بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
المحبة كيف نزرعها في قلوبنا، ثم في بيوتنا، ثم نفيض بها على من حولنا، اقتداءً بسنة أهل البيت عليهم السلام، الذين هم مدرسة المحبة والرحمة.
⭐ زرع المحبة في النفس
قال الإمام علي (عليه السلام):
> «أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها»
(نهج البلاغة، الحكمة 31)
بداية المحبة تكون من الداخل.
أن نتصالح مع أنفسنا، نغفر لأخطائنا، ونعمل على إصلاح أنفسنا برفق لا بعنف.
محبة النفس ليست غروراً، بل احترامها وتهذيبها.
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
> «من لم يهذب نفسه لم ينتفع بعلمه»
(الكافي، ج 1)
كلما طهرت النفس، سهل عليها أن تفيض بالمحبة على غيرها.
⭐ نشر المحبة في العائلة
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
> «إذا أحب الرجل أخاه فليعلمه، فإنه أبقى في الألفة، وأثبت في المودة»
(الكافي، ج2، ص 644)
العائلة هي الحقل الأول الذي نزرع فيه المحبة.
بالكلمة الطيبة، بالابتسامة، بالاحتواء، بالصبر على الزلات.
التربية بالمحبة تصنع جيلاً مطمئناً متزناً.
عن الإمام الباقر (عليه السلام):
> «إنّ الله عزّ وجلّ يحب البيت الذي فيه الصبي يُكرم»
(وسائل الشيعة، ج 15، ص 196)
فكلما أكرمنا أبناءنا وأزواجنا بالرفق والحنان، بارك الله في بيوتنا.
⭐ المحبة في المجتمع
قال الإمام علي (عليه السلام):
> «الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق»
(نهج البلاغة، من عهده لمالك الأشتر)
المحبة المجتمعية تعني الاحترام، والتسامح، وبذل المعروف.
إصلاح ذات البين من أعظم القربات إلى الله.
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
> «صلة الأرحام وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار»
(الكافي، ج2، ص 150)
إذا امتدت المحبة من النفس إلى الأسرة ثم إلى المجتمع، عشنا في أجواء من الرحمة والسكينة كما أراد الله تعالى.