إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لبرنامج مناهل الوفاء السعادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لبرنامج مناهل الوفاء السعادة


    لا شك أن الذين هم في قمة عالم السعادة، والذين يشرحون لنا سبيل السعادة، هم أئمة أهل البيت عليهم السلام.. وفي حديثٍ صريحٍ للإمام الصادق -عليه السلام- يصف لنا طريق السعادة، وهم الذين يعرفون كيف يحقق الإنسان السعادة في الوجود، يقول الصادق (عليهِ السلام): (ما كل من أراد شيئاً قدر عليه، ولا كل من قدر على شيء وفق له، ولا كل من وفق أصاب له موضعاً.. فإذا اجتمع النية والقدرة والتوفيق والإصابة، فهناك تمت السعادة).. ما كُلُ من أراد شيئاً قدر عليه، هذه مسألة واضحة: أن المؤمن يحدد دائرة الطموحات لديه، فهنالك بعض الآمال ليست لها قيمة كبيرة..والحال بأن الأمر ليس كذلك، لأن بني آدم في كثير من الأحيان يبني لنفسهِ قصوراً وهمية.. أما سيد الشهداء -صلوات الله وسلامهُ عليه- فإنه يطلب من الله -عز وجل- الحاجة التي أن أعُطي، لم يضرهُ ما منع (اللهم!.. حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، والتي إن منعتنيها لم ينفعني، ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النارِ
    ).

    فإذن، إن الخطوة الأولى في طريق السعادة، أن يحصر الإنسان همتهُ في أمرٍ معقول، وهذا الأمر المعقول نستفيدهُ من كتاب الله -عز وجل- وهي تحقيق العبودية.. فالإمام الصادق -عليه السلام- يقرر مبدءاً أول، وهو: ما كل من أراد شيئاً قدر عليه، ولا كل من قدر على شيء وفق له.

    أيضاً لابد أن نعرف أن الشيء قد ينال، ولكن هذا الشيء الذي نالهُ الإنسان، لا يكون مقدمةً للتوفيق ).. فأمثال قارون الذي كانت الحماميل تحمل مفاتح خزائنهِ {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ}.. فالإنسان قد يحقق الأمنية، ولكن هذهِ الأمنية لا تعتبر توفيقاً له.. ولا كل من وفق، أصاب لهُ موضعاً.. إذن، أين السعادة؟.. يقول (عليه السلام): (فإذا اجتمع النية والقدرة والتوفيق والإصابة، فهناك تمت السعادة).. عندما تكتمل هذهِ الحلقات جميعاً، بدءاً بالنية والقدرة والتوفيق والإصابة، فهنالك تجب السعادة.

    إن الإنسان لا هو مسير ولا هو مجبر، الأمر (لا جبر ولا تفويض، ولكنْ أمرٌ بين أمرين) وباختصار اذا كان التوفيق هو من أسباب السعادة، لذلك المؤمن في وضعيتهِ مع رب العالمين، يطلب من الله -عز وجل- أن يتمم سببية الأسباب.. (يا سبب من لا سبب له!.. ويا مسبب كل ذي سبب!.. ويا سبب كل ذي سبب!.. ويا مسبب الأسباب من غير سبب)!..

    ومن القواعد و المعالم العامة لكسب السعادة؟..
    - النفحات العبادية.. ورد عن الصادق (ع) أنه قال: (إذا قام المصلي للصلاة نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى أعنان الأرض، وحفت به الملائكة، وناداه ملك: لو علم المصلّي ما في الصّلاة؛ ما انفتل)، وفي حديث آخر لعلي (ع): (لو يعلم المصلّي ما يغشاه من جلال اللَّه، ما سرّه أن يرفع رأسه من‏ السجود).. كلمة يغشاهُ يفهم منهُ حالة من حالات الإصابة الشاملة، كأنهُ من رأسهِ إلى قدمه يغشاهُ جلال الله عز وجل.. لو يعلم ما انفتل؛ أي ما ترك صلاته، وبقي في حالة الصلاة تلذذاً بهذهِ الحالة.. هنا المعصوم كشف حجاباً حول الصلاة، والكلام نفسهُ يقال عن الصوم، قال رسول الله (ص): (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به)..؛ فلكل عبادة من العبادات لها نور.. ومن هنا الذي يريد السعادة الكاملة، عليهِ أن يستمتع بنفحات كل العبادات والطاعات، لا ينتقص واجبا ولا مستحباً؛ لأن لكل عبادة -كعالم الفيتامينات في عالم الطبيعة- علقة من هذهِ السعادة..

