اللهم صل على محمد وآل محمد
السؤال:
قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة: 208] وقال تعالى: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ [محمد: 35] وقال تعالى: فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا [النساء: 90] الكلمات: (السِّلم والسَّلم والسّلم) متقاربة في الأحرف والحركات إلّا أنّ كل واحدة دلّت على معنى خاص بها في القرآن، فما معنى كل منها؟
الجواب
قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة: 208]
(السِّلم) بتشديد السين وكسرها: هو الإسلام، وكل الناس مأمورون بالدخول فيه كافة، ليكونوا مسلمين لله، ويقصد به ايضاً التسليم الى شرائع الإسلام وهي شريعة الله (أدخلوا في السِّلم كافة).
وقوله تعالى: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ [محمد: 35]
(السَّلم) بتشديد السين وفتحها: هو الاستسلام والانقياد الذليل المهين (مع اصرار العدو على القتال) وهو مذموم، فلا ينبغي للمؤمنين ان يبادروا الى اقتراح الهدنة والسلام (قال تعالى: وانتم الأعلون)، ام اذا كان الاقتراح من الجهة المعادية ورأى ولي الامر المصلحة في السلام (قال تعالى: وان جنحوا للسلم فاجنحوا لها).
وقوله تعالى: فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا [النساء: 90]
(السَّلَم) بتشديد وفتح السين وفتح اللام: هو التسليم مع الحيطة والحذر، فلا يكفي دعوة ومعاهده غير المسلمين الى السلام فقط، بل يجب زيادة في الاحتياط والاطمئنان لتطبيق السلام ، وهذه هي معايير الحرب التي يضعها الله سبحانه (فما جعل الله لكم سبيلاً).
-----------
منقول