إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ديوان كنز المدائح النبوية - لشاعر أهل البيت عادل الكاظمي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    تبارك الله وزادك بركة وسؤددا
    تحيتي وتقديري

    تعليق


    • #12
      تحياتي لك أختي الفاضلة حميدة العسكري
      على مرورك الكريم
      لذكر النبي العظيم الذي غفل مديحه الكثير من الشعراء
      حتى صار الكثير منا لم يألف قصائد الثناء عليه.
      دمتم لكل خير


      تعليق


      • #13
        مَديحُكَ ما يُزَانُ بِهِ الزَّمَانُ ** كَمَا ازْدَانَتْ بِرَوْنَقِكَ الْجِنَانُ(١)
        حَيَاةٌ لِلْقُلوبِ وَفِيهِ تَسْمو ** نُفوسٌ لاَ يُقَارِفُهَا الْهَوَانُ(٢)
        تَسَامَى فِي عُلاَكَ وَفِيكَ وَصْفٌ ** مُحَالٌ أَنْ يُضَمِّنَهُ البَيَانُ
        تَكَفَّلَ رَعْيَهُ القُرْآنُ حِفْظَاً ** وَخَيْرُ الْمَدْحِ مَا ذَكَرَ القُرَانُ(٣)
        قُرِنْتَ بِذِكْرِ رَبِّكَ وَهْوَ مَرْقَىً ** تَقَاصَرَ عَنْ إِبَانَتِهِ اللِّسَانُ(٤)
        وَكَمْ جَهِدَتْ أُمَيَّةُ مَحْوَ ذِكْرٍ ** لِشَخْصِكَ فَازْدَهَى مِنْكَ الكِيَانُ(٥)

        وَرَاموا يُنْزِلُونَكَ عَنْ مَقَامٍ ** تَسَامَى فِيكَ فَانْتَكَصوا وَهَانوا
        وَكَمْ قَدْ حَارَبوكَ فَمَا اسْتَطَاعوا ** بُلوغَ مَآرِبٍ حَتَّى اسْتَكَانوا
        تُحَارِبُهُمْ وَأْنَت بِهِمْ رَحِيمٌ ** وَتُرْعِبُهُمْ وَأَنْتَ لَهُمْ أَمَانُ
        بِأَنَّ النُّورَ لِلْخُفّاشِ تَيْهٌ ** وَيَهْدِيهِ مِنَ اللَّيْلِ الْجَنَانُ(٦)
        وَقَدْ يُشْقِي الوَضِيعَ العِزُّ دَارَاً ** وَيُسْعِدُهُ الْمَذَلَّةُ وَالْهَوَانُ
        قَهَرْتَهُمُ بِدِينٍ جَاءَ غَوْثَاً ** لَهُمْ فَاسْتَسْلَموا خَوْفَاً فَلانُوا

        وَمَا نَاجَزْتَهُمْ يَوْمَاً لِحَرْبٍ ** وَلَمْ تَهْجِمْ عَلَيْهِمْ حَيْثُ كَانوا(٧)
        وَكَانَ سِلاَحُكَ القُرْآنُ نُورَاً ** فَمَا رَاعَوْا لَهُ قَدْرَاً وَصَانُوا
        بِكَ ارْتَفَعْت لَهُمْ أَعْلاَمُ مُلْكٍ ** فَآلَ الأَمْرُ أَنْ مَلَكوا فَخَانُوا
        فَلَمْ يُبْقُوا لأَهْلِكَ مِنْ نَقِيبٍ ** وَلَمْ يُهْلِكْهُ سَيْفٌ أَوْ سِنَانُ
        عَبَادِيدَاً مَضَوْا وَاحَرَّ قَلْبِي ** وَيَجْمَعُهَا عَلَى الْمَوْتِ الطِّعَانُ(٨)
        أَ مِثْلُ بَنِيكَ سَاروا لِلْمَنَايَا ** وَحَادِيهَا الطَّلِيقُ الْمُسْتَهَانُ
        وَتِلْكَ أُمَيَّةُ ظُلْمَاً تَمَادَتْ ** فَحَقَّ لَهَا مِنَ اللهِ اللِّعَانُ(٩)

