إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حال الفتاة المؤمنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حال الفتاة المؤمنة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    هكذا حال كل فتاة مؤمنة ترجو رضا الله تبارك وتعالى، وتعمل للدار الآخرة، فهي حريصة على أن تكون كلُّ خطواتها في هذه الحياة خطى ثابتة ومرْضية ومأجورة عليها، وحريصة على تقوية إيمانها وصلتها بخالقها وبارئها، نجاةً من كثرة الفتن والشهوات التي تعجُّ بها المدارس والجامعات والشوارع ووسائل الإعلام والإنترنت في زمننا هذا.

    وحريصة على مراقبة ربِّها في كل لحظة ولمحة، فلا تجدها أبدًا في موطن شبهة، وإن غابت عن أعين الناس؛ لأنها تعلم أن ربها يعلم خائنة الأعين وما تُخفِي الصدور، ولا يعزُبُ عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

    وحريصة على صلواتها بالمحافظة عليها في أوقاتها، بخشوعها، وواجباتها، ولا تُؤخِّرها عن وقتِها من غير عذر شرعي؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]، وقال سبحانه: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]،وقال عز وجل: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 2].

    والفتاة المؤمنة حريصةٌ على التفوق في دراستها، والتسلح بسلاح العلم والمعرفة، والرفع من مستوى إدراكها للحياة، والقضاء على وقت الفراغ، واستثماره فيما يعود عليها بالخير والمنفعة، ويُحقِّق لها ما تفيد به نفسها ومجتمعها وبنات جنسها؛



    وحريصة على حضور مجالس العلم والقرآن، وتعلُّم ما يخص أمور دينِها مما تُصحِّح به عبادتها وعقيدتها، ويهذب سلوكها وأخلاقها؛ لأنها تعرِفُ كيف تستغلُّ وقتها بشكل جيِّد ومثمر، خلافًا لمن يُضيِّعنه في مجالس الغِيبة والنميمة، وكثرة الكلام الذي أقل ما يقال فيه إنه خالٍ من الفائدة! بغضِّ النظر عن المفاسد الذي يثيرها بين الناس وكثرة الذنوب التي تثقل بها صحائفهن!

    والفتاة المؤمنة حريصةٌ على البر بوالدَيها، وخدمتهما قبل وبعد زواجها، فلا ترفع صوتها فوق صوتهما، ولا تنهرهما أو ترد لهما طلبًا ما دام في حدود المعروف، وتبادِر دائمًا إلى السؤال عنهما، وتفقُّد أحوالهما بشكل مستمر، ولا تمر عليها سجدة أو موضع استجابة إلا ودعت الله لهما بالرحمة والمغفرة حيَّينِ أو ميتينِ،، واضعة نصب عينَيْها دائمًا قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23 - 24].

    وحريصة على حسن التبعُّل لزوجها وطاعته في غير معصية الخالق تبارك وتعالى، وحريصة على السير معه في جوٍّ من التفاهم والتناغم والألفة، والتفنن في خلق أسباب السعادة والهناء، بعيدًا عن المُكدِّرات والمُنغِّصات والروتين الممل،
    وحريصة على تربية أولادها على القيم الإسلامية، والمبادئ النبيلة الهادفة، وغرس مراقبة الله تبارك وتعالى في نفوسهم، وإبعادهم عن كل ما قد يتسبَّب في تلويث فطرتِهم النقية، أو يشوش على أفكارهم وعقولهم البريئة، من رفقة سيئة، وقنوات دخيلة، ومواقع مشبوهة، وغير ذلك من المصادر التي تُشكِّل خطرًا كبيرًا على الكبار، بَلْهَ الصغار!

    فالفتاة المؤمنة عندما تسهرُ على تربية أولادها، فهي تستشعر عظم المسؤولية الموكلة إليها؛ لأنها تقومُ على مشروع بناء مستقبل العزة والنصرة، تقوم على مشروع بناء رجال ونساء يرفعون رأس الأمة عاليًا في يوم من الأيام

    والفتاة المؤمنة حريصة على ألا تكون هي المتأثرةَ، بما حولها وفي بيئتها وداخل بيتها من تجاوزات وتصرفات خارجة عن حدود الشرع والدين، سواء من الأهل أو الصديقات والزميلات في العمل والدراسة... إلخ، بل هي حريصةٌ على أن تكون هي المؤثِّرةَ؛ أي الداعية إلى ما يصلحهم، وفيه الخير لهم في دينهم ودنياهم، وذلك بالكلمة الطيبة، والخلق الراقي، والموعظة الحسنة، والصبر الجميل، والدعاء لهم بالهداية؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

