قرآنيات : ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ )

[م.القريشي]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين

قال تعالى

فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا

1. ورد في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي (ج2، ص59) أن الآية تشير إلى ما كان يفعله العرب في الجاهلية من ذكر آبائهم ومفاخرهم بعد أداء مناسك الحج، فأمرهم الله أن يبدّلوا ذلك بذكر الله تعالى.
2. فـ”قَضَيْتُم مناسِكَكُمْ” أي أتممتم أفعال الحج، وخاصة عند الانصراف من منى، في اليوم الثالث من التشريق.
3. “فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا” أي كما كنتم تذكرون آباءكم في الجاهلية عند منى وتفاخركم بهم، فاجعلوا الذكر لله محل ذلك، بل اشد منه.
4. في تفسير القمي (ج1، ص 74): عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كانوا يذكرون آباءهم في الموقف، فقال الله: فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا».
5. وهذا يعني أنّ الله تعالى يريد من الحاج أن يملأ قلبه ولسانه بذكر الله بعد أن قضى مناسكه، ولا يكون كمن ينسى الله ويشتغل بالأنساب والمآثر الجاهلية.
6. في نور الثقلين (ج1، ص322) عن الإمام الباقر عليه السلام: “كانوا إذا فرغوا من حجهم جلسوا في منى يذكرون مفاخر آبائهم، فأنزل الله هذه الآية”.
7. فمقصود الآية تربية للحاج أن يجعل الحج وسيلة لدوام الذكر، لا مناسبة للفخر والتعالي.
8. وقد استفاد الفقهاء من هذه الآية في أن ذكر الله بعد قضاء المناسك أمر راجح بل مستحب مؤكد.
9. كما أشار السيد الطباطبائي إلى أن “الذكر” في الآية مطلق: يشمل الذكر القلبي واللفظي، فردياً وجماعياً، وكلما كان أكثر خشوعًا وصدقًا، كان أقرب للمقصود الإلهي.
10. خلاصة الآية: بعد أداء المناسك، اجعلوا قلوبكم ولسنتكم مشغولة بذكر الله، بدلاً من أن تكون مشغولة بالفخر والتقاليد القبلية، كما كان يفعل أهل الجاهلية.

المصادر:

• تفسير الميزان، السيد الطباطبائي ج2 ص59
• تفسير القمي، علي بن إبراهيم القمي: [ج1، ص74]
• نور الثقلين، الحويزي: [ج1، ص322]
• الكافي، الكليني: باب فضل الذكر (لمن أراد التوسع)