تويت
السيدين عبد الله بن موسى الملّقب بـ(الرضا)، وأخية السيّد محمّد (صلوات الله عليهما)
الاسم والنسب: السيّد أبو محمّد عبد الله، بن موسى الجون، بن عبد الله المحض، بن الحسن المثنّى، بن الحسن المجتبى، بن علي، بن أبي طالب (عليه السلام).
القابه: كانَ يلقّب بـ(الرضا، وعبد الله الناسك، والشيخ الصالح)
أمّه: أمّ سلمة بنت محمّد، بن طلحة، بن عبد [عبيد] اللّه، بن عبد الرحمن، بن أبي بكر، وهي مَن كتب إليها زوجها موسى الجون من العراق يستدعيها إلى الخروج إليه.
زوجاته: تزوّج السيّد عبد الله الرضا -على ما ذًكر في السير- من ثلاث نساء، وهن: إمامة بنت طلحة، بن صالح، بن عبد اللّه، بن عبد الجبّار، بن منظور، وخليدة بنت زهير بن زمعة بن ربعي بن فزارة، وعائشة بنت عبد اللّه بن حميد بن سهيل بن حنظلة ابن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب.
صفته وشعره: كان أبو محمّد عبد اللّه الرضا بن موسى الجون، شاعرًا محدّثًا فاضلًا ناسكًا، وكان يرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لازمًا، وكان مشهورًا بالجود مدوحًا معمّرًا، وهو القائل:
إذا العرش إن تفرج فإنّك قادر * وإن تكن الأخرى فإني صابر
جزى اللّه عنّا قومنا شرّ ما جزى * فللّه للمظلوم كاف وناصر
أحواله وسيرته: كانت حياته الطاهرة حافلة بالأحداث والمواقف، منها أنّه كتب إليه المأمون العباسيّ بعد شهادة الإمام الرضا (عليه السلام) يدعوه إلى الظهور ليجعله مكانه ويبايع له، ووعده بعفوه عمّن عفا من أهله، فأجابه عبد الله برسالة طويلة، منها (.. فبأي شيء تغرني؟ ما فعلته بأبي الحسن بالعنب الذي أطعمته إياه فقتلته؟..).
ومن أخباره أيضًا روى داود بن المبارك قال: أتينا عبد الله بن موسى، بن عبد الله، بن حسن بن حسن، بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن راجعون من الحجّ في جماعة فسألناه عن مسائل، وكنت أحد من سأله، فسألته عن أبي بكر وعمر؟ فقال أجيبك بما أجاب به جدّي عبد الله بن الحسن فإنّه سُئل عنهما فقال: كانت أمنّا صديقة ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم فنحن غضاب لغضبها، قلت: قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من أهل الحجاز أنشدنيه النقيب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد العلوي قال: أنشدني هذا الشاعر وذهب عني أنا اسمه قال: يا أبا حفص الهوينا وما * كنت مليا بذاك لولا الحمام
أتموت البتول غضبى ونرضى * ما كذا يصنع البنون الكرام
يخاطب عمر ويقول: مهلا رويدًا يا عمر أيّ إرفق، واتئد، ولا تعنف بنّا، وما كنت مليًّا، أي وما كنت أهلا لأن تخاطب بهذا وتستعطف، ولا كنت قادرًا على ولوج دار فاطمة على ذلك الوجه الذي ولجتها عليه لولا أن أباها الذي كان بيتها يحترم، يصان لأجله مات فطمع فيها من لم يكن فيها يطمع ثم قال: ((أتموت أمنّا وهي غضبى، ونرضى، نحن إذا لسنا بكرام فإن الولد الكريم يرضى لرضا أبيه، وأمه، ويغضب لغضبهما وأنّها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وإنّها أوصت أن لا يصليا عليها)).
