إليك يا رسول الله
كُلُّ الخلائقِ ما خَلاهُ هَباءُ ** والشَّاهِدُ المِعْراجُ والإسْراءُ
ولقد تَفَرَّدَ بالإلهِ وكلُّ ما ** في العالمينَ وما تَقِلُّ سماءُ
كانوا هَباءً لا وجودَ سِواهُ مِنْ ** هذا الوجودِ فقد عَرَاهُ فَناءُ
هُمْ في الحقيقةِ رَشْحةٌ من فيضِهِ ** وَهُمُ إلى أَلطافِهِ فُقَراءُ
هُمْ من صَنائِعِهِ وتلكُمْ حِكْمةٌ ** لَمْ تَرْقَ سابِرَ غَوْرِها الحُكَماءُ
نورٌ توحَّدَ في الوجودِ فاسبَغَتْ ** نَعْماؤُهُ ما جادتِ النَّعْماءُ
فَبَرا الخَلائِقَ من سناءٍ شاملٍ ** لولاهُ عَمَّ العالمينَ عَماءُ
لولاهُ ما خُلِقَتْ لآدمَ طينةٌ ** كلا ولا خُلِقَتْ لهُ حَوّاءُ
ولقد تجلّى فوق جَبْهَةِ آدمٍ ** فَبَدَتْ لآدمَ عندَها الأسماءُ
وبه الملائكُ سبَّحتِ لِمَليكِهَا الرَّ ** حْمَنِ وانْجابتْ بهِ الظَّلماءُ
ولنورِهِ حَسَداً تَأبَّى مارِدٌ ** عن سَجْدةٍ هيَ طاعةٌ ورجاءُ
أُمِرَتْ ولولا نورُ أحمدَ ظاهراً ** ما امتازتِ الرُّحَماءُ واللُّعَناءُ
نادى الإلهُ بهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ ** قالوا بلى فالأمرُ كيفَ تشاءَ
فاختارَ أوَّلَ مَنْ أجابَ لِرَبِّهِ ** لَبَّى فَلَبَّتْ بعدَهُ الأشياءُ
وامتازَ أحمدُ عبدَهُ ورسولَهُ ** وحبيبَهُ مَنْ للقلوبِ جَلاءُ
فأتى إليه الأنبياءُ ليكتبوا ** عهداً يَحارُ بِكُنْهِهِ العُرَفاءُ
يُنبيهمُ عن ذي الجَلالَ نُبوءَةً ** فهمُ لأحمدَ في الورى نُقَباءُ
في كلِّ عَصْرٍ مَظْهَرٌ لِسَنائِهِ ** والأنبياءُ بِأمرِهِ أمَرَاءُ
وُهُوَ الشَّهيدُ عليهمُ وَهُمُ على ** أُمَمٍ لها ـ قد أُرْسِلوا ـ شُهَداءُ
وَهُوَ الشَّفيعُ لهمْ لِنَيْلِ شَفاعَةٍ ** للتَّابعينَ لهمْ فَهُمْ شُفَعاءُ
يَستشفعونَ برحمةِ اللهِ الَّتي ** هُيَ للعوالمِ نِعْمَةٌ سَمْحَاءُ
هذا كتابُ اللهِ أصدقُ شاهِدٍ ** نطقتْ بذا آياتُهُ الغَرَّاءُ
مَن ذا سواهُ فَينبري شِفْعاً له ** هيهاتَ ما لمُحَمَّدٍ قُرَناءُ
مَنْ مِنْ أولي العَزْمِ اصطفاهُ رحمةً ** للعالمينَ فهلْ أَتَتْ أنباءُ؟
كلا فأحمدُ مفردٌ في شأنِهِ ** وصفاتُهُ لمْ يُحصِها الإحْصاءُ
خَلْقٌ أرانا اللهُ فيهِ جمالَهُ ** فتصاغَرَتْ لجلالِهِ العُلَماءُ
زانتْهُ آياتُ البهاءِ وأحكمتْ ** سُبُحاتِهِ مِن ذي العُلا سِيماءُ
فكلامُهُ الذِّكْرُ الحَكيمُ وفِعْلُهُ الـ ** بَرُّ الرَّحيمُ كما تشاءُ يشاءُ
يعفو ويصفحُ قبلَ قَوْلِ مُعَذِّرٍ ** سِمَةً تَحارُ بوصفِها البُلَغاءُ
