من الارشيف
من غير الممكن أن ننسى التأثر الكبير الذي تركه المسرح الزائر من بغداد في مسرحيينا
صدى الروضتين: نلاحظ أن المخرج المسرحي قد تنوع على فئات مسرحية عدة فهو يقدم للابتدائية والمتوسطة؟
الباحث ابو رسل: هذا طبيعي لكون المسألة هي استدعاء المخرج من قبل تلك الفرق المدرسية؛ فالمخرج يعمل مسرحا هنا او مسرحا هناك في سعيه لتقديم مسرح عراقي له طابعه الخاص وبصمته الكربلائية.
صدى الروضتين: نلاحظ دخول المسرح الشعري الى مسارح كربلاء؟
الباحث: نعم لكننا نستطيع ان نصل لاستنتاج وجود تلوين طيفي مسرحي؛ فهناك مسرح عالمي وهناك مسرح شعبي وهناك مسرح عراقي وهناك مؤلف عراقي عربي، وهناك مسرح شعري متعدد، فقد قدمت مسرحية (مجنون ليلى) التي كانت من تمثيل حبيب صادق، رشيد الشامي، بدري حسون فريد، رضا مرتضى، لطيف حسين عبد علي.
وفي 1943م قدمت مسرحية (يوسف الصديق) او كانت تسمى (مشاهد الفضيلة) وهي من تأليف الخوري المطران سليمان الصائغ كاتب لبناني، وأعد المسرحية واخرجها مهدي جاسم شماسي مع طلاب ثانوية كربلاء للبنين، فهنا نلاحظ شيئا ما جديد هو دور الاستعانة بالفنانين العراقيين الكبار من بغداد لأغراض الاشراف على العمل أو التوجيه كالاشراف الفني لهذه المسرحية للمرحوم جعفر السعدي.
صدى الروضتين: وحين يبدأ دور الخبير المسرحي للدخول الى المسرح الكربلائي يعني عندي ثمة نضوج في عملية التلاقح الثقافي، ثمة نهوض انفتاحي يعتمد على اكتساب خبرات من الوافد المتطور قطعا بالنسبة الى فناني كربلاء؟
الباحث: هذا الأمر طبيعي فقد بدأ المسرح الكربلائي يحتاج الى خبرات، فمن غير الممكن أن ننسى التأثر الكبير الذي تركه المسرح الزائر من بغداد في مسرحيينا، الفرق التي زارت كربلاء كبيرة مثل فرقة حقي الشبلي، وعبد الله العزاوي، ويحيى فائق، وهذه الفرق معروفة ولها خبرات عالية، وهذا التنوع خلق امكانية الإطلاع المتنوع، وكان لذلك التأثير دور واضح من خلال التعاون المستمر مع هذه الفرق؛ حيث كان الكربلائيون يشاركون في بعض هذه الأدوار، والممثلون في هذه المسرحية مهدي عبود ضياء الدين عبد الرزاق الوكيل، عبد الحميد الكروي، وشهاب الكروي، وكانت برعاية متصرف اللواء عمر حفظي العلي. وفي سنة 1943م قدمت مسرحية (الطيش القاتل) من تأليف كامل القره غولي، وبدري فريد، ورشيد الشامي، وعزيز الصالح. وفي سنة 1948م كانت مسرحية (القبلة القاتلة) تأليف (لوبيك لومادي) من المسرح العالمي، وترجمة فتوح نشاطي، واخراج جعفر السعدي، وتقديم طلاب ثانوية كربلاء للبنين، وتمثيل نوري امين، بدري حسون، وحميد الكروي. وفي نفس العام قدمت مسرحية (عام الفيل) تأليف عبد الجبار المطلبي برعاية متصرف اللواء طاهر القيسي. وايضا مسرحية (طعنة في القلب) التي كانت اخراجا جماعيا والاشراف لجعفر السعدي .
صدى الروضتين: كلما نتقدم في الحديث نجد امامنا شيئا جديدا انفتاحا جديدا حول معنى آخر يقرب الخطوة نحو التكامل او لنقل التنامي الصحيح، فبدأنا عند هذا التاريخ نرى شيئا جديدا اسمه الإخراج الجماعي؟
الباحث: انت الآن لخصت لنا غاية هذا البحث وهذا اللقاء نريد ان نظهر سلم التنامي الذي ارتقت به كربلاء؛ فالمسرحية كانت باشراف جعفر السعدي، وتقديم طلاب ثانوية كربلاء، ومسرحية (متنه) في ثانوية كربلاء باشراف الأستاذ الرياضي عباس الفروچي، وكانت المدرسة بادارة مديرها حسن موسى، ورعاية العرض من قبل متصرف كربلاء عبود الخالصي.
صدى الروضتين: الان هناك ملاحظة صغيرة، إننا ما زلنا نتحدث عن مسرح طلابي؟
الباحث: ربما تعتقد انه العنوان الكلي لهذا المسرح لكن في الحقيقة هو يمثل واقع المسرح العراقي لهذه المدة حتى بدأ يؤثر على المسرح الشعبي، واحتمال كبير ان بعض المسرحيين كانوا يدخلون الى المسرح الشعبي عن طريق المسرح المدرسي ومن اشهر الممثلين في هذه المسرحية حسين هادي الصواف، شهاب الكروي، محمد حسن الشكرچي، شقيق حميد الشكرچي - وبقي في المسرح الى الستينيات - وتمثيل الفنان القدير حسن جلوخان، والمرحوم هادي السعيد، وعدنان نصر الله، وكاظم جواد الشهرستاني. ونلاحظ ان المسرح الان بدأ يتطور ليصبح مسرحا حقيقيا يحمل الحرفة حيث ولد اسم المكياج في هذه المسرحية، وهو الماكير الحاج ناجي الراوي استاذ الماكياج في معهد الفنون الجميلة.