من التراث الشعبي العراقي المگوار والفالة وطنية وشرف عراقية
عبد الملك كمال الدين
(المگوار أو المگيار والفالة) أسلحة شعبية سجلت حضورا وطنيا في ملحمة ثورة العشرين وخاصة في بطاح الفرات الأوسط تجاه أعتى أسلحة الانگليز الغزاة المستعمرين من المدفعية (الطوب) كما هو مسمى شعبيا، اضافة للطائرات، ورشاشات الفيكرز (مطر اللوز) والسفن الحربية ومنها الباخرة الانگليزية (فاير فلاي) التي دمرها الثوار في الكوفة.
وكان سلاح الثوار هو ما متوفر محليا ومنها (المگوار) وهو عصا طولها (75) سنتمتر برأسه كرة من (القير) كذلك (الحدرة) وهي مشابهة للمگوار لكن برأسها كرة من الحديد، والفالة وهذه تمتاز بطول رمحها حوالي ثلاثة أمتار، وبرأسها سهام حديدية ثلاثة. ولا ننسى (الچراز) وهو عصا بطول المتر برأسها كرة مخروطية من قطع الخشب والمسامير. وكذلك (الحربة) وهي رمح خشبي بسكين حديدية مثبتة على رأسه وأيضا (التوثية) وهي عصا غليظة بطول المتر...
إن عموم هذه الأسلحة الشعبية هي من خشب (الجنى) القوي الأملس. أما الصنف الآخر من الأسلحة فهي (السيوف العربية والهندية، والقامات النجفية والكربلائية، والخناجر العفچاوية، والگديمية، والفؤوس بأنواعها، كذلك الطبر ذو الوجه الواحد وذو الوجهين، والمنجنيق الشعبي البدائي (المحچال) الذي توضع به كرة صغيرة من الحصى ويستدير به الرامي بسرعة ويوجهه نحو العدو) ولا يفوتنا ذكر بعض الأسلحة النارية مثل بندقية قديمة تُعبّأ بالبارود، وكرات صغيرة من الرصاص، وبعض الخرق، وهذه كان لها دوي ودخان يملأ المكان ومثلها (البشتاوه) وهذه قصيرة بعضها مفردة والآخر مزدوجة.
كذلك بنادق أخرى مثل (الصليب، والمكنزية، والمطموسة، واليهودية، ومسدسات الوبلي والبربلي والموزر، وبرونك) هذا على العموم كان سلاح أبناء العشائر والمدن والقصبات والذين استطاعوا بايمانهم بالله ورسوله وآل البيت الأطهار ووطنهم العراق العزيز أن يهزموا جيش بريطانيا ومرتزقـتها بعنجهيتهم وقوتهم، وكانت العارضيات، والرارنجية، والرستمية، والرميثة، والنجف الأشرف والكوفة والحلة وكل البطاح ساحات شرف وفداء علماء وحوزات، فلاحين وعمال، وكسبة وأدباء وشعراء وعشائر غيورة كلها اصطفت وتعاهدت على التضحية والنصر وكان شاعرها الشعبي يردد (الطوب أقوى لو مگواري) بين زغاريد وهوسات العراقيات البطلات.