ثقافة فكر
افياء الحسيني
مللنا نظرية التفاضل في الفكر العربي والثقافة المؤسسة على افضلية هذا القول أو ذاك حتى صار عندنا أمدح بيت شعر قالته العرب وافضل قول وحكمة دونها التراث العرب ، او اهجى قصيدة شعر تريد ان تصل الى جوهر المعنى انطلاقا من ايماننا بدور الثقافة والفكر ، نريد ان نبحث في قيم التأثير ودورها الإنساني ومفهوم التغيير من اجل تبصير العالم بمكوناتنا الثقافية الموروثة والمعاصرة ، ربما سيشكل هذا البحث خطورة تظهر في مراجعة بعض فصول التأريخ ، لكونه كان يكتب باليد الحاكمة ، لذلك ترك الكثير من الفكر الإيجابي الحكيم ، علينا استنهاض هذاالفكر الذي كان منفيا من التدوين ، كان محضورا لقرون سلطوية جائرة ، رغم ان الفكر المعفي من التدوين كان فاعلا مؤثرا واستطاع ان يعمل بيقين في سبيل بث القيم المؤمنة الواعية الرشيدة ، وكان السلطويون يدركون هذا الأثر ويحسبون حسابهم له ، والبعض منهم حاول مسايرة أهل الحمة لكسب الرضى العام ، الذي كان يميل لصالحهم ولأنهم يريدون الفرقة والتشرذم ، كان سعي أهل الحكمة الى التصابر وبث روح الوعي والعمل على بث الوعي والايمان فهم يدركون مكانتهم في المجتمع ولا يسعون الى عرش وسلطة وربما كلمة منهم غيرت مجاري الحوادث ، ان الفكريستمد قوته من ذاته وتبقى مكانة الفكر الملهم الاجتماعية وعاملا على حفظ تلك المنزلة الرفيعة ، وكان يدرك مدى خشية الجهلاء منه ، جاء في الموروث ان قريش كانت تنهي شعراءها وحكماءها من الاستماع لأقوال النبي (ص) خوف التأثر بها ، وكتب الشاعر ـ هودة بن علي الى النبي (ص) ( ما أحسن ما تدعو اليه واجمله ـ وانا شاعر قومي وخطيبهم ، والعرب تهاب مكانتي ، فاجعل لي بعض الأمور اتبعك ) وزاد التحضر من أهمية الثقافة القادرة على بناء مكانة متميزة في العالم بواسطة الانفتاح الفضائي والالكتروني مع ان السياسة شغلت الثقافة والفكر ان تتسيد مناحي الحياة العربية ، بينما نفوذ الثقافة هو نفوذ اجتماعي وفكري ويستطيع ان يقود السياسة ـ اذا كان السعي السياسي يدعم اركان الحياة السليمة الكثير من المثقفين أتخذوا موقع الصدارة ولم يقدموا الا بهرجة ثقافية وجوهر خائن فضل الاحتلال الأجنبي على نهضات الشعب ، تقوده عنجهية طائفية وبالمقابل هناك مجموعة من المثقفين الوطنين ،أدوا خدمات جليلة واتخذوا المواقف الإيجابية في منجزاتهم الإبداعية لكنهم بقوا مغمورين لم ينالهم أي قسط من الاعلام الجماهيري ، يمكن ان نقول هناك ثقافة كراسي وهؤلاء لديهم ثقافة شعب ، الملاحظ ان غياب مضامين الثقافة الحقيقية في قنوات الاتصال الجماهيري وخاصة ما يتعلق في أمور أئمة أهل البيت عليهم السلام ـ عقدة كل سلطة،لكونها تحمل ثقافة شعب، الملاحظ ان غياب مضامين الثقافة الحقيقية من قنوات الاتصال الجماهيري وخاصة ما يتعلق في أمور أئمة اهل البيت عليهم السلام ، عقدة كل سلطة ، لكونها تحمل ثقافة الإسلام ، والمعروف ان هذه الثقافة تنوعت مفاهيمها ومن الممكن دراستها تاريخيا واجتماعيا وثقافيا والبحث في انعكاساتها الثقافية ، وهي بعيدة عن المعروض في زمانها حيث كان الفكر المعصوم بعيدا عن العصبية القبلية وابتعد حتى عن التحريض السياسي المشبع بافكار سياسية كالسلطة والحكم والعروش ، وانما تناولها بمناحي فكرية تفسر مواقف الإسلام الإنسانية ، انا اتحدث عن الكد الثقافي الموروث الذي لم تدنسه الطيرة والاوهام ولا القيم الهزيلة كالطمع والجشع واحتقار المهن العمالية الكادحة ، ذلك الكد الإيجابي الذي آزر حركة الفكر حركة الفكر المؤمن ليهذب قاعدة مؤمنة لاتغريها مطامع المال ، والبحث عن المناحي التربوية التي أولدت تلك الخصال الحميدة التي ناصرت الائمة في مشروعهم الثقافي الإنساني ، وهذا يأخذنا نحو كيف كانت نظرة الائمة عليهم السلام ، لأولئك الاحرار الثقافة غير التحصيل العلمي وانما هو السلوك العملي وقال الامام الصادق (ع) ( العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لاتزيده سرعة السير الا بعدا ، والامام الكاظم (ع) يقول ( ان ضوء الروح العقل ) على كل مثقف ان يبعد أهوائه الشخصية ومطامعه الخاصة ،على الثقافة الحقيقية ان يفي معنى السلوك الرشيد ، قال الامام علي (ع) من علم عمل ، وهذا يعني ان العمل المتواصل وخدمة الامة ، تفتح افاقا ثقافية جديدة ومعارف كريمة ـ يقال ان في الحروب الصليبية عالم اكتشف سلاح محرق أزال عقبات الجهد الصليبي وكان السبب الرئيسي للنصر لكنه رفض استلام أي تكريم ولم يحتفظ التاريخ باسمه ، فائمة اهل البيت عليهم السلام حملوا مشعل العلم والثقافة واسسوا معالم الحياة الفكرية وعملوا في بث الوعي العلمي قربة لوجه الله ولاستنهاض قيم الخير في العالم اجمع