"قلم الغضب.. ودفتر الانتقام"
كان قريبي يعمل معاونًا في المدرسة، وحين صدر قرار إعفائي من بعض الالتزامات، أرسلوا هدية بسيطة على يده. لكنه قدّمها لي بطريقة باهتة، وكأنما يُلقي شيئًا لا قيمة له، قال بفتور وهو يناولني القلم:
– تعال ولك، هاي هدية من المدرسة.. بس القلم أريده، أريد أشتغل بي!
لم أجادل. فقط أمسكت دفترًا فارغًا، وبدأت أُفرغ في صفحاته طاقة كاملة من الألوان والخطوط والخربشات. كتبت، وشخبطت، ولوّنت حتى جفّ الحبر تمامًا.
انتهى القلم، وهدأت نفسي.
بعد أيام، عاد ليسألني بلهجة متعجرفة:
– ها وين القلم؟
فأجبته ببرود:
– خلص.
تغيّر وجهه، واشتعل غضبًا، راح يزبد ويرعد، أما أنا، فاكتفيت بالسخرية من انفعاله، وكأنني أقول له: "ما دامت الهدية مشروطة، فلتكن نهايتها على ورقٍ لا يُقرأ."
كان قريبي يعمل معاونًا في المدرسة، وحين صدر قرار إعفائي من بعض الالتزامات، أرسلوا هدية بسيطة على يده. لكنه قدّمها لي بطريقة باهتة، وكأنما يُلقي شيئًا لا قيمة له، قال بفتور وهو يناولني القلم:
– تعال ولك، هاي هدية من المدرسة.. بس القلم أريده، أريد أشتغل بي!
لم أجادل. فقط أمسكت دفترًا فارغًا، وبدأت أُفرغ في صفحاته طاقة كاملة من الألوان والخطوط والخربشات. كتبت، وشخبطت، ولوّنت حتى جفّ الحبر تمامًا.
انتهى القلم، وهدأت نفسي.
بعد أيام، عاد ليسألني بلهجة متعجرفة:
– ها وين القلم؟
فأجبته ببرود:
– خلص.
تغيّر وجهه، واشتعل غضبًا، راح يزبد ويرعد، أما أنا، فاكتفيت بالسخرية من انفعاله، وكأنني أقول له: "ما دامت الهدية مشروطة، فلتكن نهايتها على ورقٍ لا يُقرأ."
تعليق