إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فقهيات : حكم لبس السواد في شهري محرم وصفر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقهيات : حكم لبس السواد في شهري محرم وصفر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محود واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين

    المقدمة:

    من الظواهر الشعائرية المنتشرة بين المؤمنين في شهري محرم وصفر، وفي أيام مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، ارتداء السواد إظهارًا للحزن ومواساةً لسيد الشهداء الإمام الحسين (ع) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام). وقد دار البحث بين الفقهاء في بيان الحكم الشرعي لهذا الفعل؛ هل هو مستحب شرعاً بعنوانه، أو أنه من المستحبات من جهة كونه مظهراً من مظاهر تعظيم الشعائر؟


    المسألة:
    هل لبس السواد في شهري محرم وصفر، وفي أيام وفيات المعصومين (عليهم السلام)، مستحب شرعاً؟







    البحث الفقهي:

    أولاً: كبرى شرعية الحزن على أهل البيت (عليهم السلام)
    • لا خلاف بين الفقهاء في أن الحزن وإظهاره على مصائب أهل البيت (عليهم السلام) أمرٌ راجحٌ شرعاً، بل هو من المستحبات المؤكدة؛ لما ورد في النصوص من مدح البكاء والحزن وإظهار الجزع على مصائبهم، خصوصاً على سيد الشهداء (عليه السلام). وقد ورد في النص:
      «شيعتنا منا، يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا».


    ثانياً: لبس السواد كمصداق لإظهار الحزن
    • لا ريب في أن لبس السواد داخل عرفاً في دائرة مظاهر إبداء الحزن والجزع.
    • وعليه، فحكمه يدور مدار كونه مظهراً لذلك، فإذا لُبس بقصد إظهار الحزن على مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، خصوصاً في شهري محرم وصفر، كان راجحاً شرعاً.

    ثالثاً: بيان ملاكات الرجحان
    • الرجحان في لبس السواد يُبنى على أحد أمرين:
    1. عنوان تعظيم الشعائر:
      لقوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ﴾ [الحج:32]، ولبس السواد يعد عرفاً من مصاديق تعظيم شعائر الإمام الحسين (عليه السلام).
    2. عنوان مواساة أهل البيت (عليهم السلام):
      وهو داخل في عمومات الحث على مواساتهم في حزنهم، كما هو ثابت في النصوص الكثيرة.

    رابعاً: هل هو مستحب بعنوانه أو بعنوانه الثانوي؟
    • وقع الكلام في أن لبس السواد هل له استحباب بعنوانه الذاتي أم أنه راجح بعنوانه الثانوي من حيث كونه مظهراً لمواساة أهل البيت وتعظيم شعائرهم؟
    • الرأي الأول:
      ذهب جمعٌ إلى أن لبس السواد مستحب بعنوانه الذاتي في أيام المصائب، فيكون بنفسه عبادة مستقلة عند قصد الحزن والمواساة.
    • الرأي الثاني:
      ذهب آخرون إلى أن الاستحباب لا يثبت بعنوانه الذاتي، ولكنّه راجح من جهة كونه مظهراً لمواساة أهل البيت (عليهم السلام) وتعظيم الشعائر.
    • والنتيجة في كلا القولين متقاربة في التطبيق؛ إذ متى ما تحقق قصد إظهار الحزن والمواساة، ترتب عليه الرجحان والثواب.


    خامساً: في حدود الزمان والمناسبة
    • محل الرجحان ينحصر في:
    1. شهر محرم وصفر.
    2. أيام وفيات الأئمة (عليهم السلام).
    3. أي مناسبة حزن تخص أهل البيت (عليهم السلام).
    • أما في غير ذلك، كأيام أفراحهم (عليهم السلام)، فلا يُستحب لبس السواد، بل قد يُكره لما فيه من منافاة إظهار الفرح بمناسبات الفرح الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام).







    النتيجة الفقهية:
    • لبس السواد في شهري محرم وصفر، وفي أيام المصائب، راجح شرعاً، وموجب للثواب، سواء باعتبار كونه من تعظيم الشعائر أو من مظاهر إظهار الحزن والمواساة لأهل البيت (عليهم السلام).
    • ومع ذلك، لم يثبت عند البعض استحبابه بعنوانه الذاتي استقلالاً، بل يستفاد رجحانه من عنوان مواساة أهل البيت (ع) وتعظيم الشعائر.


    الخاتمة:

    يتبين من مجموع الأدلة والشواهد أن لبس السواد في مصائب أهل البيت (عليهم السلام) عملٌ راجح، ومظهر عملي لإظهار الولاء والمودة لهم، وتجسيدٌ حي للشعار الذي رفعه أهل الإيمان في كل عصر: “نفديك يا حسين”. ومتى تحقق القصد الصحيح في ذلك، فهو من أفضل القربات وأعظم الطاعات
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X