إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب رجب أول شهور السلام: شهر عظيم..أكثروا فيه من الصوم والاستغفار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب رجب أول شهور السلام: شهر عظيم..أكثروا فيه من الصوم والاستغفار

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إن عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حُرُم ذلك الدين القيّم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين}. ويقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلّوا شعائر الله ولا الشهر الحرام}. ويقول تعالى وهو يتحدث عن المواجهة بين المسلمين والمشركين في الشهر الحرام، عندما يعتدي المشركون على المسلمين: {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين}.

    الأهلّة مواقيت للناس والحج:

    هذا اليوم هو أول شهر رجب الحرام، وقد حدّثنا الله تعالى أن الله عندما خلق السموات والأرض وضع نظاماً للشهور، من خلال النظام القمري الذي جعل الله سبحانه فيه الأساس للأوقات التي يستعملها الناس، {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحج}، وقد جعل الله تعالى من هذه الشهور أربعة شهور حُرم، وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرّم ورجب الذي يُطلق عليه رجب الفرد، باعتبار أنه وحده يقع بين شهور ليست من الأشهر الحرم.

    الأشهر الحرم أشهر سلام:

    وقد أراد الله تعالى للناس أن يعيشوا السلام في هذه الشهور الأربعة، فلا يقاتل بعضهم بعضاً مهما كانت ظروف الحرب فيما بينهم، ومهما كانت العناصر التي تدفع الناس إلى القتال، ما يجعل الناس في هذه الفترة يفكرون بالحرب وأضرارها ومحاولة رسم الحلول الناجعة لمشاكلهم من خلال دراستهم للأمور في مصالحهم ومفاسدهم. ولذلك، كانت هذه الأشهر أشهراً حرماً حرّم الله تعالى فيها القتال، وقد شرّع الله ذلك منذ إبراهيم(ع)، وقد كان العرب في الجاهلية يقدّسونها، فيجمّدون كل حروبهم عندما تحلّ هذه الأشهر، فيأخذون بأسباب السلام، حتى أن الإنسان إذا رأى عدوه أو قاتل أبيه، فإنه لا يعرض له بسوء..

    إن هذه الأشهر هي أشهر سلام، ولم يرخّص الله تعالى فيها للمسلمين أن يهجموا على المشركين حتى لو كانوا في حالة حرب معهم، ولكن عندما كان المشركون يعتدون على المسلمين في الشهر الحرام، رخّص الله للمسلمين أن يدافعوا عن أنفسهم.. ونلاحظ أن الله تعالى ركّز على أن لا يظلم الإنسان في هذه الأشهر الحرم نفسه بالانحراف عن خط الله، وقد فسّر بعض المفسّرين هذه الآية بأن لا يظلم الإنسان نفسه بأي محرّم، سواء ما تعلق منه بالقتال أو بظلم الناس من حوله، من كل الأشياء التي تمثل ظلماً للنفس، لأن ظلم النفس يعرّضها لغضب الله وسخطه..

    ومن هنا، فإن هذا الشهر الذي أقبلنا عليه هو شهر سلام، نعيش فيه في مجتمعاتنا الإسلامية روحية السلام، فلا يقتل بعضنا بعضاً، ولا يعتدي بعضنا على بعض، حتى نعيش هذه الروحية التي تجعلنا نتربى على روحية السلام. ومن الطبيعي أن السلام إنما يكون لمن ينفتح علينا بالسلام، أما من ينفتح علينا بالحرب ويعتدي علينا، فإنه لا بد حينها من أن ندافع عن أنفسنا. لذلك، نحن نعتبر أن وجود اليهود في فلسطين واحتلالهم للأرض الإسلامية هو عدوان متواصل، ومن هنا، فإننا نشعر بالحرية في أن نقاتلهم في أيّ وقت، باعتبار أنهم عندما يصرّون على الاستيلاء على الأراضي التي طردوا منها أهلها، فإن هذا يمثل حرباً فعلية..

    رجب.. الأصب الأصم:

    ولهذا الشهر حرمته - كما ورد في الحديث عن رسول الله - في صيامه وقيامه، فعن عبد الله بن عباس قال: كان رسول الله(ص) إذا جاء شهر رجب جمع المسلمين من حوله وقام فيهم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر من كان قبله من الأنبياء فصلى عليهم، ثم قال(ص): "أيها المسلمون، قد أظلّكم شهر عظيم مبارك وهو الشهر الأصب - وقد سُمي بالأصب لأن الله يصبّ فيه رحمته على عباده - يصب فيه الرحمة على من عبده، إلا عبداً مشركاً أو مظهر بدعة في الإسلام.. من صام يوماً واحداً في رجب أُمن من الفزع الأكبر وأُجير من النار.. شهر رجب هو شهر عظيم الخير"..