    وحريصة على صحبة الرفقة الصالحة من الأخوات الفاضلات الثقات حتى يُعِنَّها على أمر دينها وطاعتها لربها؛ لأن المؤمنة ضعيفة بنفسها، وعُرْضةٌ للفتور ووساوس الشيطان؛ فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصيةَ، لكنها قوية بالله، ثم بأخواتها الصالحات، فكلما زلّت القدم بادَرْنَها بالنصح والإرشاد


    وهي حريصة على البعد عن كلِّ ما يُغضِب الله جل وعلا، فلا تكلِّم غريبًا ليس من محارمِها بأية وسيلة من الوسائل أو طريقة من الطرق، إلا في حدود الشرع والمعقول، والبُعْد عن الخلوة المحرمة؛ لأنها تعلم أن مجاوزة الحد مما نهى عنه الله ورسوله قبل كل شيء، ثم إن هذا مما يُعرِّضها للفتنة في نفسِها ودينِها، ويسقط من قدرها وهيبتها، ويطعن في صدقها ومروءتها، ويخدش حياءها وعفَّتها، فهي لا تنساق وراء الأوهام والأحلام الوردية، كما يفعل كثيرات ممن قدَّمن عواطفهن على عقولهن، غير مُدرِكات لعواقب الأمور وخطورة ما يقدمن عليه، فيندمن بعد فواتِ الأوان، ولا ينفعهن الندم حينها!

    يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب: 32].

    ويقول سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].



    والفتاة المؤمنة حريصة على أن تكون دُرَّة مكنونة مصونًا بعفَّتها وعفافها، وحجابها (الكامل) المتكامل، الذي يحصّنها ويسترها عن أعين الذئاب البشرية الموجودة في كل زمان ومكان.
    ولما أقول: حجابًا كاملاً متكاملاً، أعني به ذلك الحجاب الذي يكون ثخينًا لا يشفُّ ولا يصِف، فضفاضًا واسعًا غير ضيِّق، ليس زينة في نفسه مما يَلفِت الأنظار، غير مُطيَّب ولا مُعطَّر، ولا يشبه لباس الرجال.


    وأما ما انتشر في هذا الوقت من ستر بعض النساء لرؤوسهن ونسيانهن الباقي،

    فالفتاة المؤمنة حريصةٌ على أن يكون حجابُها كما أمر الله ورسوله، صابرة محتسبة عليه، فيكون لها قربة تتقرَّب به من الله تبارك وتعالى، وعبادة تُؤجَر عليها امتثالاً لأمر ربها سبحانه وتعالى، الذي قال في محكم كتابه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]،


    وغير متأثرة بلباس العابثات اللاهيات الغافلات، اللواتي سقطن ضحايا تلك الدعوات الزائفة التي تُروِّج لها وسائل الإعلام، مستهدفة فئامًا من الشباب المسلم بالأفلام الهابطة الماجنة، والأغاني الساقطة الفاحشة، والبرامج المشككة بثوابت الإسلام ، متنكّرين لكل فضيلة وخلق حسن، داعين إلى كل رذيلة وانحلال خلقي وأخلاقي.

    فالفتاة المسلمة لا تتأثَّر بكل هذا، بل هي ثابتة الخطى، عزيزة النفس، شامخة الرأس، على يقين من دينِها وصدقِ وعد ربها، فخور بتاجِ العفَّة الذي لا يراه فوق رأسِها إلا مَن انساب الإيمان إلى قلبه، وأما من سلب الإيمان، فقد أعمى الله بصره وبصيرته عن رؤيته.

    نعم، إن الفتاة المؤمنة إذا امتثلت أوامر ربِّها، واجتنبت نواهيَه، وكانت لها السيدة الزهراء وابنتها السيدة زينب (عليهما السلام ) خير مثال وقدوة، فإن هذا مما يزيدها جمالاً وجلالاً، ويكسبها مكانةً واحترامًا، وبشراها بما صبرت جنات عدن تجري من تحتها الأنهار، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

    قال سبحانه وتعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، .


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X