إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد




    قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهَذَا ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِّيُضِلّ َ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[1].

    ﴿وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ﴾، عطف على الآية السابقة في قوله تعالى: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، أي وأنشأ من الإبل اثنين هما الجمل والناقة ﴿وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ﴾، ذكرا وأنثى.
    ﴿قُلْ﴾، يا محمّد إفحاما للمشركين أيضا: ﴿آلذَّكَرَيْنِ﴾، منهما ﴿حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْن﴾، من ذينك النّوعين‌؟ وحاصل المعنى إنكار أنّ الله حرّم عليهم شيئا من الأنواع الأربعة ذكرا وأنثى أو ما يحمل إناثها ردّا عليهم فإنّهم كانوا يحرّمون ذكور الأنعام كالحام فإنّه إذا أنتجت من صلب الفحل عشرة أبطن حرّموه ولم يمنعوه ماء ولا مرعى، وقالوا: قد حمى ظهره، وكالوصيلة فإنّ الشاة إذا ولدت أنثى فهي لهم وإن ولدت ذكرا فهو لآلهتهم وإن ولدتهما وصلت الأنثى أخاها ويحرّمون إناثها تارة، وكالبحيرة والسائبة فإنّه إذا أنتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا اذنها وخلّوا سبيلها؛ فلا تركب ولا تحلب. وكان الرّجل منهم يقول: إن شفيت فناقتي سائبة ويجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها، وكانوا إذا ولدت النوق البحائر والسوائب فصيلا حيّا حرّموا لحم الفصيل على النساء دون الرّجال وإن ولدت فصيلا ميّتا اشترك الرّجال والنساء في لحم الفصيل ولا يفرّقون بين الذكور والإناث في حقّ الأولاد.

    وقد ورد عَنْ دَاوُدَ اَلرَّقِّيِّ قَالَ: ((سَأَلَنِي بَعْضُ اَلْخَوَارِجِ عَنْ هَذِهِ اَلْآيَةِ: مَا اَلَّذِي أَحَلَّ اَللهُ مِنْ ذَلِكَ وَمَا اَلَّذِي حَرَّمَ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي شَيْءٌ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَأَنَا حَاجٌّ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ: إِنَّ اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحَلَّ فِي اَلْأُضْحِيَّةِ بِمِنًى اَلضَّأْنَ وَاَلْمَعْزَ اَلْأَهْلِيَّةَ وَحَرَّمَ أَنْ يُضَحَّى بِالْجَبَلِيَّةِ وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَمِنَ اَلْإِبِلِ اِثْنَيْنِ وَمِنَ اَلْبَقَرِ اِثْنَيْنِ﴾، فَإِنَّ اَللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَلَّ فِي اَلْأُضْحِيَّةِ اَلْإِبِلَ اَلْعِرَابَ وَحَرَّمَ فِيهَا اَلْبَخَاتِيَّ وَأَحَلَّ اَلْبَقَرَ اَلْأَهْلِيَّةَ أَنْ يُضَحَّى بِهَا وَحَرَّمَ اَلْجَبَلِيَّةَ فَانْصَرَفْتُ إِلَى اَلرَّجُلِ فَأَخْبَرْتُهُ بِهَذَا اَلْجَوَابِ فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ حَمَلَتْهُ اَلْإِبِلُ مِنَ اَلْحِجَازِ))
    [2].
    ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ﴾، أي أكنتم حضورا إذ وصّاكم الله بهذا وأمركم به‌؟ والمراد أنّكم أعلتموه بالسمع والكتب المنزلة وأنتم لا تقرّون بذلك أم شافهكم الله به‌؟ وإذا لم يكن واحدا من الأمرين سقط المذهب وعلم بطلانه.
    ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا﴾، أي من أظلم لنفسه ممّن كذب على الله أضاف إليه تعالى ما لم يكن في أمره وحكمه.
    فمشركي أهل الجاهليّة لمّا حرّموا بعض الأنعام من عند أنفسهم احتجّ الله عليهم على إبطال قولهم بأنّه تعالى إن كان حرّم من هذه الأنعام الذّكر منها وجب أن يكون كلّ‌ ذكورها حراما وإن كان حرّم الأنثى وجب أن يكون كلّ إناثها حراما، وكذلك قوله: ﴿أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ﴾، أي إن كان حرّم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين وجب تحريم الأولاد كلّها لأنّ الأرحام تشتمل على الذكور والإناث فلمّا لم يكن كذلك فثبت أنّها بدع اخترعوها من عند أنفسهم.
    ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ‌﴾، على نفسه بإهلاكها الأبديّ‌، وعلى ربّه بتضييع حقّه ﴿مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اَللّٰهِ‌﴾، بنسبة تحريم ما أحلّه إليه ﴿كَذِباً﴾، ليغير دينه الحقّ‌، كعمرو بن لحيّ المغيّر لدين إسماعيل حيث إنّه بحر البحائر وسيّب السّوائب، وككبرائهم المقرّرون لذلك، و ﴿لِيُضِلَّ‌﴾، ويحرف ﴿اَلنّٰاسَ‌﴾، عن الصّراط المستقيم ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ‌﴾، بسوء عاقبة هذا التّغيير والإضلال.
    وقيل: إن لام (ليضل) لام العاقبة.
    ثمّ هدّد سبحانه المفترين بقوله: ﴿إِنَّ اَللّٰهَ لا يَهْدِي﴾، إلى الحقّ‌، أو إلى ثوابه وطريق الجنّة ﴿اَلْقَوْمَ‌ اَلظّٰالِمِينَ‌﴾، فكيف بقوم هم أظلم النّاس!


    [1] سورة الأنعام، الآية: 144.
    [2] الكافي، ج 4، ص 492.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 10-06-2025, 11:03 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X