بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
هناك من الاحداث التي لو طالعها الباحث بانصاف وتجرد فيصل الى دوافع تلك الاحداث ومبتغياتها واسبابها بصورة جليه لاغبار عليها .
ومن تلك الاحداث قضية اغتيال النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) فهناك قضية الجميع متفق عليها شيعة وسنة وهي قضية عملية اغتيال النبي بعد رجوعه من معركة تبوك ،فنصب بعض الصحابة الذين كانوا معه بعد انصرافهم من الغزوة والذين يسمونهم منافقين عند اهل السنه نصبوا كمين لتنفير ناقة رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ومن ثم القضاء عليه وقتله ؟.
وهذه الحادثة مشهورة ويعرف اسماء هؤلاء الذين تامروا على اغتيال النبي حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله (صلى الله عليه واله ) ومن خلال الكثير من القرائن نستطيع تميزهم عن الاخرين
ولست بصدد شرح القضية مفصلا بقدر ماريد ابين دوافعهم واسباب الاغتيال ؟.
واعادتهم محاولة الاغتيال للنبي بعد رجوعه من حجة الوداع في عقبة هرشى ؟
وان كلا الموامرتين بنفس الدوافع ونفس الغاية وهي اقصاء علي بن ابي طالب من خلافة النبي لان في المرة الاولى نصب رسول الله الامام علي بن ابي طالب خليفة من بعده في المدينة وقال قوله الشهير عند الفريقين ياعلي انت خليفتي من بعدي في كل مؤمن ومؤمنة 1 فجعله خليفه من بعده فهذا الشي يؤرقهم
حيث اعترضوا مرارا بانه لايمكن ان تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد وهم بني هاشم ؟.
واما قضية اغتيال عقبة هرشى فنقلها عدة من مصادر اتباع اهل البيت عليهم السلام منهم سليم بن قيس في كتابه ومنهم القمي في تفسيره ومنهم الشيخ المفيد وغيرهم.
ومخلص القضية كالاتي :
ان رسول الله صلى الله عليه واله خطب في مسجد الخيف في منى وقال لهم اوشك ان ادعى فاجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وان الامر بعدي لعلي بن ابي طالب ،ولكن القوم عملوا ضجة لكي لايسمع رسول الله (صلى الله عليه واله) المسلمين وهناك شواهد حتى من صحيح مسلم ان بعض الرواة يقول قال كلام اصمنيه الناس يعني لم اسمعه بسبب ضجيج الناس، يقول فسالت ابي ماذا يقول رسول الله فقال يقول كلهم من قريش ؟؟ اي خلفائه ؟
فرسول الله بين من هم خلفائه الحقيقين الذين طهرهم الله تطهيرا والذين اجتباهم الله واختارهم لدينه وتراجمه لكتابه وهم اهل بيته الطاهرين ابتداء من علي بن ابي طالب واخرهم الامام الثاني عشر المهدي الذي يملى الارض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا .
فنزلت الاية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)2 .
فقبل ان يصل رسول الله الى مكان عقبة هرشى بغدير خم نزل اليه جبرائيل بهذه الاية مطئنا النبي بعدم وصول شر هؤلاء اليه بقوله والله يعصمك من الناس اي يحفظك منهم
وقضية المؤامرة كما يرويها سليم بن قيس الهلالي أن أول من تعاقد على غصب الخلافة هو أبو بكر وعمر، وكان الأساس الذي تعاقدوا عليه وارتكز عليه سائر معاهداتهم هو: (إن مات محمد أو قتل نزوي هذا الأمر عن أهل بيته فلا يصل أحد منهم الخلافة ما بقينا).
ثم اتصل بهما أبو عبيدة الجراح ومعاذ بن جبل وأخيرا التحق بهم سالم مولى أبي حذيفة وصاروا خمسة، فاجتمعوا ودخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا: (إن مات محمد أو قتل...) وكانت عائشة وحفصة عينين لأبويهما في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع القضايا.
