بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
الحمد لله الذي خلق من النفس البشرية زوجًا، وجعل بين القلوب مودة ورحمة، والصلاة والسلام على من قال: "خيركم خيركم لأهله"، محمد وآله الطاهرين، الذين جسّدوا بيوتهم مدرسةً للخلق، ومأوىً للسكينة، ومصنعًا للقداسة.
ما أغلى الأسرة! وما أعظم هذا الكيان إذا أُقيم على أساس الحب والمسؤولية والطاعة لله!
الأسرة ليست فقط عشًّا دافئًا، بل هي أمانة في رقبتك، سيسألك الله عنها في أول محطة من محطات الحساب.
🏡 أولًا: الزواج ليس عقدًا، بل عهدٌ مع الله
قال الله عز وجل:
﴿وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا﴾ (النساء: 21)
🔹 زواجك ليس مجرد ورقة، بل هو ميثاق عظيم، هو وعد قطعته أمام الله أن تكون راعيًا، مسؤولًا، محسنًا، رحيمًا.
🔸 ومن تنكّر لهذا العهد، فقد نقض ما بينه وبين الله، قبل أن يُقصّر في حق من يعيش معه.
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام):
"فأن تعلم أنّ الله جعلها سكناً ومستراحاً وأنساً وواقية..."
🔹 هي ليست مجرد شريكة، بل سكينةٌ لروحك، وملجأ قلبك، ودرعك حين تكسر الحياة فيك شيئًا.
ثانيًا: الأسرة امتحان في الرحمة، والرحيم ينجح
عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)
:
"من لا يَرحم، لا يُرحم"
🔸 تريد رحمة من الله؟ ابدأ من بيتك..."من لا يَرحم، لا يُرحم"
🔹 أعد ترتيب قلبك: هل هو ملجأ لأولادك؟ هل هو سند لزوجتك؟
🔹 هل البيت حين تدخل فيه الأرواح تشعر أنها وُضعت على صدرها لا على كتفها؟
كن قلبًا واسعًا يحتمل، لا نارًا تحرق وتؤذي.
👨👩👧👦 ثالثًا: الأبوان رُسُل تربية، لا أرباب سلطة
قال الإمام علي (عليه السلام):
"إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته"
🔸 إذا لم تزرع الحب، سيزرع فيه غيرك الخوف،🔸 إذا لم تروِه بالإيمان، ستسقيه الحياة بالضياع،
🔸 الطفل أمانة… لا يصح أن نكون أول جرح له في هذه الدنيا.
🧕 رابعًا: الأم ليست خادمة، بل وطن
قال الإمام زين العابدين (عليه الس
لام):
"أعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحدٌ أحدًا..."
🔹 الأم تعطي من روحها قبل جسدها،"أعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحدٌ أحدًا..."
🔹 تسهر لتنام، تجوع لتُشبع، تبتسم لتُفرح…
كل بيت لا يُقدّر الأم، بيتٌ لا يعرف معنى النور.
🛑 خامسًا: وقتك في بيتك… عبادة مقدسة
عن النبي (صلى الله عليه
وآله):
"جلوس الرجل عند عياله أحبّ إلى الله من اعتكاف في مسجدي هذا"
🔸 ما أعظمها عبادة!"جلوس الرجل عند عياله أحبّ إلى الله من اعتكاف في مسجدي هذا"
🔹 أن تجلس وتُضحك أطفالك، تمسح دموع زوجتك، تشرح صدورهم، تحل مشاكلهم، تستمع، تحتضن، تحنو…
هذا هو الدين الحقيقي، لا شعائر فقط، بل قلوب نُصلحها في البيوت.
هل تفكّرت اليوم في هذا السؤال: هل أسرتي أمانة أم عبء؟
هل أربي لله أم أعيش عشوائيًا؟
نحن لا نعيش وحدنا، إننا نُشكّل أجيالًا، نبني مجتمعًا، أو نُخرّب مستقبلًا.
قال الإمام الصادق (عليه
السلام):
"كفى بالمرء إثمًا أن يُضيّع من يعول"
فمن أراد القرب من الله، فليبدأ من بيته."كفى بالمرء إثمًا أن يُضيّع من يعول"
ومن أراد جنّةً في الآخرة، فليزرعها في أسرته.
تعليق