موعدكم يوم غد الاربعاء وبرنامج (في رحاب الطفوف)

[تسبيحة الروح]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبد الله الحسين عليه السلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام منصور من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله.

مستمعاتنا الكريمات ستكونون مع برنامج (في رحاب الطفوف) يأتيكم عند التاسعة صباحا من مكتب النجف الاشرف.



فقراتنا ستكون:
فقرة: من وحي عاشوراء

تهدف الفقرة إلى استذكار الحدث التاريخي الحزين في يوم 13 محرم، يوم دفن الأجساد الطاهرة بعد أن بقيت بلا مواراة لثلاثة أيام، وتسليط الضوء على الشعائر والمجالس المقامة في هذا اليوم، مع إستقبال تعازي المستمعات ومشاركتهن الوجدانية، تعزيزًا للارتباط العاطفي والروحي بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) ومظلوميته الخالدة.


مستمعتي الكريمة: شاركينا بتعازيك ومواساتك لإمام الزمان( عليه السلام) بذكرى دفن الأجساد الطاهرة , ومواراة الجسوم الزواكي .




فقرة المحور : نُصرة خالدة

في هذا الفقرة يتم تسليط الضوء على موقف نساء بني أسد في يوم دفن الأجساد (13 محرم)، وإبراز الدور الجوهري للمرأة في نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال المشاركة الوجدانية، والموقف العملي، والتاريخ الصامت الذي حفظته دموع النساء وهم يهيّئن الأرض لدفن الشهداء.

مستمعتي : ماهي أنواع الخدمة الحسينية؟ وكيف تعملي على تعليم ابنائك أهمية هذه القضية في مثل هذه الأيام , وماهي الإجراءات التي تتخذيها لايصال نهج الحسين ومساره لهم ؟





فقرة : إعلام وتوجيه


نستضيف فيها احدى الاخوات من شعبة حفظ النظام في العتبة العباسبة المقدسة لتتحدث عن تجهيزات الشعبة في هذا اليوم .




فقرة : ان معي من يعينني

تتحدث عن ( ان معي من يعينني)المنبثق من الامام زين العابدين (عليه السلام) مع ضيفة مختصة .






اعداد
سارة عامر




تقديم
سارة عامر
سارة الابراهيمي




اخراج
خديجة الموسوي





أعظم الله أجورنا وأجوركم وأحسن الله لنا ولكم العزاء.

[(خادمة الزهراء البتول)]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عضم الله لكم الاجر بهذا المصاب الجلل

واقول

السلام على الأجساد التي بقيت ثلاثة أيّامٍ بلا دفن ...

السلام على صدورٍ داستها حوافرُ الخيل، وقلوبٍ ما خذلتْ دين الله ولو للحظة.

في مثل هذا اليوم، ارتجّت كربلاء بصمتٍ مفجع،

فها هو زين العابدين يخطو خطواته المتعبة نحو رمضاءٍ ما برحت تلفح بقايا الأمل،

ينظر إلى الجسد الذي كان حياة الهدى، ويُواريه التراب بيدين مرتجفتين.

أيُّ مصابٍ هذا؟

أيُّ وجعٍ يسكن قلب إمامنا المنتظر حين تعود به الذاكرة إلى هذه الساعة؟

يرى الحسين مجندلًا، وحوله إخوته وأصحابه،

ثلاثة أيّامٍ لم يُوارَ فيها جسدٌ، كأنّ الأرض أبت أن تحتضنهم استعظامًا لما جرى.

ولكنها حُفرت قبورهم اليوم، فاحتضن الثرى قدسَ الدماء وطيبَ الأرواح.

السلام على الوجع الذي لا يُنسى،

السلام على دمعة صاحب العصر التي ما جفّت منذ عاشوراء،

وعزاؤنا له: سيدي، نحن معك، نبكي لبكائك، وننتظر ظهورك،

لنُعيد للحقّ صوته، وللعدالة رايتها،

ولنجعل كربلاء حيّة فينا ما دام في القلب نبضٌ وفي العين دمعة.

[(خادمة الزهراء البتول)]

الى اافقرة الاولى.....
اجدد لكم العزاء
وعضم الله لكم الاجر بهذا المصاب الأليم
الذي ادما قلب صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وقلوب شيعته المخلصين
والاصعب هو انهم لم يدفنون الى بعد ان لفحت اجسادهم الطاهرة شمس الطف الحارقة


فيا دمعة الموالين، ويا وجع المُحبين، مرّت ثلاثة أيام… والأجساد الطاهرة لا تزال على رمضاء كربلاء، تصرخ صمتًا في قلوبنا، وتخترق كل وجدان.

