السلام عليكم ورحمة الله
روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (عليهما السلام) انه قال :
*( شَرُّ الْإِخْوَانِ ، مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ ).1*
المقصود إنما كان كذلك لان الإخاء الصادق بينهما يوجب الانبساط ، وترك التكلف ، فإذا احتيج إلى التكلف له فقد دل ذلك على إن ليس هناك إخاء صادق ، ومن ليس بأخ صادق فهو من شر الاخوان .
والقصد من الاخوان والمستفاد من سياق الحكمة إرادة الأصدقاء والأصحاب ،
وبعبارة أخرى على الإنسان أن يترسل ، ولا يشق على نفسه ، ولا يتكلف أمراً غير ميسور له ، بل يسير بحيث لا يخل بالطرف الآخر ولا يجهد نفسه ،
لان العلاقة الصحيحة ليس من مقتضياتها التكلف وطلب غير المقدور ، بل مبنية على السهولة والإغضاء عن التقصير إن وجد ،
فإذا ابتلي الإنسان بمن يثقله بالكلفة الزائدة ، والاهتمام المبالغ فيه ، والمحافظة على رضاه بالشكل الخارج عن المتعارف ، فذلك إنسان سلبي لا يستحق الصحبة وإقامة العلاقة الودية معه .
وبما يرتبط بأمور الضيافة مثلًا ،
فالضيافة شيء محبوب ومندوب ، ولكن التكلف فيها مذموم ، وعندنا نصوص كثيرة تعالج هذا الأمر ، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث روي عنه انه قال :
*( المُؤمِنُ لا يَحتَشِمُ مِن أخيهِ )،*
والاحتشام بمعنى تحمل الحرج ، ولو التزمنا بهذه الحكمة ، وحاولنا السير على موجبها ، فستقل حالات فشل العلاقات الاجتماعية بشكل ملحوظ ، لأن الذي يؤثر سلباً على العلاقات ، هو التكلف والتصنع فيها ، فإذا استبعدنا ذلك ، فالنتيجة وجود إخوان للإنسان ليساعدوه على نوائب الدهر ، ويجد فيهم أصدقاء أوفياء مخلصين ، يحس ذلك من مواقفهم وعواطفهم .
------------------------------
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤٩
روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (عليهما السلام) انه قال :
*( شَرُّ الْإِخْوَانِ ، مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ ).1*
المقصود إنما كان كذلك لان الإخاء الصادق بينهما يوجب الانبساط ، وترك التكلف ، فإذا احتيج إلى التكلف له فقد دل ذلك على إن ليس هناك إخاء صادق ، ومن ليس بأخ صادق فهو من شر الاخوان .
والقصد من الاخوان والمستفاد من سياق الحكمة إرادة الأصدقاء والأصحاب ،
وبعبارة أخرى على الإنسان أن يترسل ، ولا يشق على نفسه ، ولا يتكلف أمراً غير ميسور له ، بل يسير بحيث لا يخل بالطرف الآخر ولا يجهد نفسه ،
لان العلاقة الصحيحة ليس من مقتضياتها التكلف وطلب غير المقدور ، بل مبنية على السهولة والإغضاء عن التقصير إن وجد ،
فإذا ابتلي الإنسان بمن يثقله بالكلفة الزائدة ، والاهتمام المبالغ فيه ، والمحافظة على رضاه بالشكل الخارج عن المتعارف ، فذلك إنسان سلبي لا يستحق الصحبة وإقامة العلاقة الودية معه .
وبما يرتبط بأمور الضيافة مثلًا ،
فالضيافة شيء محبوب ومندوب ، ولكن التكلف فيها مذموم ، وعندنا نصوص كثيرة تعالج هذا الأمر ، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث روي عنه انه قال :
*( المُؤمِنُ لا يَحتَشِمُ مِن أخيهِ )،*
والاحتشام بمعنى تحمل الحرج ، ولو التزمنا بهذه الحكمة ، وحاولنا السير على موجبها ، فستقل حالات فشل العلاقات الاجتماعية بشكل ملحوظ ، لأن الذي يؤثر سلباً على العلاقات ، هو التكلف والتصنع فيها ، فإذا استبعدنا ذلك ، فالنتيجة وجود إخوان للإنسان ليساعدوه على نوائب الدهر ، ويجد فيهم أصدقاء أوفياء مخلصين ، يحس ذلك من مواقفهم وعواطفهم .
------------------------------
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤٩