إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حين يُمنَع الصوت المحبب:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حين يُمنَع الصوت المحبب:

    حين يُمنَع الصوت المحبب:

    تأملات في حرمان الطفولة من التجربة الروحية


    في طفولتنا، ثمة لحظات تبقى حيّة في ذاكرتنا، لا لأنّها كانت عظيمة في ظاهرها، بل لأنها كانت عميقة في وقعها. من تلك اللحظات، أن يُحب طفلٌ صغير أن يستمع إلى صوت رخيم يروي له قصة مقتل الإمام الحسين عليه السلام، بصوت عبد الزهراء الكعبي، عبر أثير إذاعة طهران. صوتٌ مفعم بالأسى والصدق، يزرع في قلب الطفل بذرة حبٍ للحسين، ويُربّي فيه الإحساس بالمظلومية، والعدالة، والولاء.

    لكن، كم من مرة حُرم هذا الطفل من لحظته الروحية تلك؟ كم من مرة جاء "خاله" ليُغيّر الموجة، ويحوّل الإذاعة إلى ما يروق له هو، دون أن يسأل، دون أن يفكر في قلب الطفل الذي كُسر بصمت؟

    هذا المشهد البسيط ليس عابرًا، بل يحمل دلالات نفسية واجتماعية كثيرة. فعندما يُحرَم الطفل من ممارسة حبٍ بريء، أو من الاستماع لشيء يلامس وجدانه، يشعر داخليًا بنوعٍ من القمع، حتى لو لم يستطع التعبير عنه بالكلمات. يكبر وهو يحمل ألمًا غامضًا تجاه بعض الأشخاص، أو تجاه شعوره بالعجز حين كانت رغباته تُسحق أمام سلطة الكبار.

    في كثير من البيوت، لا يُؤخذ الأطفال على محمل الجد. يُنظر إلى اختياراتهم على أنها تافهة، ويُعامل ولاؤهم الروحي وكأنه مجرد عبث. لكن الحقيقة أن ما يزرعه الإنسان في طفولته يثمر في شبابه وكهولته. ذلك الصوت الذي أحبّه الطفل، عبد الزهراء الكعبي، لم يكن مجرد قارئ مأساة، بل كان حلقة وصل بينه وبين معنى الإيمان، بينه وبين سيرة الطف العظيم.

    إننا بحاجة إلى مراجعة طريقة تعاملنا مع الأطفال داخل بيوتنا. ليس من العدل أن نُقصي تجاربهم الصغيرة لمجرد أنها لا توافق أذواقنا. فربّ لحظة بسيطة تُبنى عليها حياة كاملة من الشعور، وربّ منع عابر قد يخلّف ندبة لا تُرى لكنها تُحس.
    يا أرحم الراحمين

  • #2
    آجركم الله ....وبارك بكم

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X