بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
يسأل الكثيرون في زحمة الحياة وهمومها: ما الذي يعيد إلى القلب نبضه الحقيقي؟ ما الذي يجعل الروح تنتفض من غفلتها؟ ما الذي يوقظ فينا الإحساس بعد موات، ويبعث الحياة في وجدان خنقته الذنوب؟
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
يسأل الكثيرون في زحمة الحياة وهمومها: ما الذي يعيد إلى القلب نبضه الحقيقي؟ ما الذي يجعل الروح تنتفض من غفلتها؟ ما الذي يوقظ فينا الإحساس بعد موات، ويبعث الحياة في وجدان خنقته الذنوب؟
إنها دمعة على الحسين،
إنها زيارة للحسين،
إنها مجلسٌ يُذكر فيه الحسين،
هي تلك اللحظات التي يتنفس فيها القلب هواء كربلاء، فيزهر من جديد.
القرآن ينبض بهذه الحقيقة
قال تعالى:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
[الرعد: ٢٨]
[الرعد: ٢٨]
وهل من ذكرٍ لله أعظم من ذكر من بذل دمه لأجل دينه؟
هل من طريق للطمأنينة أصدق من الجلوس في مجلسٍ يعلو فيه اسم الحسين، فينقطع الإنسان عن الدنيا ويتصل بالملكوت؟
البكاء الذي يُحيي القلوب
قال الإمام الصادق عليه السلام:
"من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غُفر له ذنبه، ولو كان مثل زبد البحر"
ما هذا السرّ العجيب في الدموع؟
دموع تُطهّر القلب، وتُنقي النفس، وتغسل الذنوب كما يغسل المطر وجه الأرض اليابسة.
القلوب تحيا في كربلاء
قال الإمام الباقر عليه السلام:
"إن زيارة الحسين عليه السلام تنبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع"
زيارة الحسين ليست فقط مشيًا في الطريق أو دعاء يُتلى، بل هي إحياء للقلب، استيقاظ من الغفلة، تذكير بمن نحن ولماذا خُلقنا.
كربلاء ليست أرضًا فقط… إنها مدرسة، محرابٌ للدموع، بابٌ إلى الله.
مجالس الحسين تُنعش الأرواح
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:
"يا علي، إن الله جعل لذِكر الحسين عليه السلام حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدًا"
في مجالس الحسين تُسكب القلوب قبل الدموع،
ويُجدد الإنسان عهده مع الله،
ويتذكر المؤمن مقام الشهادة والتضحية،
وكيف أن الحياة لا قيمة لها إن لم تُعش لله.
لماذا ينعش القلب ذكر الحسين؟
لأن الحسين عليه السلام هو:
- تجسيدٌ للمحبّة الخالصة،
- أعظم مدرسة للصدق مع الله،
- كمالٌ للإنسانية في أوجّها،
- قُرب من الحبيب الأعظم، من الله.
- 🛑 حذارِ من القلوب الميتة!
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
"ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب"
لكن الله فتح بابًا لمن يريد أن يحيي قلبه:
البكاء على الحسين عليه السلام
اسأل قلبك: متى آخر مرة بكيت للحسين؟
هل زرت قبره ولو بقلبك؟
هل جلست في مجلسه واستنطقت دمعتك؟
هل اشتقت له كما تشتاق الأم لطفلها؟
إن كنت تبحث عن دواءٍ لقلبك،
عن نورٍ في عتمة نفسك،
عن نبضة صدق في حياتك...
فـ امضِ إلى الحسين،
واذكر مصيبته،
واجعل دمعتك رسالتك إليه…
فهو الذي قال عنه إمامنا الرضا عليه السلام:
"فإنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا"
(عيون أخبار الرضا)
(عيون أخبار الرضا)