        وَكَانَ شِعَارُهُمْ دَفْنَاً وَدَفْنَاً ** لِذِكْرِكَ فَاسْتَهَلَّ بِكَ الزَّمَانُ(١٠)
        فَأَيُّ هُنَيْهَةٍ لَمْ تَغْدُ فِيهَا ** ولم يُشْغَلْ بِمِدْحَتِكَ الأَوَانُ(١١)
        مَدِيِحُكَ تَاجُ أَرْبَابِ الْمَعَالِي ** بِهِ تَتَزَيّنُ الْمِنَنُ الْحِسَانُ
        وَجُزْتَ الفَضْلَ حَتّى صِرْتَ فَرْدَاً ** بِشِرْعَتِهِ جَمِيعُ الرُّسْلِ دَانُوا
        تُوُفّوا مُسْلِمِينَ وَأَنْتَ فِيهِمْ ** لأَوَّلُ مُسْلِمٍ وَبِكَ الضَّمَانُ
        رَسُولَ العَالَمِينَ بَلَغْتَ شَأْوَاً ** تَضَاءَلَ دونَهُ لِلرُّسْلِ شَانُ
        وَتَاهَتْ فِيكَ أَفْكَارُ وَحَارَتْ ** بِمَا قَدْ حُزْتَهُ إِنْسٌ وَجَانُ
        فَقُرْبُكَ مِنْ إِلَهِ العَرْشِ حَتَّى ** عَرَجْتَ لَهُ وَكَانَ لَكَ العَيَانُ
        بِعَيْنِ القَلْبِ لاَ عَيْنٌ تَرَاهُ ** فَلَيْسَ يُحِيطُ خَالِقِنَا مَكَانُ
        فَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ تَعَالَى ** عَنِ الإِدْرَاكَ يُبْصِرُهُ الْجَنَانُ(١٢)

        فَدَعْ مَا قَالَهُ السُّفَهَاءُ جَهْلاً ** مَقَالٌ لِلضَّلاَلَةِ تُرْجُمَانُ
        فَتَشْبِيهٌ وَتَجْسِيمٌ فَوَجْهٌ ** لَهُ عَيْنَانِ ثُمَّ لَهُ أَذَانُ(١٣)
        وَإِنَّ لَهُ يَدَيْنِ وَثُمَّ سَاقَاً ** يَلِيقُ بِشَأْنهِ ذَاكَ الكِيَانُ
        وَيَجْلُسُ فَوْقَ عَرْشٍ ذِي أَطِيطٍ ** يُطَوِّقُهُ هُنَالِكَ أُفْعُوَانُ(١٤)
        وَتَحْمِلُهُ مِنَ الأَوْعَالِ عَدَّاً ** ثَمَانِيَةٌ شَدِيدَاتٌ عَوَانُ(١٥)
        فَإِنْ غَضِبَ الإِلَهُ يَزِدْهُ ثِقْلاً ** عَلَيْهَا العَرْشُ يُجْمِلُهَا اتِّزَانُ
        وَإِنْ رَضِي الإِلَهُ كَفَاهُ وَزْنَاً ** فَيُرْخَى مِنْ شَكَائِمِهَا العِنَانُ

        وَقَالوا: إِنَّ فِي رِجْلَيْهِ نَعْلاً ** عَلَيهِ التِّبْرُ يَسْجُدُ وَالْجُمَانُ(١٦)
        وَأَمْرَدُ شَعْرُهُ قَطَطٌ وَجَعْدٌ ** يُوَشِّحُهُ هُنَاكَ الطَّيْلَسَانُ(١٧)
        وَلَيْسَ بِكَفِّهِ أَسَفِي عَلَيْهِ ** كَمَا زَانَ الأَكُفَّ الصَّوْلَجَانُ(١٨)
        فَذَا رَبُّ الدَّوَاعَشِ كَيْفَ يُمْسِي ** وَلَمْ تَرْقُصْ بِحَضْرَتِهِ القِيَانُ(١٩)
        فَهَلْ زَادَتْ عَلَيْهِ بَنُو سُعُودٍ ** مُلوكَاً حَوْلَهَا الغِيدُ الْحِسَانُ
        تُرَاقِصُهُمْ وَهُمْ فِي عِزِّ مُلْكٍ ** وَقَدَ مُلِئَتْ مِنَ الصَّهْباءِ حَانُ(٢٠)