وإذا أتاهُ السائلونَ فَرِفْدُهُ ** سَيْبٌ فليس يضيقُ منهُ عَطاءُ
ما عاقَهُ لُؤْمُ اللئيمِ عَنِ الجَدَا ** لُطْفاً فبعضُ هِباتِهِ الأنواءُ
يُجفى فيوصِلُ ثُمَّ يَحْلُمُ رِفْعَةً ** عمّن يُسيءُ إذا الغُوَاةُ أساءوا
حارت به الأعداءُ في جَبَروتِها ** وَهُوَ الوَحيدُ وَكَفُّهُ عَزْلاءُ
تُغضي حياءً من جَلالَةِ قَدْرِهِ ** ويَزينُهُ بين الصِّفاتِ حَياءُ
خُلُقٌ تَعاظَمَ ليس يُدرَكُ شَأْوُهُ ** فَهَوَتْ على أعتابِهِ العُظَماءُ
يَسترفِدونَ سَماحةً مِن وَفْرِهِ ** جوداً فَجودُ العالمينَ جُفَاءُ
مُتَفَرّدَ الأوصافِ غُرُّ صِفَاتِهِ ** وَقْفٌ عليهِ فَمَا لَهُ نُظَراءُ
قالوا: تَولَّى عابِساً إذ جاءَهُ الـ ** أَعمى وكانتْ عندَهُ الكُبَراءُ
كَذِبوا فما (أَنْ جاءَهُ الأعْمَى) بِهِ ** نَزَلَتْ فَثوبوا أَيُّها الجُهَلاءُ
إنْ كانَ عيسى يُبْرِئَ الأعمى فما ** فَضْلُ الرّسولِ عَليهِ يا سُفَهَاءُ؟
هُوَ رَحْمَةٌ للعالمينَ ونِقمةً ** صَيَّرْتُموهُ فأنْتُمُ العُقَلاءُ؟
كَلاّ لقد عَبثتْ بِكُمْ أمَويَّةٌ ** تُحيي الضُّغونَ خَبيثةٌ رَقْطَاءُ
هِمْتُمْ بها شَغَفَ اليهودِ بِعِجْلِها ** سَنَنٌ لها في المُولِهينَ مَضاءُ
نَسبتْ لأحمدَ كلَّ شَيْنٍ فانبرَتْ ** تَرويْ الرُّواةُ وَجُلُّهُمْ أُجَرَاءُ
طَلَبوا الدَّنِيَّةَ ثم باعوا دِينَهُمْ ** من أجلِها وبِظُلْمِ أحمدَ باؤا
في أنها نزلت بأحمدَ لا بِمَنْ ** نالتْ بهِ غاياتِها الطُّلَقاءُ
أعني ابنَ عُثمانَ القتيلَ فإننا ** مِن قولِكُمْ وفِعَالِكمْ بُرَءاءُ
فبأيِّ شَيءٍ صارَ أعظمَ خَلْقِهِ ** خُلُقَاً ؟ فهلْ في قَوْلِهِ اسْتِهزاءُ؟
فَجنودُ أبْليسَ اقْتَفَوْا آثَارَكُمْ ** فَهُمُ لَما تَرْوُونَهُ ضُمَنَاءُ
أَوَ مِثْلُ أحمدَ واقفٌ بِسَبَاطَةٍ؟ ** في حالَةٍ تُزْري بِهِ الأسْوَاءُ؟
وبأنَّهُ زيرُ النِّساءِ وعِشْقُهُ ** لنسائِهِ ما ليسَ فيهِ خَفاءُ
فيطوفُ ليسَ لهُ بها من إرْبَةٍ ** إلا النساءُ كأنَّهنُ إماءُ
هذي على اكتافِهِ تَعلو وذي ** تَعثو بهِ غَنَجَاً وكيف تشاءُ
تدعوهُ والسُّودانُ تَزْفُنُ عندهُ ** ويروقُ بالتَّرجيعِ منها غِناءُ
(لا تَرْفَعوا أصْوَاتَكُمْ) قد كَذَّبَتْ ** ما يفتريهِ الفِسْقُ والإغْواءُ
كَذِبوا فأحمدُ خيرُ من تَبِعَ الكتا ** بَ وخيرُ مَن نزلتْ بهِ الأنباءُ
لا تَلعَنوا الدَّنْمارْكَ غِبَّ فِعالِهِمْ ** أنتمْ أَسَأتُمْ قَبلَهُمْ فَأسَاءوا
إلى آخر القصيدة وهي طويلة.
