اللهم صل على محمد وآل محمد
قوله تعالى: ( وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلی كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260))البقرة, الآية 260 .
الرّضا (علیه السلام):
- لَمَّا قَدِمَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا (علیه السلام) عَلَی الْمَأْمُونِ أَمَرَ الْفَضْلَ بْنَ سَهْلٍ أَنْ یَجْمَعَ لَهُ أَصْحَابَ الْمَقَالَاتِ مِثْلَ الْجَاثَلِیقِ وَ رَأْسِ الْجَالُوتِ ...
فقَالَ الْمَأْمُونُ لهم أَحْبَبْتُ أَنْ تُنَاظِرُوا ابْنَ عَمِّی.
فَقَالُوا السَّمْعَ وَ الطَّاعَة.
فَلَمَّا دَخَلَ الرِّضَا (علیه السلام) قَامَ الْمَأْمُون ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْجَاثَلِیقِ فَقَال هَذَا ابْنُ عَمِّی فَأُحِبُّ أَنْ تُکَلِّمَهُ وَ تُحَاجَّهُ وَ تُنْصِفَه .
فَقَالَ لَهُ الرِّضَا (علیه السلام) ... یَا نَصْرَانِیُّ أَسْأَلُکَ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَالَ سَلْ فَإِنْ کَانَ عِنْدِی عِلْمُهَا أَجَبْتُکَ .
قَالَ الرِّضَا (علیه السلام) مَا أَنْکَرْتَ أَنَّ عِیسَی (علیه السلام) کَانَ یُحْیِی الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّـهِ عَزَّوَجَلَّ .
قَالَ الْجَاثَلِیقُ أَنْکَرْتُ ذَلِکَ مِنْ قِبَلِ أَنَّ مَنْ أَحْیَا الْمَوْتَی وَ أَبْرَأَ الْأَکْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ فَهُوَ رَبٌّ مُسْتَحِقٌّ لِأَنْ یُعْبَدَ .
قَالَ الرِّضَا (علیه السلام) فَإِنَّ الْیَسَعَ (علیه السلام) قَدْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ عِیسَی (علیه السلام) ... وإِبْرَاهِیمُ (علیه السلام) خَلِیلُ الرَّحْمَنِ حِینَ أَخَذَ الطَّیْرَ فَقَطَعَهُنَّ قِطَعاً ثُمَّ وَضَعَ عَلی کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ نَادَاهُنَّ فَأَقْبَلْنَ سَعْیاً إِلَیْهِ ... .
وَ کُلُّ شَیْءٍ ذَکَرْتُهُ لَکَ مِنْ هَذَا لَا تَقْدِرُ عَلَی دَفْعِهِ لِأَنَّ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ قَدْ نَطَقَتْ بِهِ .
فَإِنْ کَانَ کُلُّ مَنْ أَحْیَا الْمَوْتَی وَ أَبْرَأَ الْأَکْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ الْمَجَانِینَ یُتَّخَذُ رَبّاً مِنْ دُونِ اللَّـهِ فَاتَّخِذْ هَؤُلَاءِ کُلَّهُمْ أَرْبَاباً مَا تَقُولُ یَا یَهُودِیُّ !
قَالَ الْجَاثَلِیقُ الْقَوْلُ قَوْلُکَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه.
---------------
المصادر
- تفسير اهل البيت عليهم السلام ج 2، ص 336 .
- بحارالأنوار، ج 10، ص 305.