        بِهَذَا وَحّدَ الرَّحْمَنَ قَوْمٌ ** كَتَابَ اللهِ وَالتَّوْحيدَ خَانُوا
        بِهَذَا الْجَهْلِ قَدْ سَفَكُوا دِمَانَا ** بِدَعْوَى الشِّرْكِ لاَ وُجِدوا وَكَانُوا
        رَمَوْنَا بِالَّذِي هُمْ فِيهِ غَرْقَى ** ضَلاَلاً إِنَّ مُفْتِيهَا الأَتَانُ(٢١)
        أَحَلّوا سَفْكَ كُلِّ دَمٍ حَرَامٍ ** وَمِلءُ قُلوبِهِمْ غِشٌّ وَرَانُ(٢٢)
        كَأَنَّ الدّينَ خُصَّ بِهِمْ وَبَاقِي ** عِيَالِ اللهِ يُهْلِكُهَا الطِّعَانَُ
        لَقَدْ حَارَبْتُمُ الإِسْلاَمَ دِينَاً ** رِسَالَتُهُ الكَرَامَةُ وَالأَمَانُ
        أَتَى لِيُتَمِّمَ الأَخْلاَقَ فِينَا ** بِحُبٍّ لاَ يُفَارِقُهُ الْحَنَانُ
        بِحُبِّ النَّاسِ كُلِّ النَّاسِ طُرَّاً ** فَلاَ سَيْفٌ يُسَلُّ وَلاَ سِنَانُ
        وَحَقِّ النَّاسِ فِي عَيْشٍ كَريمٍ ** لَدَى الإسْلاَمِ ذَا حَقٌّ يُصَانُ
        وَعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِعُ البَرَايَا ** فَيَشْمِلُهَا مِنَ الْحَقِّ امْتِنَانُ
        لَطيفٌ بِالعِبَادِ لَقَدْ بَرَاهُمْ ** لِرَحْمَتِهِ بِذَا نَطَقَ القُرَانُ

