كتب مدير معهد الدراسات الإسلامية والعربية الهندي الدكتور (ظفر الإسلام): إن بسقوط صقلية ثم اطليطلة انتهى الحكم الإسلامي، ولم يخرج المسلمون من هذه البلاد، وهي اول صورة للأقليات المسلمة في القرن الحادي عشر، ثم شاعت في الحروب الصليبية، وتزايدت مع سقوط الحكم الإسلامي في الاندلس 1492م، واستفحلت في القرن العشرين الذي شهد اقليات مسلمة في كل دول العالم تقريبا، وغالبيتهم حصلوا على جنسية المواطنة تناقض الفتاوى؛ فالمالكية ترفض عيش الأقلية، وتكفّر من يعيش في دولة كافرة، وعند الإحتلال الفرنسي للجزائر؛ وظف عبد القادر الجزائري الفقه سياسيا؛ فقد كفّر من لا يهاجر اليه، بينما اجاز الفقه الحنفي ذلك طالما أمنوه على عقيدته، فكانت بولندا ورومانيا يعيش فيها المسلمون منذ ما يقارب الألف عام، وكذلك روسيا التي فيها عرقيات مسلمة اهمها التتار الذين يتمتعون بحكم ذاتي، وهذا كله ليصل الدكتور الى كسر مفهوم الامة الإسلامية، ويقول: ان منطق الواقع يرفض وجود امة اسلامية، ونحن نرى ان وجود الأمة لا يناقض مفهوم الوطنية وادعاءات الدكتور الهندي ستناقض الحديث الشريف: (المسلمون أمة واحدة).
الدكتور ظفر الإسلام: "افتى البعض برحيل المسلمين الهنود عن الهند واهل الفتاوى لم يغادروها"
المبحث:ـ هذه فتاوى لا علاقة لها بجوهر الدين، وتعتبر محاولة كبت لجميع الحركات الإنفصالية في كشمير والشيشان وجنوب الفلبين وغيرها.
الدكتور ظفر الاسلام:ـ جميع الأقليات التي طالبت بالإستقلال، وحاولت الإنفصال عن الوطن الأم باءت بالفشل، بل واعطت الفرصة لحكومات ديكتاتورية وقمعية وتعصبية دينيا وعرقيا الفرصة والمبرر والغطاء اللازم للقمع والقتل وتصفية الوجود الإسلامي؛ ويكفي ان عدد القتلى في كشمير 80 ألف مسلم من اصل 4 مليون فقط... ولو طالب مسلمو الهند بالإنفصال لأعطوا الفرصة للمتطرفين بالبدء بحرب طائفية اهلية سيقتل بها الملايين.
المبحث:ـ الإستقلال مطلب شرعي، والمعاناة اساسا موجودة؛ فهناك قتل واضطهاد، وهناك تمييز ديني.
الدكتور ظفر الاسلام:ـ للإنفصال شروط فـ(نمور سري لانكا) انفصلوا دون اعتراف العالم، وقبرص التركية لم تحصل على اعتراف دولة واحدة في العالم؛ فلا يوجد فيها خط طيران ولا اتصالات تليفونية ولا بريدية... ولو نظرنا الى جيبوتي فهي نصف مليون مسلم وتعتبر دولة مسلمة، والهند 140 مليون مسلم ولا تعد مسلمة؛ وتركيا فيها غالبية مسلمة وهي دولة غير مسلمة. اما بالنسبة للأمان فكثير من الدول المسلمة لاينطبق عليها هذا المعيار، وقد يتحقق الأمان في دول اخرى غير مسلمة.
النقاش طويل وامره يحتاج الى متابعة ومناقشة مستفيضة؛ فهو يرى ان الامة الإسلامية شيء لم يعد واقعيا وقد تجاوزه الزمن، فهل يا ترى ان الامة الاسلامية فعلا قد انتهت، ولم يعد لها وجود، وعلى المواطن أن لا يفكر الا في حدود وطنه ام على المواطن ان يحمل هذه الامة الإسلامية وأناسها المسلمين هوية اسلامية لابد منها؟