لقد عرف الأمام علي(ع) كأخيه الرسول الاكرم(ص) بالكرم والسخاء فقد كان اندى الناس كفاً واكثرهم براً واحساناً للفقراء وكان(ع) لا يرى للمال قيمة سوى ان يرد به جوع جائع او يكسو عرياناً، وكان يؤثر الفقراء على نفسه ولو كان به خصاصة، وقد ذكر المؤرخون نماذج كثيرة من بره واحسانه كان منها: روى الاصبغ بن نباتة قال: جاء رجل الى الامام(ع) فقال له: يا امير المؤمنين ان لي اليك حاجة قد رفعتها الى الله قبل ان ارفعها اليك فان قضيتها حمدت الله وشكرتك، وان لم تقضها حمدت الله تعالى وعذرتك؟
فقال له(ع): اكتب حاجتك على الارض فاني اكره ان ارى ذلك السؤال على وجهك فكتب الرجل: اني محتاج، فأمر الامام(ع) باحضار حلة فاهداها له، فلبسها الرجل وقال:
كسوتني حلة تبلى محاسنها ... فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا
ان نلت حسن ثنائي نلت مكرمة ... ولست تبغي بما قد قلته بدلا
ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه ... كالغيب يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في خير تواقعه ... فكل شخص سيجزى بالذي عملا
فقال له(ع): اكتب حاجتك على الارض فاني اكره ان ارى ذلك السؤال على وجهك فكتب الرجل: اني محتاج، فأمر الامام(ع) باحضار حلة فاهداها له، فلبسها الرجل وقال:
كسوتني حلة تبلى محاسنها ... فسوف اكسوك من حسن الثنا حللا
ان نلت حسن ثنائي نلت مكرمة ... ولست تبغي بما قد قلته بدلا
ان الثناء ليحيي ذكر صاحبه ... كالغيب يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في خير تواقعه ... فكل شخص سيجزى بالذي عملا
وأمر له الامام بمئة دينار، فدفعها له، وبادر الاصبغ قائلاً: يا امير المؤمنين، ومئة دينار؟! لقد استكثر الاصبغ اعطاء الرجل مئة دينار فأجابه الامام(ع): (سمعت رسول الله(ص) يقول: انزلوا الناس منازلهم وهذه منزلة الرجل عندي).
تعليق