تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
كثيرًا ما نسأل أنفسنا: من أنا؟ أين أجد ذاتي الحقيقية؟ كيف أعيش بسلام داخلي وثقة ورضا؟
هذه الأسئلة ليست ترفًا فكريًا، بل هي نداء الروح الباحثة عن نورها، عن حقيقتها، عن الله.
1. ذاتك الحقيقية ليست ما يراه الناس فيك، بل ما يراه الله في قلبك
الذات الحقيقية ليست في المظاهر، ولا في الإنجازات الدنيوية، ولا في رضا الناس عنك، بل في قربك من الله، في نقائك الداخلي، في صدقك مع نفسك وربك.
قال الإمام علي (عليه السلام):
"ثمنك الجنة، فلا تبع نفسك بغيرها."
2. تجد ذاتك في الصلاة الخاشعة
الصلاة ليست فقط عبادة، بل هي لقاء، راحة، سكينة، لحظة صدق بينك وبين الله، فيها تعود إلى حقيقتك.
حين تركع لله خاشعة، دامعة، متصلة، تشعرين بذاتك ترتقي، تتطهر، تتوازن.
قال الإمام الباقر (ع):
> "إنما فرض الله الصلاة لتذكره، بالصلاة تذكر الله وتذكر نفسك عنده."
3. تجدين ذاتك في التوبة الصادقة
حين تندم بصدق، وتعود إلى الله، تشعر أنك تتخلص من قشرة زائفة أثقلت روحك. التوبة تجعلك أقرب إلى ذاتك النقية التي خلقك الله عليها.
> "التائب من الذنب كمن لا ذنب له." (رواية عن الإمام الصادق عليه السلام)
4. ذاتك تزدهر في خدمة الآخرين
عندما تفرح قلب طفل، أو تواسِي مهمومًا، أو تخفف وجعًا، أو تمسح رأس يتيم أو تتصدق على فقير فإنك تلامس جانبًا عظيمًا في ذاتك: الرحمة التي فطرك الله عليها.
في العطاء لله، تنمو الذات وتعلو وتصفو.
5. ذاتك تتجلّى في الصبر والطاعة
كلما صبرت على طاعة، أو على ابتلاء، كنت تزرع في قلبك جذور الثبات، ويقينًا أنك أقرب إلى الله، وأقرب إلى نفسك الحقيقية.
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام):
> "ما أحبّ الله عبدًا إلا ابتلاه، فإن صبر اجتباه، وإن رضي اصطفاه."
6. تجد ذاتك في ذكر الله
الذكر يحيي القلب، ويكشف الغشاوة عن الروح.
كل "سبحان الله"، كل "يا رب"، كل "لا إله إلا أنت"، تبني داخلك نورًا، تنقّيك، وتُعرّفك بذاتك كما أرادها الله: طاهرة، مؤمنة، مطمئنة.
>
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب." (الرعد: ٢٨)
يا من تبحث عن ذاتك، عد إلى من خلقك، وسترى نفسك في مرآة طاعته.
كلما اقتربت من الله، كلما اقتربت من ذاتك.
وكلما رضيت عن ربك، رضي قلبك عنك، وابتسمت روحك بصدق.
> "ومن يتقِ الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب."
في تقوى الله، تجد نفسك، رزقك، واستقامتك.