        وَسُنَّةُ أَحْمَدٍ بِالرِّفْقِ جَاءَتْ ** بِكُلِّ النَّاسِ مَا بَلَغَ الزَّمَانُ
        حِسَابُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْـ ** ـقِيَامَةِ كُلُّنَا فِيهِ مُدَانُ
        فَإِنْ ظَلَموا فَمَثْوَاهُمْ جَحِيمٌ ** وَإنْ سُعِدُوا فَأَجْرُهُمُ الْجَنَانُ
        وَرَحْمَةُ رَبِّكَ الغَفَّارُ أَجْدَى ** وَأَنْدَى أَنْ يُفَصِّلُهَا بَيَانُ
        حَنَانَكَ رَبَّنَا فَاغْفِرْ ذُنوبَاً ** تَنوءُ بِحَمْلِهَا الشُّمُّ الرِّعَانُ(٢٣)
        وَبَارِكْ فِي شَفَاعَةِ خَيْرِ مُنْجٍ ** إِذَا مَا أَعْوَزَ الْجَانِي الأَمَانُ
        عَلَيْهِ صَلاَةُ رَبِّي مَا تَوَشَّى ** بِنَظْمِ مَدِيحِهِ الدُّرُّ الْمُصَانُ
        وَلِلآلِ الكِرَامِ صَلاَةُ رَبِّي ** بِهَا أَبْيَاتُ مَدْحِهِمُ تُزَانُ
        شعر: عادل الكاظمي
        ــــــــــــــــــــــــــــ
        ١- الرَّوْنَقُ: الحُسْن والبهاء والإشراق.
        ٢- قَارَفَ الشَّيءَ: قاربَهُ وخالطه.
        ٣- القُرَانُ: من أسماء القرآن وهو اسم الكتاب العزيز كالتوراة والإنجيل وليس بمشتق من قرأتُ.
        ٤- هو اقتران اسم النبي باسم الله تعالى في الشهادتين والأذان والإقامة وغيرها.
        ٥- الكِيَانُ: الوجود والخليقة.
        ٦- الْخُفَّاشُ: حيوان معروف. الْجَنَانُ: شِدّةُ ظُلمةِ الليل.
        ٧- نَاجَزَهُ الْحَرْبَ: نازله، وقاتله.
        ٨- العَبَاديدُ: من الناس هي الفرق الذاهبة في كل وجه ويطلق على المُشَرَّدينَ. ووردت في زيارة الجامعة غير المشهورة: «وَشَمْلُكُمْ عَبَاديدُ تُفْنِيهِمُ العَبيدُ وَأَبْنَاءُ العَبِيدِ...الخ».
        ٩- اللِّعَانُ: واحدها اللعنة وهو اسم من لَعَنَ يَلْعَنُ.
        ١٠- دَفْنَاً دَفْنَاً: الشعار الذي رفعه معاوية طامعاً في دفن ذكره النبي لما سمع صوت المؤذن يوماً قائلاً لم يرضَ ابن أبي كبشة أن يكون نبياً حتى قرن اسمه باسم ربه. وابن أبي كبشة أحد أجداد النبي وكان يوشك أن يكون نبياً في خلقه ونصيحته لقومه فظنت قريش أن النبي أخذ الفكرة عن جده ولكنه زاد عنه بأنه ادعى النبوة.
        ١١- الهُنَيْهَةُ: اللّحْظَةُ القَصِيرَةُ. الأوان مفردها آونة: الحِين.
        ١٢- الْجَنَانُ: من أسماء القلب.
        ١٣- أَذَانُ: هي في الأصل الآذان وتخفيفها للضرورة وهي أداة السمع.
        ١٤- أُفْعُوَانُ: إنثى الأفعى.
        ١٥- الأَوْعَالُ: مفردها الوَعْلُ وهو تَيْسُ الجَبَل. العَوَانُ: المتوسِّطةُ في العمر بين الصِّغر والكبر من البهائم وغيرها وهذا الوصف مني كناية عن شدة تلك الأوعال لقدرتها على حمل العرش.
        ١٦- التّبْر: الذهب الخالص. الْجُمانُ: الفضة ويطلق على حَبٌّ يُصاغُ من الفضة على شكل اللؤلؤ.
        ١٧- الأَمْرَدُ: هو الشاب في حديث الشاب الأمرد إله الوهابيين الدواعش وما يتعلق به من صفات. الشعر القَطَطُ: القصير. الْجَعْدُ: الشعر القصير الملتوي.
        ١٨- صَوْلَجانُ المُلْك: عصاً يَحْملها المَلِك ترمز لسلطانه.
        ١٩- القَيْنَةُ: الأمَةُ وغلب على المُغنِّية.
        ٢٠- الصَّهْبَاءُ: الخمرة. الحانُ: مكان تعاطي الخمرة.
        ٢١- الأَتَانُ: أنثى الحمار.
        ٢٢- الرّانُ: السواد الذي يغطي القلب من ذنوب وغيرها. قال تعالى: «كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ» والرَّانُ والرَّيْنُ واحد.
        ٢٣-الرِّعَانُ: قمم الجبال واحدها الرعْنُ. الشُّمُّ: العالية.

        تعليق


        • #14
          بوركت
          معلومات مهمة ومفيدة

          تعليق


          • #15
            أخي باسم الربيعي الموقر
            كلماتك تسرني جعلك الله من السائرين على نهج النبي وآله
            ودمتم

