عيناه بالدموع وارتسمت على محياه الابتسامة.
أي ابتسامه تلك التي سكن لها قلبي، وأشعرتني أن رؤيتي من البشارات السارة، الداعية للابتهاج والفرح والسرور.
قال لي رسول الله(ص) يا لبابة: «خيراً رأيتِ، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم» (1)
انتظرت بفارغ الصبر ولادة ذلك الغلام الذي يبشر الرسول بطلائعه...
عندما اكتمل القمر في الخامس عشر من شهر رمضان شهر الله، أبرك الشهور وأفضلها، في السنة الثانية للهجرة طل على العالم الإسلامي أول الأسباط وأول من اجتمع فيه نور النبوة ونور الإمامة.
أول الأئمة الأمناء من صلب سيد الأوصياء.
أشرقت دنيا الوجود بولادته وشعّت على الناس هدىً ورحمة، وامتلأت ضياءً وسعادة.
الحمد لله الذي وفقني أن أكون مربية له أحمله بين ذراعي واناغيه، فقد اختارني نبي الرحمة ودفعه لي لأكون حاضنه له.
تربى الحسن (ع) على عين النورين علي وفاطمة (عليهما السلام) أمير المؤمنين (ع) يغذيه بحكمته ومثله العليا، والعذراء القديسة أفضل بنات حواء تزرع في نفس وليدها الفضيلة والكمال. والنبي الأكرم يفيض عليه بمكرمات نفسه، ويفرغ عليه أشعة من روحه العظيمة، ويفيض عليه حنانه وعطفه.
التقت في الإمام الحسن جميع العناصر الحية، وسمت طفولته فكانت مثالا للتكامل الإنساني.
وصورة مصغرة عن النبي صل الله عليه وآله، يضارعه في أخلاقه، ويحاكيه في سمو نفسه، وأنه قبس من سناه، فهو ابن رسول الله جسماً ومعنى، أخبرنا رسول الله أن ولده هذا سيد يرشد أمته من بعده إلى طريق الحق، ويهديها إلى سواء السبيل.
.................................................. .
1-حياة الإمام الحسن دراسة وتحليل
*لبابة بنت الحارث الهلالية زوجة العباس بن عبد المطلب