إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المبالغة في التصوير أثناء زيارة مراقد الأئمة... فقدان للروحانية أم توثيق للذكرى؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المبالغة في التصوير أثناء زيارة مراقد الأئمة... فقدان للروحانية أم توثيق للذكرى؟

    المبالغة في التصوير أثناء زيارة مراقد الأئمة... فقدان للروحانية أم توثيق للذكرى؟


    في زمن باتت فيه الكاميرا رفيقًا دائمًا للإنسان، لم يعد هناك مكان يخلو من التصوير، حتى الأماكن المقدسة التي يُفترض أن تكون ملاذًا للسكينة والروحانية. ومن أبرز هذه الأماكن مراقد الأئمة (عليهم السلام) التي يرتادها الزائرون من مختلف بقاع الأرض، طلبًا للبركة والسكينة، وتجديدًا للعهد الروحي والولاء.

    لكن مؤخرًا، برزت ظاهرة لافتة للنظر، وهي المبالغة في التصوير داخل هذه المراقد، حيث يتحول كثير من الزوار من حالة الخشوع والتأمل، إلى حالة من الانشغال بتوثيق اللحظة، سواء عبر الصور الذاتية (السيلفي) أو تصوير تفاصيل المكان، أو حتى بث الزيارة بشكل مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم أن التصوير في ذاته ليس أمرًا محرّمًا، إلا أن الإفراط فيه قد يجرّد الزيارة من معناها الحقيقي. الزيارة... مقصد روحي لا مناسبة استعراضية


    الزيارة لمراقد الأئمة ليست مجرد رحلة سياحية أو مناسبة اجتماعية، بل هي طقس روحي عميق، يُفترض فيه أن يعيش الإنسان لحظات من التضرع والخشوع، ويستحضر سيرة هؤلاء العظماء الذين أفنوا حياتهم في سبيل الحق والهدى. فكيف يمكن الجمع بين هذه الحالة الروحية وبين الانشغال المستمر بالتقاط الصور واختيار الزوايا المناسبة والإعداد للنشر على وسائل التواصل؟

    إن الانغماس في التصوير يصرف القلب عن التوجه، والعقل عن التأمل، ويحوّل الزيارة من لحظة بين العبد وربه، إلى لحظة بين الإنسان وهاتفه. من الإخلاص إلى الاستعراض


    يُخشى أن يتحول هذا السلوك – عن قصد أو غير قصد – إلى نوع من الاستعراض لا الإخلاص. فبدلًا من أن تكون الزيارة خالصة لوجه الله تعالى، وللتقرب إلى أهل البيت (عليهم السلام)، تتحول إلى مناسبة لإثبات الحضور أمام المتابعين، أو استعراض التقوى والورع أمام الناس.

    وقد ورد في الروايات أن "الإخلاص سر من أسرار الله"، وأن قبول العمل مرتبط بنيّته، فهل نُراعي هذا السر حين نحول كل لحظة روحانية إلى محتوى مرئي؟ التوازن هو الحل


    لا أحد يُنكر أهمية الذكريات، ولا يُحرِّم التقاط صورة تُخلّد لحظة مؤثرة في مكان مقدس، لكن المشكلة تكمن في الإفراط وتحويل الأصل إلى استثناء. يمكن للزائر أن يلتقط صورة واحدة للذكرى، ثم يضع الهاتف جانبًا ويغوص في عالم الزيارة، ويعيش اللحظة بكل خشوعها وروحانيتها.

    كما ينبغي احترام خصوصية الآخرين وعدم إقحامهم في صور قد لا يرغبون في الظهور فيها، إلى جانب مراعاة حرمة المكان وسكينته. خاتمة


    إن زيارة مراقد الأئمة فرصة نادرة لمراجعة النفس، وتهذيب الروح، وتجديد العهد مع الله وأوليائه. فلنجعل من زياراتنا لحظات نقاء وصفاء، لا جلسات تصوير واستعراض. ولنتذكر دائمًا أن الروحانية لا تُوثق بالعدسات، بل تُعاش بالقلب.
    يا أرحم الراحمين
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X