            تعليق


            • #16
              أَنَا لاَ أَشْكو إِلَى أَحَدِ ** مِنْ خُطوبٍ حَطَّمَتْ جَلَدِي(١)
              وَنِدَائِي كُلّ آوِنَةٍ ** (يَا رَسولَ اللهِ خُذْ بِيَدِي)(٢)
              كَيْفَ أَنْسَى مَنْ غَدَا أَمَلِي ** وَرَجَائِي وَهْوَ مُعْتَمَدِي
              خَيْرُ مَنْ تُرْجَى شَفَاعَتُهُ ** مَا سِوَاهُ الْمُرْتَجَى لِغَدِ
              رَحْمَةُ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ ** كُلَّ شَيْءٍ مِنْحَةَ الصَّمَدِ(٣)
              أَشْرَقَتْ بِالنُّورِ بِعْثَتُهُ ** وَهْوَ نُورُ الخَالِقِ الأَبَدِي
              خَاتَمٌ لِلرُّسْلِ أَوَّلُهُمْ ** طَاعَةً لِلْوَاحِدِ الأَحَدِ
              فَاقَ كُلَّ الرُّسْلِ فِي رُتَبِ ** طَارِفَاتِ البَدْءِ وَالتُّلُدِ(٤)
              خَصَّهَا بِالْمُصَطَفى شَرَفاً ** لَمْ تَنَلْهَا أَعْيُنُ الرَّصَدِ(٥)
              لاَ وَلاَ بِالوَهْمُ تُدْرِكُهَا ** جَائِلاَتُ الفِكْرِ وَالْخَلَدِ(٦)
              حَازَ مَا خُصَّتْ بِجَوْهَرِهِ ** جَوْهَرٍ بِالنُّورِ مُنْفَرِدِ
              مُعْجِزَاتٍ مِنْهُ ظَاهِرَةً ** لَمْ يَحُزْهَا قَبْلُ مِنْ أَحَدِ
              كَانْشِقَاقِ البَدْرِ آيَتُهُ ** أُحْكِمَتْ تُتْلَى مَدَى الأَمَدِ
              وَانْصِبَابِ الْمَاءِ مِنْ يَدِهِ ** وَشِفَاءِ العَيْنِ مِنْ رَمَدِ
              وَحَنِينِ الْجِذْعِ مِنْ كَلَفٍ** كَعَليلٍ أَنَّ مِنْ جَهَدِ
              ثُمَّ سَلاَّهُ وَصَبَّرَهُ ** بِمَقَالٍ عَاطِفٍ وَيَدِ(٧)
              مَسَّتِ الأَحْجَارَ فَانْبَجَسَتْ ** أَعْيُنٌ ثَجَّاجَةَ الزَّبَدِ(٨)
              حِينَ ضَجَّ الْجَيْشُ مِنْ ظَمَإٍ ** فَسَقَاهُمْ ذَائِبَ الْبَرَدِ(٩)
              وَاشْتَكَوْا جُوعَاً فَأَطْعَمَهُمْ ** صَاعَ مِنْ تَمْرٍ وَلَمْ يَزِدِ
              شَبِعُوا طُرَّاً بِمُعْجِزَةٍ ** مِثْلُهَا فِي الفَضْلِ لَمْ أَجِدِ(١٠)
              غَيْرَ يَوْمِ الدَّارِ حِينَ دَعَا ** أَهْلَهُ لِلدِّينِ يَوْمَ بُدِي(١١)
              إذْ دَعَا الْهَادِي عَشِيرَتَهُ ** قَارَبُوا الْخَمْسِينَ فِي الْعَدَدِ
              وَبِمُدٍّ كُلُّهُمْ شَبِعُوا ** مَدَّ ذَاكَ الْمُدَّ بِالْمَدَدِ(١٢)
              مُظْهِرَاً فِيهِمْ كَرَامَتَهُ ** مُنْذِرَاً لَمْ يَلْقَ مِنْ سَنَدِ
              كُلُّهُمْ أَبْدَوْا تَأَبُّدَهُمْ ** وَنَأَوْا عَنْ نَصْرِ ذِي السُّدَدِ(١٣)
              لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُ حَيْدَرَةٍ ** مِثْلُهُ الآمَالُ لَمْ تَلِدِ
              أَحْدَثُ الْحُضَّارِ سَادَ بِهِمْ ** ذَاكَ فَضْلُ الوَاهِبِ الأَحَدِ
              فَغَدَا لِلْمُصْطَفَى سَنَدَاً ** وَوَزِيرَاً خَيْرَ مُعْتَمَدِ
              وَوَصِيَّاً خَتْمُ بَيْعَتِهِ ** يَوْمَ خُمٍّ خَابَ ذُو الْجَحَدِ
              أَنْكَروهَا خَابَ مُنْكِرُهَا ** يَوْمَ حَشْرِ الْخَلْقِ لِلْقَوَدِ(١٤)
              إِنَّ فِيهَا ذِكْرَ قَاهِرِهِمْ ** قَاتِلِ الآبَاءِ وَالْوَلَدِ
