بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين.
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين.
من رحم الفاجعة بدأت مجالس كربلاء، من قبل الرجال ومن قبل النساء ، ولكن لنأخذ المجالس الحسينية الأولى التي اقيمت على يد النساء* .
لم تكن مجرد بكاء، بل كانت رسالة وهوية وولاء، ومنبرًا ينقل قضية الإمام الحسين (عليه السلام) للأجيال.
فالمجلس الحسيني ليس مجرد حضور، بل مدرسة تربوية ومصدر إشعاع روحي. إنه ذاك الميراث الحيّ الذي نسلّمه لأطفالنا ليبقوا على نهج كربلاء.
قال الإمام الرضا (عليه السلام) :
«من جلس مجلساً يُحيى فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.»
[بحار الأنوار، ج١، ص٢٠٠]
*1. أم سلمة (رضي الله عنها) – بداية الحزن قبل وقوع الفاجعة*
- أول من أقام مجلسًا على الحسين (عليه السلام) بعد تحوّل تراب القارورة التي سلّمها لها النبي (صلى الله عليه وآله) إلى دم عبيط.
- *المصدر*:
- *بحار الأنوار*، ج44، ص292–293
- *كامل الزيارات*، لابن قولويه، باب 26
*2. السيدة زينب (عليها السلام) ونساء الطف – إقامة المآتم بعد الأربعين*
- بعد زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، لبثن ثلاث ليالٍ يقمن المآتم.
- *المصدر*:
- *اللهوف في قتلى الطفوف*، ابن طاووس
- *الملهوف على قتلى الطفوف*
- *مثير الأحزان*، لابن نما الحلي
*3. أم لقمان بنت عقيل وأخواتها – مجلس العزاء في المدينة*
- عند وصول خبر الشهادة إلى المدينة، أقمن مجلسًا نسويًا بالبكاء والنحيب.
- *المصدر*:
- *بحار الأنوار*، ج45، ص110
- *الفتوح*، لابن أعثم الكوفي
*4. أم البنين (رضي الله عنها) – المجلس العلني في البقيع*
- كانت تندب أبناءها والحسين (عليه السلام) في البقيع، فيجتمع الناس للبكاء معها.
- *المصدر*:
- *أعيان الشيعة*، ج11، ص180
- *سير أعلام النبلاء* (ذكر أحوال العباس بن علي)
*5. أسماء بنت عقيل ونساء المدينة – المجلس عند قبر النبي (ص)*
- مجلس عزاء عند قبر النبي، بالبكاء والندبة الجماعية.
- *المصدر*:
- *بحار الأنوار*، ج45، ص111
- *تاريخ اليعقوبي*، ج2
*6. السيدة الرباب (عليها السلام) زوجة الحسين – الحداد السنوي*
- بقيت سنة كاملة في العزاء حتى جفّت عيناها وقيل إنها توفيت بعد ذلك.
- *المصدر*:
- *مقاتل الطالبيين*، لأبي الفرج الأصفهاني، ص57
- *أنساب الأشراف*، ج3
. حديث الإمام الرضا (عليه السلام) عن فضل المجالس الحسينية*
- «من جلس مجلسًا يُحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
- *المصدر*:
- *بحار الأنوار*، ج1، ص200
- *عيون أخبار الرضا*، للشيخ الصدوق
لم تكن تلك المجالس مجرّد تعبير عن الحزن، بل كانت *صرخة وعي وبداية مشروع حفظ القضية الحسينية عبر الأجيال*.
فما أقامته النساء الأُول لم يكن طقسًا عابرًا، بل *نواةً لصوتٍ ما زال يتردّد حتى اليوم في الحسينيات والقلوب*، ينقل الحقيقة ويحفظ الذاكرة.
منذ اللحظة الأولى، كانت المجالس الحسينية *إحياءً للحق، وكشفًا للظلم، وتربيةً على الولاء والثبات*.
وهكذا تحوّلت إلى منابر تعليم وتهذيب، تُنبت الوعي وتغرس القيم الحسينية في النفوس، وتُبقي كربلاء حيّة في الوجدان والموقف.
اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد ، وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين ، وشايعت وبايعت وتابعت على قتله .