إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موجبات موت القلب..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موجبات موت القلب..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    أولاً: عشق الأشياء.. إن المؤمن لهُ حالة من حالات التعالي عن حطام الدنيا، فالبعضُ قد يعشقُ سيارة مثلاً، فيستقرض من هُنا وهُناك، ويوقعُ نفسهُ في حَرج.. وإذا به بعد يومين أو أسبوعين، لا يرى جديداً في البين مجرد إطارات تمشي على الأرض، وهو جالس على حديدٍ ينتقل من مكانٍ إلى مكان!.. هذا الإنسان أوقع نفسه في الحَرج؛ لأنّهُ عَشقَ شيئاً.. وبعضُ النساء تعجبها قلادة على صَدرِ امرأة، أو ساعة في يَدِها، وإذا بها ترهقُ زوجها وتدخل معه في معارك؛ لكي تحصل عليها.. ولكن هنا يجب الانتباه إلى أن التي تَلبسُ قلادة بألفِ دينار، أو ساعة بآلاف الدنانير؛ فإن الكمالُ ليسَ لها، إنما لهذا الذهب.. هي تفتخر أنها جعلت عنصراً باسم الذهب على صَدرها، وكأنها تقول بلسان الحال: أيها الناس!.. أنا أتشرفُ بهذا الجماد الذي هو عبارة عن ساعة أو قلادة مثلاً!.. ولكن هل شرافة بني آدم بهذه الأشياء؟.. المؤمن يتشرف بذكر اللهَ عز وجل، وبالقُرب الإلهي.. والذي يحبُ الحلي والذهب والزينة؛ هذا إنسان عاشق لهذه الأشياء، ومتعلق بها.. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ومن عشق شيئاً أعشى بصره، وأمرض قلبه.. فهو ينظر بعين غير صحيحة، ويسمع بأذن غير سميعة.. قد خرقت الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه، وولهت عليها نفسه.. فهو عبد لها، ولمن في يده شي‏ء منها.. حيثما زالت زال إليها، وحيثما أقبلت أقبل عليها).. كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) دقيق، لم يقل: "من عشقَ امرأةً"؛ لأن عشق النساء شيء متعارف عليه، ولو عشق الإنسان إنسانة مثله؛ فإنه قد يصل إليها، ويأنس معها.. ولكن الكلام في عشق الشيء الجامد، معَ فارق التشبيه: فالطبلُ إذا خُرق يُرمى في سلة المهملات؛ لأنه سَقطَ عن حيز الانتفاع.. أما العقل؛ فإنه يُخرق بالشهوات.
    فإذن، إن المؤمن يحاول أن يتعالى عن أي شيء يمكن أن يحوز على اهتمامه.. ولهذا بعضُ كبار المؤمنين، عندما يتعلقُ بسبحة مصنوعة من عقيقٍ أو من فيروزج مثلاً، فإنه يهديها للغير!.. وإن رأى شيئاً يشغلهُ، أو قلبه تعلق به؛ فإنه يتصرف به؛ وبذلك يكون مصداقاً لقوله تعالى: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾.. والجمعيات الخيرية -هذهِ الأيام- توزع الأكياس على البيوت، لتجعل فيها مهملات الملابس، بَدل من أن تُلقى في سلة المهملات في القُمامة؛ وهذا يُقرّب الإنسان إلى اللهِ عزَ وجل!.. فشق تَمرة تقرّب الإنسان من ربه، ولكن ليقدّم ما تَعلقَ به فؤاده.
    ثانياً: ارتكاب الذنب على الذنب.. إن الذنب على الذنب من موجبات موت القلب، فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم): (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتةً سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب؛ صقل قلبه.. وإن عاد؛ زيد فيها حتى تعلو على قلبه، وهو الران الذي ذكر الله، ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُون﴾).. ولكن إن استغفر، فإن المعصية لا تُسجل في ديوان العمل، وهذا ما يفهم من بعض روايات أهل البيت (عليهم السلام): أن الإنسان عندما يذنب، يعطى فسحة من الوقت؛ بمعنى: أن الملائكة لا تسجل عليه الذنب.. والذنب الذي لم يسجل، لا يقاس بالذنب الذي سجل ثم غفر!.. صحيح أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولكنّ هناك فرقاً بين ذنب صدر ولم يسجل، وبين ذنب صدر وسجل ثم محي.. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً، أُجِّلَ فِيهَا سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ.. فَإِنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ -ثَلاثَ مَرَّاتٍ- لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ).
    ثالثاً: مُعاشرة الموتى.. قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم): (أربع يمتن القلوب: الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء -يعني محادثتهن- ومماراة الأحمق، تقول ويقول ولا يرجع إلى خير، ومجالسة الموتى، قيل له: يا رسول الله!.. وما الموتى؟.. قال: كل غني مترف).. إن الجلوس مع الغني المترف يُقسي القلب: فهو لا يعطيكَ من دنياه، ويأخذ من آخرتك!.. بينما مُعاشرة العُلماء؛ فإنها تُحيي القلب.. فالإنسان عندما ينظر إلى وجه بعض العلماء، من دون حَديث يمتصُ منهُ رحيق الهُدى.. وذلك مثل الإنسان الذي يدخل المسجد الحرام، ولو لم يصلّ أو يقوم بأي نوع من أنواع العبادة؛ فإنه يرى جَواً روحياً مُميزاً .. بينما عندما ينظر الإنسان إلى بعض المترفين الذينَ عَشقوا المال؛ فإنه يرى الإشمئزازَ في باطنه.. إنسان ليسَ لَهُ حَظ من التقوى، يتبجح بماله ويتكلمُ كلاماً فوقياً، هو لا يقول: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾، ولكن في مقام العَمل هكذا يقول!.. هذا الإنسان المُترف يجب الابتعاد عَنه، وإن كان لا بد من الذهاب إليه، فليخرج من عنده بسرعة، وقبلَ الذهاب وبعدَ الذهاب عليه أن يستغفر اللهَ عزَ وجل.
    رابعاً: كثرة الضحك.. إن المؤمن له قَلبٌ حَزين، لأن أمامهُ أهوال البَرزخ، وعقبات الآخرة، ولهذا ضحكه التبسم؛ تأسياً بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) حيث روي عنه أنه (كان جلّ ضحكه التبسم).. أما الإنسان الذي يكثر من الضحك؛ فهو إنسان بعيدٌ عن اللهِ عزَ وجل، والبعض يتجاوزَ الضحك إلى حَد التهريج!.. بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول: (كثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الإيمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء).. وقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (كثرة الضحك، تميت القلب).. وبالتالي، فإن كثرة التَفكر من موجباتِ حياة القلب.
    خامساً: عدم الذِكر في الخلوات.. سُئلَ الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام): ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجهاً؟.. قال: «لأنهم خلو بربهم؛ فكساهم الله من نوره».. وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (تَعَرَّضْ لِرِقَّةِ القَلْبِ بِكثْرَةِ الذِّكْرِ في الخَلَوَاتِ).
    سادساً: عدم تفقد الآخرين.. إن الذي يريد أن يصل إلى درجات القرب من الله عز وجل، فإن من أوسع أبواب القرب، هو تفقد من حوله، وإدخال البسمة على وجه بائس، وإطعام الفقير الجائع.. روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال: (إن أردت أن يلين قلبك: فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم).. فإذن، إن تَكفل الفقراء والأيتام، والمسحِ على رؤوسهم؛ من موجباتِ رقة القلب
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X