              هَادِمِ الأَصْنَامِ مَاحِقِهَا ** عَنْ فِنَاءِ البَيْتِ لِلأَبَدِ
              كَيْفَ لَمْ يُخْفُوا فَضَائِلَهُ ** وَهْيَ تَرْمِي العَيْشَ بِالنَّكَدِ؟
              حَارَبوا الْهَادي بِفِعْلَتِهِمْ ** كَيْفَ يَجْزِيهِمْ غَدَاةَ غَدِ؟
              إِنْ أَتَى فِي طَيِّ مُعْجِزَةٍ ** ذِكْرُ حَامِي الدِّيِن فِي الشِّدَدِ
              أَغْفَلَ الضُّلاّلُ آيَتَهَا ** وَصَحِيحَ الْمَتْنِ وَالسَّنَدِ
              إِنَّمَا بُغْضَاً لِمَنْ نَزَلَتْ ** فِيهِ آيُ الذِّكْرِ ذِي الرَّشَدِ
              كَرُجُوعِ الشَّمْسِ مُذْ غَرُبَتْ ** لِتُمِيتَ الشُّمْسَ فِي كَمَدِ(١٥)
              لَجَّ فِي تَكْذِيبِهَا زُمَرٌ ** كَشَّفَتْ عَنْ سُوءِ مُعْتَقَدِ
              حَيْثُ فِيهَا فَضْلُ حَيْدَرَةٍ ** حِينَ أَدَّى الفَرْضَ لِلصَّمَدِ
              مَنْ أَقَامَ الدِّينَ صِارِمُهُ ** فِي رَحَا بَدْرٍ وَفِي أُحُدِ
              وَحُروبٍ خَلْفَهَا ارْتَدَفَتْ ** جَازَتِ السَّبْعينَ فِي العَدَدِ
              مَا فَتَاهَا وَابْنُ بَجْدَتِهَا ** غَيْرُ مُجْلِي الكَرْبِ وَالشِّدَدِ
              عَنْ رَسولِ اللهِ مُفْتَدِيَاً ** بَاذِلاً لِلرُّوحِ وَالْجَسَدِ
              يَوْمَ وَلَّى الْجَيْشُ مُنْهَزِمَاً ** فِيهِمُ تَيْمٌ غَدَا وَعَدِي(١٦)
              فَلِذَا الأَقْوَامُ قَدْ كَشَفَتْ ** عَنْ خَبَايَا الْحِقْدِ وَالْحَسَدِ
              إِذْ رَمَوْا ظُلْمَا فَضَائِلَهُ ** أَسْهُمَاً لِلْكَذْبِ وَالفَنَدِ
              يَا لَجَهْلِ القَوْمِ قَدْ حَسِبوا ** حَجْبَ نُورَ الشَّمْسِ بِالْبُرَدِ(١٧)
              إَنَّ مَنْ فِي الذِّكْرِ مِدْحَتُهُ ** لاَ يُرَّجِي الْمَدْحَ مِنْ أَحَدِ
              هَيْكَلٌ فَرْدٌ بِجَوْهَرِهِ ** بَاذِخُ الأَرْكَانِ وَالعُمُدِ
              نَفْسُ طَهَ خَيْرِ مُبْتَعَثٍ ** وَرَسولِ الْبَارِئِ الصَّمَدِ
              مِثْلِ هَارُونٍ بِأُمَّتِهِ ** حَيْدَرٌ مُوتوا مِنَ الكَمَدِ
              غَيْرَ مَا خُصَّ النَّبِيُّ بِهِ ** بِاصْطِفَاءٍ فِيهِ مُنْفَرِدِ
              خَاتَمٍ لِلرُّسْلِ أَعَظَمِهِمْ ** أَحْمَدِ الْمَبْعوثِ بِالرَّشَدِ
              وَأَبو السِّبْطَيْنِ يَتْبَعُهُ ** كَاتِّبَاعِ الشِّبْلِ لِلأَسَدِ
              شَادَ دِينَ اللهِ مُدَّرِعَا ** بِاشْتِدَادِ الْقَلْبِ وَالعَضُدِ
              فَعَلِيٌّ لِلْهُدَى جَسَدٌ ** وَالنِّبِيُّ الرُّوحُ فِي الْجَسَدِ
              وَهُمَا أَوْلَى بِأَنْفُسِنَا ** وَبِأَهْلِينَا وَبِالْوَلَدِ
              أَصْلُ دِينِ اللهِ غَايَتُهُ ** فَبِهِمْ دِينُ الإلَهِ بُدِي
              مَنَ يُرِدْ فَوْزَاً بِآخِرَةٍ ** وَيَعِشْ فِي الأَمْنِ وَالرَّغَدِ
              فَلْيُوَالِ مَنْ عَلاَ شَرَفَاً ** يَوْمَ خُمٍّ مَجْدُهُ الأَبَدِي
              صَارَ لِلْهَادِي خَلِيفَتَهُ ** بَايَعُوا طَوْعَاً لَهُ بِيَدِ
              ثُمَّ خَانوهُ تُجاذبهُمْ ** سَالِفَاتُ الثَّأْرِ بِالْحَرَدِ(١٨)