    وفي "ثواب الأعمال" قال رسول الله(ص): "ألا إن رجب شهر الله الأصمّ، وهو شهر عظيم، وإنما سُمي الأصم لأنه لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً عند الله، وكان أهل الجاهلية يعظّمونه في جاهليتهم، فلما جاء الإسلام لم يزده إلا تعظيماً وفضلاً، ألا وإن رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، ألا ومن صام من رجب إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر، وأطفأ صومه في ذلك اليوم غضب الله، وأغلق عنه باباً من أبواب النار". وقد ورد في الحديث: "رجب شهر الاستغفار لأمتي، فأكثروا فيه من الاستغفار فإنه غفور رحيم".

    شهر الدعوة إلى الله:

    وتتنوع الأعمال في شهر رجب بين يوم وآخر، وفي مقدمة هذه الأعمال عمل "أم داود" الذي هو في منتصف هذا الشهر. وقد كان أئمة أهل البيت(ع) يستفيدون منه في الدعوة إلى الله تعالى، وقد ورد عن "أبي حمزة الثمالي" قال: سمعت علي بن الحسين(ع) يدعو في الحجر - حجر إسماعيل - في غرّة رجب، فأنصتّ إليه وكان يقول: "يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، لكل مسألة منك سمع حاضر، وجواب عتيد، اللهم ومواعيدك الصادقة، وأياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي حوائجي للدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير".

    وكان الإمام الصادق(ع) إذا دخل شهر رجب يدعو بهذا الدعاء وفي كل يوم من أيامه: "خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون إلا لك، وضاع الملمّون إلا بك، وأجدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك، بابك مفتوح للراغبين، وخيرك مبذول للطالبين، وفضلك مباح للسائلين، ونيلك متاح للآملين، رزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك معترض لمن ناواك، عادتك الإحسان إلى المسيئين، وسنّتك الإبقاء على المعتدين، اللهم فاهدني هدى المهتدين، وارزقني اجتهاد المجتهدين، ولا تجعلني من الغافلين المُبعدين واغفر لي يوم الدين".. وكان يدعو بهذا الدعاء عقب كل صلاة وفي الصباح والمساء: "يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ولم يعرفه تحنناً منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعماء والجود، يا ذا المنّ والطَوْل"، وكان الإمام الصادق(ع) يمسك لحيته ويقول: "حرّم شبابي وشيبتي على النار"..

    هذه الشهور الثلاثة - رجب وشعبان ورمضان - هي الشهور التي يفيض الله فيها على عباده بالرحمة والمغفرة والبركة، ولذلك لا بد للإنسان أن يفرّغ نفسه ويحاسبها ويصفّيها، وأن يجلس بين يدي الله في الصباح والمساء، ليستحضر ذنوبه بين يدي ربه ويستغفره منها، والله تعالى يغفر لمن استغفره ويتوب على من تاب إليه.

    شهرالانفتاح على المحبة:

    وفي هذا الشهر، نلتقي بأكثر من مناسبة إسلامية في الجو الإسلامي العام، وبأكثر من مناسبة من مناسبات أهل البيت(ع)، ففي المناسبات الإسلامية نلتقي بذكرى المبعث والإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، وفي الخامس عشر منه نلتقي بذكرى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة. أما مناسبات أهل البيت(ع)، ففي الثالث من رجب وفاة الإمام علي الهادي(ع)، وفي الثامن منه مولد الإمام محمد الجواد(ع)، وفي الثالث عشر منه مولد أمير المؤمنين الإمام عليّ(ع)، وفي الرابع عشر منه وفاة السيدة زينب(ع)، وفي الخامس والعشرين منه وفاة الإمام موسى الكاظم(ع).

    هذا شهر نعيش فيه أكثر من ذكرى إسلامية، وأكثر من موقف روحاني، فعلينا أن ننطلق في هذا الشهر بالمحبة فيما بين المؤمنين، وأن نستزيد فيه من الرحمة وعمل الخير والمحبة والعفو والتسامح عن بعضنا البعض، أن نفتح قلوبنا لله ليغسلها من كل حقد وبغض ونية سوء، أن نقول لربنا عندما ندخل في ساحات رحمته في هذا الشهر وما بعده: يا ربنا، إننا عبادك الخاشعون لك، المطيعون لك، وفّقنا يا ربنا من أجل أن نحب بعضنا بعضاً، وأن نساعد بعضنا بعضاً، وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان، وفّقنا يا ربنا من أجل أن نطهّر أنفسنا من كل ما يغضبك ويسخطك، وأن نحصل على رضاك ولا شيء إلا رضاك، لأن رضاك هو الفوز العظيم والسعادة الكبرى

  • #2

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد


      زاد الله في توفيقكم اختنا الفاضلة ورفع قدركم وسدد خطاكم وجعلنا وإياكم من السائرين على الهدى والتُقى والرشاد .

      احترامنا وتقديرنا لكم ولجهودكم .


      عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
      {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
      }} >>
      >>

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X