ثلاثة أيام، والريح تمرّ على صدورٍ مُهشّمة، وثلاثة أيام، وحرّ الشمس يلهب جباهًا سجدت لله طائعة…

أين الدار؟ أين الكفّن؟ أين الأمان؟

هم أولياء الله، لكنّ الأرض ضيّعت أجسادهم، والسماء بكت دمًا عليهم.

ثلاثة أيام والحسين بلا غسلٍ، بلا كفن، بلا مُشيّعين…

والخلائق تنضر إلى صدره المطعون، وزينب تناديه:

"أأنت الحسين؟ أم قُطّعت أوصالي في فَقدك؟ أأنت الذي كنت إذا اشتدّ الخوف، تطمئنّني؟ فمَن يطمئنّني بعدك يا أبا عبد الله؟!"

ثلاثة أيام وجسد العباس مقطّع عند شريعةٍ لم يشرب منها قطرة…

علي الأكبر ما زال وجهه يشعّ نورًا مثل ما كان وجه رسول الله، لكنّه مسجّى كالقمر المغيّب …

والقاسم الذي لقد توقدت شموع العرس بجمرات قلبه الحامي وقد تحنّى بدمائه الطاهرة....

والأطفال… والرضيع…

دمهم سال وما جفّ، نحرهم ذُبح وما طُوي.

يا شيعة الحسين…

يا عشّاق الطف…

قفوا اليوم دقيقة صمتٍ لا بالشفاه، بل بقلوبٍ دامعة، واستشعروا هذا المصاب:

ثلاثة أيام وأطهر أهل الأرض ظلّوا غرباء…

والسماء ظلّت تواسي الأرض…

والعالم نام، إلا كربلاء، فإنها منذ ذلك اليوم، لم تنم.

🖤

"اللهم اجعل قلوبنا قبورًا لدم الحسين، وأعمارنا وقفة عزّ عند خدمته، ولا تحرمنا لوعته في الدنيا، ولا شفاعته في الآخرة."

[(خادمة الزهراء البتول)]

فقرة المحور : نُصرة خالدة

الخدمة الحسينية لا تقتصر على تقديم الطعام أو إقامة المجالس فحسب، بل تشمل كل عمل يُسهم في إبقاء نهج الحسين حيًّا في القلوب والعقول.

هي تربية، وهي وعي، وهي غرس للقيم العاشورائية في نفوس الأبناء، كما غرست نساء بني أسد أيديهن في تراب كربلاء ليُشاركن في دفن الشهداء.

أعلّم أبنائي أن الحسين عليه السلام ليس ذكرى نُبكيها فحسب، بل هو مدرسة نعيشها.

أُحدّثهم عن الصبر من سكينة، وعن العزّة من زينب، وعن الوفاء من الرباب،

وأُقرّب لهم كربلاء لا كمعركة انتهت، بل كرسالة بدأت ولم تنتهِ بعد.

أما الإجراءات، فهي تبدأ من داخل البيت:

نُزيّن المنزل بشعار الحزن، نُردد القصص العاشورائية كل ليلة، نُشارك في المواكب، وندعوهم لخدمة الزائرين، وإن صغرَت أيديهم، فقلوبهم قادرة على حمل راية الحسين.

أُريدهم أن يعرفوا أن نصرة الحسين لا تُقاس بالعمر، بل بالإخلاص،

وأن دموع نساء بني أسد يوم دفن الأجساد كانت خطًّا من نورٍ دوّنته السماء قبل الأرض،

وأن المرأة الحسينية، حين تبكي، تُنبت من الدمع ثورة، ومن الحزن موقفًا، ومن الذكرى خُلودًا.

[(خادمة الزهراء البتول)]

فقرة : إعلام وتوجيه

التنظيم في مثل هذه الأيام هو عماد نجاح أي مراسم حسينية، وشعبة حفظ النظام في العتبة العباسية المقدسة تقدم نموذجاً رائعاً في الدقة والاحترافية.

جهودهم ليست مجرد إجراءات أمنية، بل هي عمل إنساني عميق يهدف إلى توفير الأمان والراحة للزائرين، مما يسمح لهم بأن يعيشوا لحظات الحزن والذكرى بكل خشوع وسكينة.