              فَبِهِ امْتَازَ النِّفَاقُ مِنَ الصِّـ - ـدْقِ وَالإِيمَانِ وَالسَّدَدِ
              بَيْنَ مُنْحَلٍّ لِرِبْقَتِهِ ** خَسِرَ الأُخْرَى وَمُنْعَقِدِ(١٩)
              وَلزومُ النَّاسِ بَيْعَتَهُ ** خَيْرُ مَنْجَاةِ وَمُلْتَحَدِ(٢٠)
              وَنِدَائِي فِي الْحَيَاةِ وَفِي ** يِوْمِ حَشْرِي عَنْهُ لَمْ أَحُدِ
              لَيْسًَ لِي إِلاّكَ يَشْفَعُ لِي ** « يَا َرسولَ اللهِ خُذْ بِيَدِي »
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              ١- الْجَلَدُ: الصبر على تحمل الصعاب.
              ٢- الشطر بين قوسين مقتبس من جزء من مطلع قصيدة منسوبة للسلطان عبد الحميد الأول وهو قوله
              يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ** ما لي سواك ولا ألوى على أحد
              ٣- الْمِنْحَةُ: الْهِبَةُ والعَطيّة.
              ٤- الطّارِفَاتُ: مفردها الطارِفةُ وهي القديمة وهي خلاف التُّلُدُ.
              ٥- مقامات النبي (ص) هي أوسع وأخفى من تنالها أعين الراصدين مهما بلغت غوص الفطن وغور الأوهام والفكر.
              ٦- الْخَلَدُ: ما تحدث النفس به وجلائلات الفكر: ما تجول به الأفكار في ثناياها وثنياتها.
              ٧- الجذع الذي كان يخطب عليه رسول الله ولما أبدله بمنبره الشريف سمع لذلك الجذع أنيناً وحسرة على فراق النبي له حتى واساه النبي بكلمات اختفى بعده صوت الجذع وكان يسمعه كل مر به.
              ٨- العيون الثَّجَاجةُ: الغزيرة الماء بتدافع ما يجعلها كآنها ترمي زبداً.
              ٩- ذَائِبُ الْبَرَدِ: ماء الثلج الذائب.
              ١٠- وهذا جانب من معاجزه يعرفها كل مسلم يهمه أمر الرسول (ص) فلا إطناب في بيانها.
              ١١- يوم الدار يوم نزول آية وأنذر عشريتك الأقربين وما تلاها من أحداث إنذار النبي قومه بني هاشم ولا يخفى أمر هذا على أحد.
              ١٢- الْمُدُّ: مكيال قديم اختلف في مقداره وهو عند أهل العراق رطلان إي ٢٤ أوقية وهذا لا يكفي إلا لعدد يسير من الناس فكيف لجيش جرّار؟. الْمَدَدُ: ما يُمَدُّ به الشيء من غوثٍ وعون.
              ١٣- التَّأَبُّدُ: هنا التَّوَحُّشُ من فعلٍ والتَّنَكُّرُ له. السُّدَدُ: مفردها سُدَّةُ وهي المنصب والمقام والرتبة ومنها سُدَّةُ الحكم.
              ١٤- القَوَدُ: القصاص واستيفاء الحقوق.
              ١٥- الشَّمْسُ(بفتح الشين): كوكب معروف. الشُّمْسُ (بضمِّ الشين): الحمير التي تَشْمِسُ وتعاند راكبها وزاجرها فتحرن وكذلك النواصب من حمير البشر.
              ١٦- تَيْمُ: أبو بكر التيمي أول الحكام المسلمين. عَدِي: عمر بن الخطاب العدوي.
              ١٧- الْبُرَدِ: واحدها البردة وهي كساء مخطط يلتحف به.
              ١٨- تُجاذبهُمْ: تُنَازِعُهُمْ بين قَبولٍ وَرَدٍّ. سالفاتُ الثّأر: الثّأر القديم الزمن. الْحَرَدُ: من حَرَدَ فُلانٌ: اعْتَزَلَ.
              ١٩- مُنْحَلُّ الرِّبْقَةِ: الذي يلقي حبله على غاربه في نقض العهود والربقة: القَيْدُ.
              ٢٠- الْمُلْتَحَدُ: الْمَلْجَأُ والْمَلاذُ.

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X