تويت
من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قال عليه السلام: ((سَقْفٌ سَائِرٌ ورَقِيمٌ مَائِرٌ))
بقلم: د. زهراء حسين جعفر الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين. أما بعد: الرقيم قال امير المؤمنين(عليه السلام) فِي صِفَةِ السَّمَاءِ: ((سَقْفٌ سَائِرٌ ورَقِيمٌ مَائِرٌ))([1])، وهذا القول لا يختلف عمَّا جاء في نهج البلاغة([2]). وردت مفردة الـ(رَقِيم) وقد عدَّها اصحاب غريب الحديث من الغريب، والرقيم عند اهل اللغة لها معانٍ عدَّة منها: (اللَّوحُ)، أو هو لوحُ رَصاصٍ نُقِشَ فيه نَسَبُهُم وأسْماؤُهُم ودِيْنُهُم([3]).وقوله(عليه السلام) (رقيم مائر)، المقصود به وَشْيء السَّمَاءِ بِالنّجوم([4])،وهو استعارة للفلك تشبيها له باللوح المرقوم فيه؛ لأنَّه مسطح، ثمّ كثر استعمال هذا اللفظ –الرقيم -في الفلك حتّى صار اسما من أسمائه،([5])، وقال التوحيدي: (( الرقم: العلامة، والرّقيم: المرقوم، والرّقوم جمع رقيم، وهي العلامات...)) ([6])، كما يقال: (رَقَمْتُ) الشيء: أعلمته بعلامة تميزه عن غيره. فقد كشف امير المؤمنين النقاب عن العبقرية الوجودية بطبيعة تكوُّنها، فظهرت في ((البدائع التي أحدثها آثارُ صنعته وأعلام حكمته. فصار كُلُّ ما خلق حجةً له ودليلا عليه، وإنْ كان خلقا صامتا فَحجته بالتَّدْبيرِ ناطِقَةً))([7]). فقد تحول سياق دلالة الرقيم من اللوح المحفوظ، أو الكتاب، أو العلامة إلى دلالته على الفلك. فهذا من باب توسيع الدلالة والصيغة التصريفية للرقيم هي صفة ثابتة للمرقوم، كما يقال: سقف رقيم بمعنى مرقوم([8]))([9]). الهوامش:
([1]) النهاية في غريب الحديث والأثر: 2/254، و قال الزبيدي: ( رَقَم يرقُم رَقْماً كَتَبَ رَقَم الكِتابَ: أعجَمَه وبَيَّنَه أَي: نَقَّطه وبيّن حُروفَه). تاج العروس: (ر ق م)32/272.
([2]) نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد: 1/83، نهج البلاغة بشرح محمد عبده: 1/18.
([3]) ينظر: تهذيب اللغة: (رقم)9/122، وتاج العروس: (ر ق م)32/272.
([4]) ينظر: النهاية في غريب الحديث: 2/254، وقوله(عليه السلام) (سقف سائر) إِذا ذكرت الْعَرَب السَّماء عَنَوْا بهَا السَّقْف. ينظر: تهذيب اللغة: (سما)13/79، والنهاية في غريب الحديث: 2/254. 166. ومجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار: جمال الدين محمد طاهر علي (ت 986هـ): 2/365.
([5]) ينظر: نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد: 1/89، ونهج البلاغة بشرح محمد عبده: 1/18-19.
([6]) البصائر والذخائر: 8/68، وينظر: معجم اللغة العربية(رقم)2/930 .
([7]) روائع نهج البلاغة: 48.
([8]) ينظر: معجم اللغة العربية: (رقم)2/930، والمعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم: د. محمد حسن جبل: 2/841.
([9]) مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص198-199.
من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قال عليه السلام: ((سَقْفٌ سَائِرٌ ورَقِيمٌ مَائِرٌ))
بقلم: د. زهراء حسين جعفر الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين. أما بعد: الرقيم قال امير المؤمنين(عليه السلام) فِي صِفَةِ السَّمَاءِ: ((سَقْفٌ سَائِرٌ ورَقِيمٌ مَائِرٌ))([1])، وهذا القول لا يختلف عمَّا جاء في نهج البلاغة([2]). وردت مفردة الـ(رَقِيم) وقد عدَّها اصحاب غريب الحديث من الغريب، والرقيم عند اهل اللغة لها معانٍ عدَّة منها: (اللَّوحُ)، أو هو لوحُ رَصاصٍ نُقِشَ فيه نَسَبُهُم وأسْماؤُهُم ودِيْنُهُم([3]).وقوله(عليه السلام) (رقيم مائر)، المقصود به وَشْيء السَّمَاءِ بِالنّجوم([4])،وهو استعارة للفلك تشبيها له باللوح المرقوم فيه؛ لأنَّه مسطح، ثمّ كثر استعمال هذا اللفظ –الرقيم -في الفلك حتّى صار اسما من أسمائه،([5])، وقال التوحيدي: (( الرقم: العلامة، والرّقيم: المرقوم، والرّقوم جمع رقيم، وهي العلامات...)) ([6])، كما يقال: (رَقَمْتُ) الشيء: أعلمته بعلامة تميزه عن غيره. فقد كشف امير المؤمنين النقاب عن العبقرية الوجودية بطبيعة تكوُّنها، فظهرت في ((البدائع التي أحدثها آثارُ صنعته وأعلام حكمته. فصار كُلُّ ما خلق حجةً له ودليلا عليه، وإنْ كان خلقا صامتا فَحجته بالتَّدْبيرِ ناطِقَةً))([7]). فقد تحول سياق دلالة الرقيم من اللوح المحفوظ، أو الكتاب، أو العلامة إلى دلالته على الفلك. فهذا من باب توسيع الدلالة والصيغة التصريفية للرقيم هي صفة ثابتة للمرقوم، كما يقال: سقف رقيم بمعنى مرقوم([8]))([9]). الهوامش:
([1]) النهاية في غريب الحديث والأثر: 2/254، و قال الزبيدي: ( رَقَم يرقُم رَقْماً كَتَبَ رَقَم الكِتابَ: أعجَمَه وبَيَّنَه أَي: نَقَّطه وبيّن حُروفَه). تاج العروس: (ر ق م)32/272.
([2]) نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد: 1/83، نهج البلاغة بشرح محمد عبده: 1/18.
([3]) ينظر: تهذيب اللغة: (رقم)9/122، وتاج العروس: (ر ق م)32/272.
([4]) ينظر: النهاية في غريب الحديث: 2/254، وقوله(عليه السلام) (سقف سائر) إِذا ذكرت الْعَرَب السَّماء عَنَوْا بهَا السَّقْف. ينظر: تهذيب اللغة: (سما)13/79، والنهاية في غريب الحديث: 2/254. 166. ومجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار: جمال الدين محمد طاهر علي (ت 986هـ): 2/365.
([5]) ينظر: نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد: 1/89، ونهج البلاغة بشرح محمد عبده: 1/18-19.
([6]) البصائر والذخائر: 8/68، وينظر: معجم اللغة العربية(رقم)2/930 .
([7]) روائع نهج البلاغة: 48.
([8]) ينظر: معجم اللغة العربية: (رقم)2/930، والمعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم: د. محمد حسن جبل: 2/841.
([9]) مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص198-199.