هذه الاستعدادات تُظهر حجم المسؤولية الكبيرة التي يتحملونها، وكيف أن النظام ليس مجرد حفظ للنظام فقط، بل هو جزء من رسالة إحياء نهج الإمام الحسين عليه السلام، حيث تُحفظ المشاعر وتُصان الحقوق، ويُسهل وصول الرسالة الحسينية لكل من يريد أن يسمعها ويفهمها.

[(خادمة الزهراء البتول)]

فقرة : ان معي من يعينني
حديث الإمام زين العابدين عليه السلام "إن معي من يعينني" هو رسالة أمل وقوة لكل من يمر بصعوبات الحياة.

هذا القول يعبر عن يقين تام بأن الإنسان مهما واجه من تحديات أو ظلم، هناك عون من الله تعالى يدعمه ويسنده. هو تذكير بأننا لسنا وحدنا في مواجهة المصاعب، فالله مع الذين يثبتون على الحق ويصبرون على الأذى.

في واقعنا، هذا الحديث يعلمنا كيف نواجه الضغوطات بثبات وإيمان، وأن نعتمد على الله سبحانه وتعالى في كل موقف. كما يحثنا على الصبر والاحتساب، لأن العون الإلهي هو سر النجاح والثبات في وجه المحن.

من هذا المنطلق، يمكن لكل منا أن يستمد القوة والسكينة في قلبه، ويتقدم في طريق الحق بثقة بأن الله لن يتركه وحيدًا أبداً.

[فداء الكوثر]

من 🕌وحي عاشوراء ❔
حينما نغوص في أعماق فاجعة كربلاء، فإن من أعظم مشاهدها إيلامًا وأكثرها وجعًا في قلب السيدة الزهراء وأبنائها عليهم السلام ، هو ذلك اليوم الذي عاد فيه الإمام زين العابدين عليه السلام، الأمام العابد الساجد، الممزق قلبًا وبدنًا، ليواري أجساد الشهداء الطاهرة بعد معركة الطف.

كان ذلك بعد رحيل جيش يزيد ورفع السيوف عن الأجساد الطاهرة، فجاء الإمام السجاد عليه السلام من الكوفة وأقبل نحو أرض كربلاء، يحمل في قلبه ألف لوعة، وألف دمعة من هول المصيبة... إمامٌ عليل، قد أنهكته القيود والأسقام، يتنقل بين تلك الأجساد المقطعة، يتعرف على رأس هنا، وكف هناك، وبدن بلا رأس

وهنالك جسد أبيه الحسين عليه السلام ، مثخن بالجراح، مطروح على رمضاء كربلاء، والشمس تلتهب فوقه..


🔷️فأقبل الإمام السجاد عليه السلام ، يحفر القبر بيديه ثم نزل في القبر،
ضمّ الجسد الشريف،،،،،
قبّله وقال:"السلام عليك يا أبتاه،
السلام عليك يا من سفكت دماؤك ظلماً، السلام عليك يا من فُصل رأسك عن بدنك، السلام على من طُحنت أضلاعه تحت سنابك الخيل..."وأهل بيته الأطهار ،
في مشهد يدمى له القلب وتخشع له الأرواح.

💠💠💠💠💠💠

نسأل الله أن يرزقنا شفاعتهم والسير على نهجهم والثبات على ولايتهم.

🕊السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

[فداء الكوثر]

فقرة المحور : نُصرة خالدة
☆☆☆☆☆☆☆☆☆

بالنسبة لي أرى أن الخدمة الحسينية تقتصر على عملٍ معين، بل هي حالة حب وولاء تُترجم بأشكال كثيرة، فمن الناس من يخدم بطبخ الطعام، ومنهم من ينظّم المواكب، وآخرون يخدمون بكلمة أو بفكرة أو حتى بابتسامة صادقة تُشعر الآخرين بحرارة الإيمان. وأرى أن أجمل خدمة يمكن أن أقدمها هي أن أعلّم أبنائي معنى هذه المسيرة العظيمة، وأن أزرع في قلوبهم حب الحسين عليه السلام، ليكبروا وهم مؤمنون بأن الحق لا يُترك مهما كانت التضحيات.

أحاول في مثل هذه الأيام أن أخلق أجواءً خاصة في البيت، أفتح لهم أبواب السؤال والحوار عن كربلاء، وأقرأ معهم قصص الشهداء بأسلوب يناسب أعمارهم، وأتحدث معهم عن القيم التي ضحّى الحسين من أجلها. لا أجبرهم على البكاء، بل أعلّمهم أن البكاء شوقٌ ومحبة، وأن الخدمة ليست مجرد عادة بل رسالة نُحيي بها مبادئنا كل عام من جديد.

