إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دروس كربلاء في التنمية القلبية والنفسية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دروس كربلاء في التنمية القلبية والنفسية



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد


    إذا أردت أن تُهدي لله شيئًا عظيمًا، فلا تعطه شيئًا من متاع الدنيا... بل أعطه قلبك.
    قلبٌ لا تعلّقه بالدنيا، بل يعلّق نفسه برضا الله، ويصبر على البلايا، ويثبت على طريق الحق، كما فعل الحسين عليه السلام في كربلاء.

    قال تعالى:
    "يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلبٍ سليم"
    سورة الشعراء – 88-89

    نعم، القلب السليم... هو ذلك القلب الذي لا يرتجف حين تشتد البلايا، بل يسكن في رحمة الله، ويثبت في ولائه، ولا يُفتن بالدنيا.

    كيف سلّم الحسين قلبه لله؟


    كان بإمكان الإمام أن يسلك طريق السلامة، أن يبايع يزيد ويسلم من السيوف...
    لكن قلبه لم يكن ملكًا لهواه، بل ملكًا لله.

    قال أمير المؤمنين عليه السلام:
    "الصبر صبران: صبرٌ عند المصيبة، وصبرٌ على الطاعة."
    والحسين جمع بينهما، فصبر على أعظم المصائب، وثبت على طاعة ربّه حتى آخر نفس.

    في عاشوراء، لم يكن الحسين يقاتل فقط… بل كان يقدّم قلبه قربانًا.

    روي أنه حين قُتل علي الأكبر، رفع الحسين كفيه وقال:
    "اللهم خذ حتى ترضى، هذا ولدي، قد برز أشبه الناس برسولك، وقد قُطع ظهر الحسين..."
    ومع ذلك، لم يتراجع، لأنه كان يرى الله أقرب إليه من كل ألم.

    القلب بين نيران كربلاء وتطهير النفس


    كربلاء ليست فقط دموعًا... بل مدرسة لتزكية القلب.

    حين ترى السيدة زينب عليها السلام، واقفة في خيمة محترقة، تنظر إلى رؤوس أحبّتها على الرماح، وتقول:
    "اللهم تقبل منا هذا القربان"
    فأين قلوبنا من هذا الإيمان؟!

    يقول الله تعالى:
    "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا"
    (الأحزاب: 33)

    فمن أراد أن يتطهّر قلبه، فليتبع طريق أهل البيت، وليجعل من كربلاء نقطة تحوّل داخلية.

    دروس كربلاء في التنمية القلبية والنفسية
    1. النية الخالصة لله:
      كل من خرج مع الحسين لم يكن يبحث عن دنيا… بل عن لقاء الله.
      فاجعل نيتك صادقة في كل عمل، ولو صغيرًا.
    2. الشجاعة الروحية:
      أن تكون مع الحق، حتى لو كنت وحدك، كما قال الحسين:
    "إني لم أخرج أشِرًا ولا بطرًا، ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي."
    1. التحرر من الخوف:
      الحسين علمنا أن الخوف لا يُجدي مع الباطل…
      فحرّر قلبك من الخوف، واجعل يقينك بالله.
    2. الصبر والرضا:
      إذا أصابك هم، فاذكر زينب ليلة الحادي عشر…
      قلبها يحترق، لكنها واقفة كالجبل تقول:
    "ما رأيت إلا جميلًا."
    سلّم قلبك لله كما سلّم الحسين جسده ودمه…
    نقّ قلبك من الحقد، من التعلّق بالدنيا، من الشكوك…
    وقل كما قال هو يوم الطف:
    "رضًا بقضائك، وتسليمًا لأمرك، لا معبود سواك يا غياث المستغيثين."

    كربلاء ليست أرضًا… بل طريقٌ لمن أراد أن يكون قلبه بين يدي الله.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X