    - العدالة.. ان الإنسان الظالم لنفسهِ أو لغيرهِ؛ هذا الإنسان بعيد كل البعد عن موجبات السعادة.. الظلم لهُ شعبتان: ظلم النفس، وظلم الغير.. الإنسان إما يتعامل مع نفسهِ: عبادتهُ؛ صلاتهُ، وقيامهُ، هي حركة بينهُ وبين نفسهِ، متعلقة بالله -عز وجل- ولكن هي حركة مع نفسه.. وإما حركة مع غيره: فيتعامل مع نفسهِ في محضر الله -عز وجل- أو يتعامل مع غيره.. الذنوب التي لا تمس الغير: كالنظر المحرم؛ فالإنسان الذي نظر إلى منظر محرم، هو لم يعتد على أحد، ولم يأخذ مال أحد، ولم يدخل الأذى على قلب أحد.. في جوف الليل، حيث الناس نيام، يرفع يديه إلى السماء، ويقول: إلهي!.. العفو، هذا مقام العائذُ بكَ من النار، هذا مقام الخائف بك من النار، ويبكي في هذا الليل.. فالنظر المحرم ظلم، والقرآن يعبر عن هذا بأنهُ ظُلمٌ للنفس: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}، لماذا يسمى ظُلماً؟.. لأن الإنسان بهذهِ الحركة يؤخر مسيرتهُ التكاملية.. اعلموا أن كل معصية من المعاصي، هي حركة إعاقة لمسيرة الإنسان في قربهِ إلى الله تعالى.

    فإذن، إن الخطوة الأولى في دفع الظلم؛ ترك المعاصي والذنوب بكل صورها وأشكالها..

    نحن في تعاملنا مع مفردات الدنيا، نعمل بهذا القانون تماماً.. وما يستدعي الضحك، هو أن بعضهم لا يأكل لحماً من دولةٍ ما، لأنهُ جاء في الأخبار -مثلاً- أن هناك حالة من حالات أنفلونزا الطيور في بلدة بعيدة، وهو هنا يقاطع تلك الدولة في عالم الدنيا، في عالم الأضرار المادية هكذا نعمل.. والبعض يرمي المأكولات؛ لأنهُ مضى من تاريخهِ يوم واحد، وكأن في هذا اليوم الواحد تحول المادة إلى سم قاتل، فيرميه في سلة المهملات.. نحنُ هكذا في تعاملنا مع مفردات الحياة الدنيا، ولو أخطأ وأكل، فإنه يؤدي إلى مرض بسيط يوم أو يومين وينتهي الأمر.. أما عندما يصل الأمر إلى الاحتياط الشرعي؛ فإن الإنسان يمشي على حافة الشريعة، ويقول: هذا سوق المسلمين، فيغمض عينهُ ويأكل، وهو يكاد يقطع بأن هذا العنوان "سوق المسلمين" فيهِ ما يوجب القطع بخلافه.. وهكذا في باقي موارد التكليف.

    فإذن، إن ظُلم النفس هذا هو العنوان الأول، الموجب لسلب سعادة الإنسان.. ولكن نحنُ مبتلون أيضاً بظلم الغير، وهنا بيت القصيد: فالمتقي هو ذلك الإنسان الذي لو أُخبر أن هنالك كاميرا خفية، تبثُ أعماله صباحاً ومساءً لكل الفضائيات الأرضية المعروفة، يقول: الأفضل أن لا تفضحوني؛ ولكن إن كان ولابد أنا لا أخشى من شيء.. أنا من الصباح إلى الليل ليس عندي ما أخافُ من أجله.. الكاميرا الخفية المرتبطة بالقنوات الفضائية هكذا، توجب الرعب عندَ الإنسان!.. فكيف بالكاميرا الإلهية الذي لا يخفى عليها خافية؟...




    الملفات المرفقة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X