ثم إن أبا بكر وعمر اجتمعا وأرسلا إلى جماعة الطلقاء والمنافقين ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي صلى الله عليه وآله ناقته على عقبة هرشى عند منصرفه من حجة الوداع وهي في طريق مكة قريبة من الجحفة. وكان المتصدين لنفر الناقة أربعة عشر رجلا وقد كانوا عملوا مثل ذلك في غزوة تبوك.
فتقدم الأمر من الله في غدير خم بنصب أمير المؤمنين عليه السلام. ولما دنا رسول الله صلى الله عليه وآله من عقبة هرشى تقدم القوم فتواروا في ثنية العقبة، إلا أن الله صرف الشر عن نبيه وفضح أولئك الأربعة عشر.
فلما دخلوا المدينة اجتمعوا جميعا في دار أبي بكر وكتبوا صحيفة بينهم على ما تعاهدوا عليه في الكعبة. وكان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، وأن الأمر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسالم معهم، ليس بخارج منهم وشهد بذلك أربعة وثلاثون رجلا: هؤلاء أصحاب العقبة وعشرون رجلا آخر منهم أبو سفيان، عكرمة بن أبي جهل، صفوان بن أمية بن خلف، سعيد بن العاص، خالد بن الوليد، عياش بن أبي ربيعة، بشير بن سعيد، سهيل بن عمرو، حكيم بن حزام، صهيب بن سنان، أبو الأعور الأسلمي، مطيع بن الأسود المدري.
وهؤلاء كانوا رؤساء القبائل وأشرافها، وما من رجل من هؤلاء إلا ومعه من الناس خلق عظيم يسمعون له ويطيعون.
وكان الكاتب سعيد بن العاص الأموي، فكتب هو الصحيفة باتفاق منهم في المحرم سنة عشرة من الهجرة. ثم دفعت الصحيفة إلى أبي عبيدة بن الجراح فوجه بها إلى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها .
المصادر
1 : الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 1188
| التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (1188) ، وأحمد (3061)، والنسائي في ((الكبرى)) .
2 : [المائدة:67].
3 : كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - الصفحة ١٥٤.
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
هناك من الاحداث التي لو طالعها الباحث بانصاف وتجرد فيصل الى دوافع تلك الاحداث ومبتغياتها واسبابها بصورة جليه لاغبار عليها .
ومن تلك الاحداث قضية اغتيال النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) فهناك قضية الجميع متفق عليها شيعة وسنة وهي قضية عملية اغتيال النبي بعد رجوعه من معركة تبوك ،فنصب بعض الصحابة الذين كانوا معه بعد انصرافهم من الغزوة والذين يسمونهم منافقين عند اهل السنه نصبوا كمين لتنفير ناقة رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ومن ثم القضاء عليه وقتله ؟.
وهذه الحادثة مشهورة ويعرف اسماء هؤلاء الذين تامروا على اغتيال النبي حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله (صلى الله عليه واله ) ومن خلال الكثير من القرائن نستطيع تميزهم عن الاخرين
ولست بصدد شرح القضية مفصلا بقدر ماريد ابين دوافعهم واسباب الاغتيال ؟.
واعادتهم محاولة الاغتيال للنبي بعد رجوعه من حجة الوداع في عقبة هرشى ؟
وان كلا الموامرتين بنفس الدوافع ونفس الغاية وهي اقصاء علي بن ابي طالب من خلافة النبي لان في المرة الاولى نصب رسول الله الامام علي بن ابي طالب خليفة من بعده في المدينة وقال قوله الشهير عند الفريقين ياعلي انت خليفتي من بعدي في كل مؤمن ومؤمنة 1 فجعله خليفه من بعده فهذا الشي يؤرقهم
حيث اعترضوا مرارا بانه لايمكن ان تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد وهم بني هاشم ؟.
واما قضية اغتيال عقبة هرشى فنقلها عدة من مصادر اتباع اهل البيت عليهم السلام منهم سليم بن قيس في كتابه ومنهم القمي في تفسيره ومنهم الشيخ المفيد وغيرهم.
ومخلص القضية كالاتي :
ان رسول الله صلى الله عليه واله خطب في مسجد الخيف في منى وقال لهم اوشك ان ادعى فاجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وان الامر بعدي لعلي بن ابي طالب ،ولكن القوم عملوا ضجة لكي لايسمع رسول الله (صلى الله عليه واله) المسلمين وهناك شواهد حتى من صحيح مسلم ان بعض الرواة يقول قال كلام اصمنيه الناس يعني لم اسمعه بسبب ضجيج الناس، يقول فسالت ابي ماذا يقول رسول الله فقال يقول كلهم من قريش ؟؟ اي خلفائه ؟
فرسول الله بين من هم خلفائه الحقيقين الذين طهرهم الله تطهيرا والذين اجتباهم الله واختارهم لدينه وتراجمه لكتابه وهم اهل بيته الطاهرين ابتداء من علي بن ابي طالب واخرهم الامام الثاني عشر المهدي الذي يملى الارض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا .
فنزلت الاية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)2 .
فقبل ان يصل رسول الله الى مكان عقبة هرشى بغدير خم نزل اليه جبرائيل بهذه الاية مطئنا النبي بعدم وصول شر هؤلاء اليه بقوله والله يعصمك من الناس اي يحفظك منهم
وقضية المؤامرة كما يرويها سليم بن قيس الهلالي أن أول من تعاقد على غصب الخلافة هو أبو بكر وعمر، وكان الأساس الذي تعاقدوا عليه وارتكز عليه سائر معاهداتهم هو: (إن مات محمد أو قتل نزوي هذا الأمر عن أهل بيته فلا يصل أحد منهم الخلافة ما بقينا).
ثم اتصل بهما أبو عبيدة الجراح ومعاذ بن جبل وأخيرا التحق بهم سالم مولى أبي حذيفة وصاروا خمسة، فاجتمعوا ودخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا: (إن مات محمد أو قتل...) وكانت عائشة وحفصة عينين لأبويهما في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع القضايا.
ثم إن أبا بكر وعمر اجتمعا وأرسلا إلى جماعة الطلقاء والمنافقين ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي صلى الله عليه وآله ناقته على عقبة هرشى عند منصرفه من حجة الوداع وهي في طريق مكة قريبة من الجحفة. وكان المتصدين لنفر الناقة أربعة عشر رجلا وقد كانوا عملوا مثل ذلك في غزوة تبوك.
فتقدم الأمر من الله في غدير خم بنصب أمير المؤمنين عليه السلام. ولما دنا رسول الله صلى الله عليه وآله من عقبة هرشى تقدم القوم فتواروا في ثنية العقبة، إلا أن الله صرف الشر عن نبيه وفضح أولئك الأربعة عشر.
فلما دخلوا المدينة اجتمعوا جميعا في دار أبي بكر وكتبوا صحيفة بينهم على ما تعاهدوا عليه في الكعبة. وكان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، وأن الأمر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسالم معهم، ليس بخارج منهم وشهد بذلك أربعة وثلاثون رجلا: هؤلاء أصحاب العقبة وعشرون رجلا آخر منهم أبو سفيان، عكرمة بن أبي جهل، صفوان بن أمية بن خلف، سعيد بن العاص، خالد بن الوليد، عياش بن أبي ربيعة، بشير بن سعيد، سهيل بن عمرو، حكيم بن حزام، صهيب بن سنان، أبو الأعور الأسلمي، مطيع بن الأسود المدري.
وهؤلاء كانوا رؤساء القبائل وأشرافها، وما من رجل من هؤلاء إلا ومعه من الناس خلق عظيم يسمعون له ويطيعون.
وكان الكاتب سعيد بن العاص الأموي، فكتب هو الصحيفة باتفاق منهم في المحرم سنة عشرة من الهجرة. ثم دفعت الصحيفة إلى أبي عبيدة بن الجراح فوجه بها إلى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها .
المصادر
1 : الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 1188
| التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (1188) ، وأحمد (3061)، والنسائي في ((الكبرى)) .
2 : [المائدة:67].
3 : كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - الصفحة ١٥٤.
تعليق