شعر: عادل الكاظمي
كُلُّ الخلائقِ ما خَلاهُ هَباءُ ** والشَّاهِدُ المِعْراجُ والإسْراءُ
ولقد تَفَرَّدَ بالإلهِ وكلُّ ما ** في العالمينَ وما تَقِلُّ سماءُ
كانوا هَباءً لا وجودَ سِواهُ مِنْ ** هذا الوجودِ فقد عَرَاهُ فَناءُ
هُمْ في الحقيقةِ رَشْحةٌ من فيضِهِ ** وَهُمُ إلى أَلطافِهِ فُقَراءُ
هُمْ من صَنائِعِهِ وتلكُمْ حِكْمةٌ ** لَمْ تَرْقَ سابِرَ غَوْرِها الحُكَماءُ
نورٌ توحَّدَ في الوجودِ فاسبَغَتْ ** نَعْماؤُهُ ما جادتِ النَّعْماءُ
فَبَرا الخَلائِقَ من سناءٍ شاملٍ ** لولاهُ عَمَّ العالمينَ عَماءُ
لولاهُ ما خُلِقَتْ لآدمَ طينةٌ ** كلا ولا خُلِقَتْ لهُ حَوّاءُ
ولقد تجلّى فوق جَبْهَةِ آدمٍ ** فَبَدَتْ لآدمَ عندَها الأسماءُ
وبه الملائكُ سبَّحتِ لِمَليكِهَا الرَّ ** حْمَنِ وانْجابتْ بهِ الظَّلماءُ
ولنورِهِ حَسَداً تَأبَّى مارِدٌ ** عن سَجْدةٍ هيَ طاعةٌ ورجاءُ
أُمِرَتْ ولولا نورُ أحمدَ ظاهراً ** ما امتازتِ الرُّحَماءُ واللُّعَناءُ
نادى الإلهُ بهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ ** قالوا بلى فالأمرُ كيفَ تشاءَ
فاختارَ أوَّلَ مَنْ أجابَ لِرَبِّهِ ** لَبَّى فَلَبَّتْ بعدَهُ الأشياءُ
وامتازَ أحمدُ عبدَهُ ورسولَهُ ** وحبيبَهُ مَنْ للقلوبِ جَلاءُ
فأتى إليه الأنبياءُ ليكتبوا ** عهداً يَحارُ بِكُنْهِهِ العُرَفاءُ
يُنبيهمُ عن ذي الجَلالَ نُبوءَةً ** فهمُ لأحمدَ في الورى نُقَباءُ
في كلِّ عَصْرٍ مَظْهَرٌ لِسَنائِهِ ** والأنبياءُ بِأمرِهِ أمَرَاءُ
وُهُوَ الشَّهيدُ عليهمُ وَهُمُ على ** أُمَمٍ لها ـ قد أُرْسِلوا ـ شُهَداءُ
وَهُوَ الشَّفيعُ لهمْ لِنَيْلِ شَفاعَةٍ ** للتَّابعينَ لهمْ فَهُمْ شُفَعاءُ
يَستشفعونَ برحمةِ اللهِ الَّتي ** هُيَ للعوالمِ نِعْمَةٌ سَمْحَاءُ
هذا كتابُ اللهِ أصدقُ شاهِدٍ ** نطقتْ بذا آياتُهُ الغَرَّاءُ
مَن ذا سواهُ فَينبري شِفْعاً له ** هيهاتَ ما لمُحَمَّدٍ قُرَناءُ
مَنْ مِنْ أولي العَزْمِ اصطفاهُ رحمةً ** للعالمينَ فهلْ أَتَتْ أنباءُ؟
كلا فأحمدُ مفردٌ في شأنِهِ ** وصفاتُهُ لمْ يُحصِها الإحْصاءُ
خَلْقٌ أرانا اللهُ فيهِ جمالَهُ ** فتصاغَرَتْ لجلالِهِ العُلَماءُ
زانتْهُ آياتُ البهاءِ وأحكمتْ ** سُبُحاتِهِ مِن ذي العُلا سِيماءُ
فكلامُهُ الذِّكْرُ الحَكيمُ وفِعْلُهُ الـ ** بَرُّ الرَّحيمُ كما تشاءُ يشاءُ
يعفو ويصفحُ قبلَ قَوْلِ مُعَذِّرٍ ** سِمَةً تَحارُ بوصفِها البُلَغاءُ