وروي عن يحيى بن الحسن، قال: حدّثني الزبير بن أبي بكر، حدّثني إسماعيل بن يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن موسى، قال: خطب الحسن بن الحسن (عليه السّلام) إلى عمّه الحسين (عليه السّلام)، وسأله أن يزوّجه احدى ابنتيه، فقال له الحسين (عليه السّلام): اختر أحبّهما إليك، فاستحيا الحسن بن الحسن من عمّه ولم يحر جوابًا، فقال له الحسين (عليه السّلام): قد اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي اكبرهما سنّا، وأكثرهما شبها بأمّي فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) .
روايته وحديثه: وكان عبد الله بن موسى يروي عن أبيه، عن جدّه قال: كانت أمي فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين [اي الامام السجاد] (عليه السلام) .
ذريته: لقد أعقب السيّد عبدالله الرضا إثنا عشر رجلا، وهم:
1 - أبو عمرو موسى الثاني، امّه وامّ سليمان وصالح أمامة بنت طلحة بن صالح بن عبد اللّه بن عبد الجبّار بن منظور بن زيان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة ، وفيه أفخاذ..
2 - يحيى الفقيه ويعرف بـ(السويقي) وامّه خليدة بنت زهير بن زمعة بن ربعي بن فزارة بن معاوية بن قيس بن سيار بن هبيرة من بني أسد بن خزيمة، وهو بطن، ومن ولده خلق كثير بالحجاز وغيرها..
3 - سليمان، وهو بطن ويقال لعقبه: السليمانيون..
4 - صالح وهو بطن أيضا، وله بقيّة بالحجاز، منهم: آل أبي الضحّاك .
5 - أحمد الأحمدي المسوّر، امّه عائشة بنت عبد اللّه بن حميد بن سهيل بن حنظلة ابن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وإنّما لقّب بـ(المسوّر)؛ لأنّه كان يُعَلم في الحرب بسوار يلبسه، وهو بطن أيضا، ويقال لولده: الأحمديون، وهم عدد كثير..
6 - داود، مات في الحبس، ودفن بالبقيع، وكان له ولد قليل. 7 - إدريس . 8 - عيسى . 9 - أيّوب بني الفزارية ، لم يذكر له عقب. 10 - علي، لم يذكر له عقب .11 - محمّد ابن الأسديّة، أولد ستّة بنات. 12 - إبراهيم مئناث.
ولعبد اللّه بن موسى ثلاث بنات، وهنّ: فاطمة، وعاتكة، وامّ سلمة.
وفاته ومدفنه: ولم يزل عبد الله متواريًا إلى أن مات في أيّام المتوكّل في يوم الأربعاء ليلة النصف من شهر رمضان سنة 247هـ. ولما وصل خبر موت عبد الله بن موسى إلى المتوكّل بعد أربع عشرة ليلة من يوم وفاته، واخبر كذلك بموت أحمد بن عيسى ففرح بوفاتهما وسر، وكان يخافهما خوفًا شديدًا، ويحذر حركتهما، لما يعلمه من فضلهما واستنصار الشيعة بهما وطاعتها لهما لو أرادوا الخروج عليه، فلما ماتا أمن واطمأن، فما لبث بعدهما إلا أسبوعًا حتّى قُتل المتوكّل.
وأمّا السيد محمد بن موسى الجون رضوان الله عليه فكان رفيق درب هذه السيرة العطرة، ولا يخفى فضله ومكانته، فقد قال عنه صاحب (المجدي في أنساب الطالبيين) في بيان أعقاب السيّد موسى الجون بقوله: (وولد موسى بن عبد اللّه بن الحسن.. إلى أن قال: والرجال ثلاثة، منهم: محمّد درج ولم يعقّب..) اي توفي وليس له أعقاب والله العالم وهو المستعان.
______________
المصادر: المعقّبون من آل ابي طالب: 2/ 82، الأصلي في أنساب الطالبيين: 65، مقاتل الطالبيين: 415، الوافي بالوفيات: 17/ 346، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار: 24/ 45، سرّ السلسلة العلويّة، منتقلة الطالبيّة: 124 المجدي في أنساب الطالبيين، تراجم أعلام النساء، مع رجال الفكر: ج2.
تعليق