أحب أن أرى أبنائي يشاركونني في التحضير لأي مجلس أو نشاط، حتى لو كان ذلك بمساعدتي في ترتيب المكان أو بتقديم الماء للناس، لأُشعرهم أن كل جهد صغير له قيمة كبيرة عند الله وعند الحسين عليه السلام ..

وبذلك أحاول أن أجعل من ذكرى عاشوراء درسًا حيًا لهم، لا يقف عند حدود مناسبة مؤقتة، بل يمتد ليكون أسلوب حياة فيه صدق وإيثار وكرامة ووقوف دائم مع الحق.

[جمانة الزهراء]

صباح الخير يا أرواحًا ما زالت على العهد…

ها قد أشرقت شمس اليوم الثالث عشر من محرّم، تحمل بين خيوط نورها وجعَ الأيام الثلاثة، حيث بقيَت الأجسادُ الطاهرة على رمضاء كربلاء، بلا مواراة، بلا أكفٍ تودّع، ولا أذرعٍ تحتضن الفقدَ بالصلاة والدمع.

تعزيتنا اليوم ليست عابرة، بل نزفٌ خافتٌ في قلب الزمان…

صباح اليوم الذي زفر فيه الثرى حزنَه، واستقبل أجسادًا أُريق دمُها لأجل الله، لأجل الدين، لأجلنا. صباح دفن الحسين وأصحابه، بعد أن جاؤوا بنو أسد يحملون حيرتهم وقلوبهم، وأعين النساء تُرشدهم بصمتٍ موجِع، بعد أن دلّتهم عقيلة الطهر، زينب الكبرى، على أماكن الشهداء.

🖤 يا صاحب الزمان، عظم الله لك الأجر...
هذا يوم دفن جدك، وها نحن نحيي مصابك…
فخذ دموعنا بيعةً متجددة، وقلوبنا خيامًا لم تنطفئ نارها مذ كربلاء.

صباحٌ بلون الفقد… وعزاءٌ يليق بأجسادٍ لم يضمها التراب إلا بعد أن اشتدّ على الشمس لهيبُها.

[جمانة الزهراء]

لسان حال صاحب العصر والزمان
يقول

يا رمضاء كربلاء… أما اكتفيتِ من الأجساد الطاهرة؟

أما رويتِ ظمأكِ من دماء أحبّ الخلق إلى الله؟

ثلاثةُ أيامٍ مضين، وأجسادُ أهل بيتي بلا دفنٍ ولا كفن…

جُدُثٌ ممزّقة، وصدورٌ مرضوضة، ورؤوسٌ مرفوعة على الرماح، وأنا أنظر بعيني وروح المدموم ، وينزف قلبي ولا يُرى جُرحه.

أنا المهديّ… أنا ابنُ من ذُبح عطشانًا، وتركوه ثلاثة أيامٍ على صعيدٍ يحمى،

أنا ابنُ فاطمة التي ما طابت لها الحياة بعد فَقْد أبيها، ولا هدأ قلبها بعد كسر ضلعها،

وأنا ابنُ الحسين الذي نادى: "هل من ناصرٍ ينصرني؟" فما أجابه إلا القليل.

أيتها الكوفة، أما رأيتِ عمّتي زينب وهي تدور بين الجثث؟

تبحث عن صدر أخيها… ترفع جسد القمر الأكبر… تنادي:

"يا حسين، قد كسرتَ قلبي وأوحشتَ دربي!"

أيتها الدنيا، ويحكِ!

كيف تستقرّين، والسبايا في الطريق؟

كيف تُشرق شمسكِ، وقمرُ الهاشميين بلا رأس؟

كيف تضحكين، والحسين بلا دفن، والعترة تُساق من بلدٍ إلى بلد؟

ثلاثة أيام… وأنا أعدّ اللحظات، وأشعر بكل حجرٍ لفحَ جبينَ والدي…

ثلاثة أيام، وكأنّها ثلاثُ قرونٍ من الغربة والحنين، والخذلان.

لكن، والله…

لأبكينّك صباحًا ومساءً،

ولأندبنك بدل الدموع دمًا،

ولأطلبنّ بثأرك يا جدّي، صبرًا يا كربلاء…

فلي في الغيب وعدٌ، وسيفٌ، ونداء.