وإذا أتاهُ السائلونَ فَرِفْدُهُ ** سَيْبٌ فليس يضيقُ منهُ عَطاءُ
ما عاقَهُ لُؤْمُ اللئيمِ عَنِ الجَدَا ** لُطْفاً فبعضُ هِباتِهِ الأنواءُ
يُجفى فيوصِلُ ثُمَّ يَحْلُمُ رِفْعَةً ** عمّن يُسيءُ إذا الغُوَاةُ أساءوا
حارت به الأعداءُ في جَبَروتِها ** وَهُوَ الوَحيدُ وَكَفُّهُ عَزْلاءُ
تُغضي حياءً من جَلالَةِ قَدْرِهِ ** ويَزينُهُ بين الصِّفاتِ حَياءُ
خُلُقٌ تَعاظَمَ ليس يُدرَكُ شَأْوُهُ ** فَهَوَتْ على أعتابِهِ العُظَماءُ
يَسترفِدونَ سَماحةً مِن وَفْرِهِ ** جوداً فَجودُ العالمينَ جُفَاءُ
مُتَفَرّدَ الأوصافِ غُرُّ صِفَاتِهِ ** وَقْفٌ عليهِ فَمَا لَهُ نُظَراءُ
قالوا: تَولَّى عابِساً إذ جاءَهُ الـ ** أَعمى وكانتْ عندَهُ الكُبَراءُ
كَذِبوا فما (أَنْ جاءَهُ الأعْمَى) بِهِ ** نَزَلَتْ فَثوبوا أَيُّها الجُهَلاءُ
إنْ كانَ عيسى يُبْرِئَ الأعمى فما ** فَضْلُ الرّسولِ عَليهِ يا سُفَهَاءُ؟
هُوَ رَحْمَةٌ للعالمينَ ونِقمةً ** صَيَّرْتُموهُ فأنْتُمُ العُقَلاءُ؟
كَلاّ لقد عَبثتْ بِكُمْ أمَويَّةٌ ** تُحيي الضُّغونَ خَبيثةٌ رَقْطَاءُ
هِمْتُمْ بها شَغَفَ اليهودِ بِعِجْلِها ** سَنَنٌ لها في المُولِهينَ مَضاءُ
نَسبتْ لأحمدَ كلَّ شَيْنٍ فانبرَتْ ** تَرويْ الرُّواةُ وَجُلُّهُمْ أُجَرَاءُ
طَلَبوا الدَّنِيَّةَ ثم باعوا دِينَهُمْ ** من أجلِها وبِظُلْمِ أحمدَ باؤا
في أنها نزلت بأحمدَ لا بِمَنْ ** نالتْ بهِ غاياتِها الطُّلَقاءُ
أعني ابنَ عُثمانَ القتيلَ فإننا ** مِن قولِكُمْ وفِعَالِكمْ بُرَءاءُ
فبأيِّ شَيءٍ صارَ أعظمَ خَلْقِهِ ** خُلُقَاً ؟ فهلْ في قَوْلِهِ اسْتِهزاءُ؟
فَجنودُ أبْليسَ اقْتَفَوْا آثَارَكُمْ ** فَهُمُ لَما تَرْوُونَهُ ضُمَنَاءُ
أَوَ مِثْلُ أحمدَ واقفٌ بِسَبَاطَةٍ؟ ** في حالَةٍ تُزْري بِهِ الأسْوَاءُ؟
وبأنَّهُ زيرُ النِّساءِ وعِشْقُهُ ** لنسائِهِ ما ليسَ فيهِ خَفاءُ
فيطوفُ ليسَ لهُ بها من إرْبَةٍ ** إلا النساءُ كأنَّهنُ إماءُ
هذي على اكتافِهِ تَعلو وذي ** تَعثو بهِ غَنَجَاً وكيف تشاءُ
تدعوهُ والسُّودانُ تَزْفُنُ عندهُ ** ويروقُ بالتَّرجيعِ منها غِناءُ
(لا تَرْفَعوا أصْوَاتَكُمْ) قد كَذَّبَتْ ** ما يفتريهِ الفِسْقُ والإغْواءُ
كَذِبوا فأحمدُ خيرُ من تَبِعَ الكتا ** بَ وخيرُ مَن نزلتْ بهِ الأنباءُ
لا تَلعَنوا الدَّنْمارْكَ غِبَّ فِعالِهِمْ ** أنتمْ أَسَأتُمْ قَبلَهُمْ فَأسَاءوا
إلى آخر القصيدة وهي طويلة.
شعر: عادل الكاظمي